جاء ذات يوم احد مقلدي الشيخ المفيد الى الشيخ يستفتيه في امر مهم ويقول له ان لنا امراه قد توفيت الان وهي حامل والجنين يضرب في بطنها فماذا نصنع بها مع انا نعلم بان الجنين حي بعد في رحمها!!
اجاب الشيخ المفيد المستفتي قائلا اذهبوا وادفنوا المراه على حالها. ذهب الرجل ومرت اعوام وسنين وفي يوم والشيخ متكىء على اريكة التدريس وهو يتاهب لالقاء الدرس واذا بشاب وسيم يدخل المجلس ويشترك في الدرس.
وبعد انتهاء الدرس قال الشاب للشيخ:انا ذلك الذي افتيتم في حقه بفتوائين،وكانت فتواكم الثانيه هي التي انقذتني من الموت فلكم حق الحياة علي اذ حياتي مرهونه لكم. تعجب الشيخ من كلام هذا الشاب وقال له لو فصلت لي قصتك فاني بعيد العهد عنها؟ فبدا يقص الشاب قصته قائلا:لقد ماتت امي وانا حمل في بطنها وبي رمق في الحياة فارسلوا الى جنابكم من يسالكم عن المساله فافتيتم بان تدفن المراه مع الجنين الذي في بطنها. ولما جهزوا المراه وارادوا وضعها في القبر جاء رسول من قبلكم وقال ان الشيخ يبلغكم السلام ويقول لكم:ان كان الجنين حيا يضرب في بطن امه فلا تدفنوا الام حتى تشقوا بطنها وتخرجوا الجنين منه.
وهكذا فعلوا ومن الله علي بالبقاءحتى ترعرعت وكبرت وبعد ان تعلمت القراء والكتابه وتقدمت في المراحل العلميه توقفت للحضور في درسكم .فشكره الشيخ ولم يزد عليه شىء غير انه اخذ يفكر في القصه ومن كان الرسول الذي اخبرهم باستخراج الجنين؟ ومن الذي ارسله؟ واخيرا تيقن ان الرسول كان من قبل الامام الحجه عجل الله فرجه الشريف لانه لم يرسل اليهم احدا كما وتيقن أيضا بأنه قد أخطأ عندما أفتاهم بأن يدفنوا المرأة مع الجنين الحي في بطنها وخوفا من تكرار الخطأ عزم على أن يترك الدرس وأن يعتزل عن جواب الاسئله حتى لا يقع في خلاف الواقع مع العلم بأن الشيخ المفيد كان قد أفتاهم بما توصل اليه نظره الاجتهادي والمجتهد اذا أفتا بحسب اجتهاده وأخطأ من غير تقصير فله أجر واحد وهو :أجر الاجتهاد واذا أصاب الواقع فله أجران :أجر الاجتهاد وأجر اصابة الواقع فلما جلس الشيخ المفيد في داره وأغلق عليه بابه جاءه كتاب يحمل توقيع الناحيه المقدسه يعني :عن الامام الحجه عليه السلام وفيه ( أيها الاخ السديد الشيخ المفيد منك الفتوى ومنا التسديد)وما ان وقع نظر الشيخ المفيد على هذا التوقيع وفهم مافيه أجهش بالبكاء شوقا الى امامه وشكرا له على عنايته وألطافه الخاصه به ثم قام وفتح باب داره واشتغل بما كان مشتغلا به من التدريس والفتوى