طوّر علماء البيولوجيا منظما جديدا للحمض النووي، لا يقطع سلسلة النيوكليوتيدات فيه، بل يبدل المسؤول فيها عن الأمراض الوراثية.
نشرت مقالة علمية في مجلة Nature، أن علماء من معهد بروود ومعهد هوارد هيوز الطبي، طوروا أنزيما يسمح بتغيير أزواج محددة من قواعد النيتروجين في الـDNA(عناصر وراثية أولية في الكائنات الحية)، دون قطع السلاسل الحلزونية المزدوجة للـDNA، وسيسمح هذا التدخل (النقطي) في المواد الجينية في المستقبل، بمكافحة كثير من الأمراض الوراثية، كفقر الدم المنجلي والتليف الكيسي.
فنظامنا الجيني كله (بما في ذلك الأمراض الوراثية) مسجل في جزيئات الحمض النووي، التي تتكون من سلاسل ثنائية طويلة، فيها عدد كبير من النيوكليوتيدات مرتبطة ببعضها بعضا عبر مايسمى روابط هيدروجينية متكاملة، فالنيوكليوتيدات ذات القواعد النيتروجينية الأدينين(A) يجب أن تقابل نيوكليوتيدات الثايمين(T)، ونيوكليوتيدات غوانين(G) تقابل نيوكليوتيدات السيتوزين(C)، وتراقب الأنزيمات المختصة التوزع النوعي لهذه النيوكليوتيدات فيDNA وتصحح الأخطاء حال حدوثها.
وقام علماء الأحياء بتعديل الإنزيم البكتيري tadA، المسؤول عن تحويل الأدينين إلى مركب آخر، هو هيبوزانتين الأشبه بالغوانين الذي يجب أن يقابل السيتوزين في السلسلة، لذلك بعد تعديل مواصفات الأدينين، فإن نظام "الإصلاح" الموجود في الحمض النووي يغير شريكه المقابل في السلسلة من ثامين إلى سيتوزين.
وبعد تجارب كثيرة على بكتيريا عن طريق استخدام أنزيم تأكد أن استخدام tadA، في مبدأ التغيير (النقطي) في الحمض النووي سيساعد في التخلص من عدد من الأمراض الوراثية، عن طريق استبدال نيوكليوتيدات فردية أو أزواج منها، وتضم قائمة التغييرات الجينية للأمراض الوراثية عددا كبيرا منها كفقر الدم المنجلي والتليف الكيسي وغيرها.