اعتبر الكاتب الإنجليزي جون لي كاري أن الغرب في الوقت الراهن يدفع ثمنا باهظا لإهانته روسيا إبان التسعينات ومرحلة الانهيار التي عاشها الاتحاد السوفيتي.
وفي حديث أدلى به لصحيفة Nordwest Zeitung الألمانية، قال كاري: العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة، لم تتدهور بعد إلى مستوى الحرب الباردة على غرار المواجهة السابقة. تضطلع الولايات المتحدة اليوم بدور مغاير لذي قبل، ولا تزال لسوء حظها بلدا رأسماليا عديم الشفقة وهي ليست محاميا يدافع عن الغرب كما تزعم.
وأضاف: "المواجهة بين الاشتراكية والرأسمالية انتهت، إلا أن البلدين في سباق منافسة حامية للاستحواذ على أوروبا، وولع الجانب الروسي بأوروبا، بلا حدود".. "الروس يريدون الظهور أمام الآخرين أوروبيين من جهة، ويردون أن يثبتوا للأوروبيين أنهم أفضل منهم لحد معيّن، إلا أننا في الواقع ندفع ثمنا باهظا لأننا لم نمد يد العون لروسيا بعد ما حل بالاتحاد السوفيتي". "لم نعرض عليها آنذاك أي خطة للإنقاذ، ولم نقدم لها صورة واضحة لعالم جديد، بل ركزنا على نهب ما يمكن نهبه، وأمعنا في تمزيق الرمّة. خطأنا الفادح يكمن في أننا أهنّا روسيا وانتقصنا من كرامة الدب، ولذا يعمل بوتين اليوم على تسخين المشاعر القومية في روسيا".
أخشى عموما في ظل ذلك على الحقيقة في مجتمعنا، ومما يفزعني أيضا، تفريغ المبادئ اللبرالية من محتواها في العالم الغربي، التي يرائي بها ترامب وتستنسخها أوروبا بلا حسبان.
الإشارة لفعل كل ما هو مغلوط ترد من واشنطن، ويتم التشجيع لدينا على الطمع والقسوة والانتقام بلا رحمة. ترامب قد خلق جوا مسموما لا يمكن تجاهله.
ترامب لن يرحل عمّا قريب، بل هو ماض في بناء نظام مرعب يبعث الأمل في قلوب الشعبويين في المجر وبولندا، ويعمق الشرخ بين الشرق والغرب في ألمانيا.
المصدر:
https://ar.rt.com/jfls