تقول جنة محمود ، التي انتجت في الاعوام القليلة الماضية الكثير من نماذج الحلي والإكسسوارات المطلية بالذهب ، أغلبها مصنوعة من الأسلاك المعدنية ، إنها « قد استغلت خبرتها التخصصية في هندسة الكهرباء في صناعة هذه الحلي».
لكن مثل الكثير من الصناعات في البلاد ، تحتاج إلى متخصصين في هذا الشأن . ويعني ذلك أنّ العملية لا تتوقف على صناعة النموذج من سلك معدني واختيار التصميم أو الشكل المناسب له . وتضيف محمود « لكي تكون الحلي مختلفة ومميزة ، عليّ أنّ أطليها بالذهب ».
ويمكن القول إنّ هذه المهمة تقع على عاتق صاغة الذهب ، حيث تأخذ جنة جميع الحلي المعدنية إلى أحدهم بعد الاتفاق معه على طلائها . « الشيء المميز هنا هو أنّ تكاليف الطلاء بالذهب غير مرتفعة « . على حد قولها.
ويحاول صانعو الحلي المطلية بالذهب تطويع تصاميمهم بما يتناسب مع موضة العصر. فيتخذون من بعض الأشكال الغريبة والمثيرة للاهتمام تصاميم منتجاتهم لجذب الزبائن .
مزايا متعددة
وقد ساعدت المزايا التي يمنحها طلاء الذهب للمنتجات المصنوعة من المعادن ، مثل مقاومة الصدأ والتآكل وزيادة متانة المعدن وجماليته ، ورخص ثمنه في زيادة الإقبال عليه ، وبلغ أوجه عند ارتفاع اسعار المصوغات الذهبية. يقول الصائغ جميل سامي إنّ « فكرة الطلاء وتقليد المصوغات الذهبية والحلي الأصلية قد تنامت لدرجة أنها أصبحت تقليعة أساسية في الاونة الأخيرة ، وخاصة بعدما انخفض الاقبال على المصوغات الذهبية «.
ويعد الطلاء بالذهب تقنية سهلة مقارنة بغيره من المواد ، ولكن قبل البدء في هذه العملية ، علينا التأكد من نظافة المعدن المرغوب بطلائه وخلوه أيضاً من بقايا الدهون والتراب. كما يؤكد سامي، حيث يُعتمد على التقنية التقليدية في استخدام الحمض أو التبخير.
طريقة أخرى
ولكن المصادر العلمية تشير إلى هناك طريقة أخرى للطلاء تتبع عالمياً غير التقليدية المستخدمة في البلاد ، وتسمى عملية (كهروكيميائية )، إذ يتم فيها ترسيب طبقة رقيقة من فلز على فلز آخر. وفي العاد تستخدم هذه العملية لحماية المعادن من الصدأ و التآكل و للحصول على سطح صلب أو على سطح مصقول بطريقة جميلة، وأيضا تستخدم هذه الطريقة لتنقية الفلزات و أيضا لفصلها. وتستخدم معادن الكادميوم والكروم والنحاس والذهب والنيكل والفضة والقصدير لعمليات الطلاء. في عملية الطلاء الكهرباء توضع القطعة المراد طليها في محلول يعرف بالمغطس لملح الفلز الذي سوف يطلى به حيث توصل بالقطب السالب لمصدر التيار الكهربائي الخارجي ، بينما يوصل بالطرف الموجب فلز الطلي. و في العادة يلزم تيار كهربائي ضعيف مقداره من 1-6 فولت لإتمام العملية. عندما يمر التيار خلال المحلول تترسب ذرات فلز الطلي من خلال المحلول على الفلز المراد طليه ( الكاثود ) و هذه الذرات تستبدل في الحوض من ذرات الانود ( القطب الموجب ) . أما المواد غير الموصلة للتيار الكهربائي فإنها تغطى بطبقة من مادة موصلة للتيار الكهربائي مثل الجرافيت ومن ثم تكمل العملية. و لضمان قوى الترابط بين الجسم المراد طليه و مادة الطلاء فإن ذلك الجسم ينظف جيدا من خلال غمره في محلول حمضي أو قلوي لمدة بسيطة . ولضمان نعومة وصقل السطح الناتج عن عملية الطلاء جيدا فإنه يتم التحكم بشدة التيار و درجة الحرارة بدقة شديدة .
ويضيف الصائغ « التقنية التقليدية تسمح بتماسك الطلاء والسطح السفلي للمعدن، فضلا عن أنها تطيل عمره «.
ويقول إنّ « علينا أن نكون شديدي الحرص في إتباع خطوات تلميع المعدن وتنظيفه قبل البدء بعملية الطلاء لضمان خلوه من الملوثات «.
ويشير إلى أنّ لهذا الأمر الأثر الكبير في الحصول على طلاء متميز ، حسب تقديره.
وبعد انتهاء عملية التنظيف يتم شطف القطعة جيدا بالماء لإزالة أي مواد باقية. ومن ثم تغمر القطعة في الطلاء لجذب أيونات الذهب التي سوف تغطي سطحه. وهذا الأمر يتطلب في العادة بعض الوقت، فضلا عن درجة حرارة تعتمد بالدرجة الأساس على نوع المعدن.
من المهم التركيز هنا ، على نوعية المعدن ، لأنّه - على سبيل المثال لا الحصر - طلاء الحلية المصنوعة من مادة الفضة يكون بطبقة واحدة من الذهب على عكس الحلية المصنوعة من النحاس ، فانها ستحتاج لطبقات عدة.
وتتفاوت مستويات طلاء الذهب على اختلاف المعادن. إذ يفضل الكثير من الناس الحلية أو المجوهرات الفضية المطلية بالذهب ، ويقولون أنها لا تصدأ أو يتغير لون طلائها . وبالفعل ، فقد اثبت علمياً أنّ هناك تقاربا كبيرا بين الذهب والفضة ، الأمر الذي يفسر بقاء طلاء قطعة الفضة بالذهب مدة أكبر من المعادن الاخرى.
رد مع اقتباس
