ساروي لكم حكاية..
حكاية عصفورٌ أصبح ذات يوم بلا ملجأ..طار بجناحيه الصغيرتين بفتش عن غصن شجرة...يبني فوقه عشه..
عله يختبئ قبل قدوم الشتاء ورياحه العاتية..بحث في الغابة كثيرا..بين اشجار السنديان والبلوط والسندس والجوز..
كل ألأشجار كبيره تكفيه وزيادة..لكنه ظل يبحث ويبحث..اشجار وأشجار على مد بصره....
واخيرا..استقر على غصن شجرة هزيلة ضعيفة لاتكاد تحمل ذاتها ...متهدلة العروق ناشفة...
وقف عل غصنها فارداً جناحيه..مبتسما..هذه هي شجرتي المنشودة.رتب اغصانها نسق اوراقها..
هذب محيطها....استنكرت الشجرة ..وقالت: ..ايها العصفور هل !!! اتركت كل تلك الاشجار ولجئت لاغصاني المنزوعة ألأوراق العارية..هل انت مجنون ام بك لوثة...
ابتسم العصفور وقال ..ابدا ايتها السخيفة ..لكنني وجدتك وحيدة ..
مهمشة مهملة..فاحببت ان اشاركك صيفك وشتاءك ..
لعلنا ندفئ بعضنا البعض ..ولعلك تبعدين عن لياليك الوحشة..
ولانني اعلم ...اذا حط عشي فوق غصونك ..سيلتفت لك باقي العصافير ويأتو اليك ..
متسائلين لم اختار هذا العصفور شجرة منتهيه مكسورة..اكيد انه وجد بها شيئا مميزا...
شيئا لم نره باعيننا....لقد جملتك بعيونهم..واعليت شأنك وجعلت لك قيمة اكبر مما تستحقين..
لأني رأفت بحالك ..وأحزنني ذبولك...وهكذا ..ايتها الشجرة ..لن تبقي منعزلة تجابهين الفصول وحيدة..
بالنسبة لي استطيع تسلق اي شجرة ....لكني اخترتك لكيلا تبقي مهمشه....ولاعطيكِ بعضاً من القيمة..
تمايل غصنها المكسور وشمخ....واغترت انصاف عروقها وتكبرت..وسبلت الجفون وقالت ..
لا لأنني قوية وجميلة...وصغيرة...
ولاني ولاني ولاني..طار العصفور غاضبا من كلامها..مستنكرا وقاحتها...نادته..يا عصفور انا اسفة..
أشار لها مودعا...اعطيتك اهتمامي لتسعدي باحساس الاهتمام..لكنك ما رضيت الا ان تكوني مجرد نكرة.... ...