في حالة نادرة وقد تكون الاولى من نوعها في البلاد، وهي ظاهرة المشيب العكسي لدى الاشخاص، وعائلة ابو اثير أحدى عوائل محافظة واسط، التي عرفت بهذه الظاهرة، حيث يشيب الاطفال والاولاد بشكل مبكر وثم يعود الشيب بالاختفاء بشكل تدريجي مع التقدم بالعمر وصولاً الى اختفائه بشكل تام ولا يعاود عند الكبر.
أبو اثير يسكن في مدينة الكوت، ويلقبه اهل منطقته بـ"شيبوب" نسبةً الى الشيب الذي ملئ رأسه عند طفولته وبقي هذا الاسم ملاصقًا له حتى وبعد ان صار شعره اسوداً داكناً وهو في الـ54 عاماً.
وقال ابو اثير إن "هذه الظاهرة اصابتني عند طفولتي وامتلئ شعر رأسي بالبياض، حتى اصبح يشكل شيئا غريباً"، مبينا ان "اصدقائي لقبوني بالشيبوب كناية عن الشيب الذي برأسي، فيما اشار الى انه "عاد بالذهاب تدريجياً في عمر 27 سنة والان بلغ عمري الـ54 عاماً وقد اصبح لون شعري اسوداً داكناً".
وأضاف ان "حياتي تمر بمراحل عده حيث عند ولادتي كان الشعر اسود وبعدها تحول الى ابيض نسبي في مرحلة الدراسة، اما عند خدمتي بالجيش فتحول الى ابيض كلياً والان الشعر اسود ، اذا يظن البعض اني الان اقوم بصبغ شعري لما له من لون داكن".
واشار ابو اثير الى ان "ابناءه كذلك أصيبوا بهذه الطفرة وأصبحوا يعرفون بهذه الظاهرة في المنطقة والمحافظة، كونها حالة نادرة وعلامة فارقة عن البعض الاخر".
من جانبه روى عقيل وهو احد اولاد ابو اثير ومصاب ايضاً بظاهرة المشيب العكسي، موقفاً حدث معه خلال خطوبته، "عندما ذهبت الى الخطوبة نصحني اصدقائي بصبغ شعر رأسي بسبب نشازه، وقمت بصبغ الشعر وجرت الخطبة على اتم حال".
واضاف انه "بعد زيارتين او ثلاثة الى اهل خطيبتي، زال صبغ الشعر الاسود وتفاجئوا بخطيب ابنتهم وهو يكبر بالعمر في غضون 3 اسابيع، إلا انهم تقبلوا الامر الواقع بأن يصبح نسيبهم شاب بمنظر كبير السن".
إلى ذلك أشار عدد من الاطباء ومنهم الدكتور عقيل عزة، في المحافظة، إلى الاسباب الوراثية، وراء تلك الظاهرة، قائلاً "ان هذه الحالة نادرة جداً لم يسبق وان تحدث بالمحافظة او ربما في البلد، لكن تشير الدلائل العلمية انها ناتجة من الزواج المستمر للأقارب من قبل الاجداد والاباء".
واضاف ان "هذه تعتبر حالة مرضية فهي مرتبطة ببصيلات الشعر والكرياتين وتعتبر طفرة وراثية نادرة".