قلعة قايتباى .. كنز يتوسد ساحل المتوسط
يتوق أغلب زائري الأسكندرية – عروس البحر المتوسط – لرؤية القلاع القديمة والتمتع بتاريخها النابض بالحياة حتى اليوم . وتعد قلعة قايتباى هى الأكثر استقطابا لجموع الزوار – وفقا لتقديرات المنشغلين بعالم السياحة - خاصة لما تحمله هذه القلعة من قصة بناء أسطورية ولموقعها الاستراتيجي الذي يشعرك حال رؤيته بأن كنزا أثريا يتوسد ساحل المتوسط . وتعد القلعة من أهم وأجمل التحصينات الدفاعية على ساحل البحر وتقع على مساحة 1755 مترا مربعا أقصى غرب الاسكندرية فى ذات الموقع الذى احتله فنار الاسكندرية القديم .
وتزهو قلعة قايتباى بموقع شديد الإبداع حيث يمكنك رؤيتها من آخر شواطئ الإسكندرية كما انها تزداد جمالا من قوارب الصيد الصغيرة التي تحيط بها لتنسج أبدع لوحة فنية يمكن رؤيتها . كما تعطى القلعة زائرها من خلال فتحات الأسهم الضيقة فرصة رؤية أروع مناظرالمدينة دون الحاجة لنظارة " مكبرة " وتقول المصادر أن القلعة استغرق بناؤها عامين تقريبًا وهي بناء يشغل مساحة تقارب الأربعة أفدنة مربعة الشكل تقريبًا.
في نهاية جزيرة فاروس بأقصى غرب الإسكندرية تطالعك القلعة التى بنيت على اجمل طراز معماري وشيدت في مكان فنار الإسكندرية القديم الذي تهدم عام 702 هـ اثر الزلزال المدمر الذي حدث في عهد السلطان الناصر محمد بن قلاوون. وقد بدأ السلطان قايتباي بناء هذه القلعة في سنة 882هـ مستغرقا عامين فى تشييدها وكان سبب اهتمامه بالأسكندرية كثرة التهديدات المباشرة لمصر من قبل الدولة العثمانية والتي هددت المنطقة العربية بأسرها وتأخذ هذه القلعة شكل المربع تبلغ مساحته 150م*130م يحيط به البحر من ثلاث جهات
خطوات هادئة على الممشى البحري المؤدي إلى القلعة والذى تحرسه من الجانبين قوافل من المراكب الصغيرة تمنح الزائر رؤية لوحة جمالية بديعة. فالممشى يبدو على الدوام مزدحما بالسائحين كما ان الباعه وجدوه مكانا مثاليا جالبا للرزق لذا تكثر فيه خدمات مدفوعة الثمن من تصوير أو هدايا تذكارية مصنوعة يدويًا من أصداف البحر كما يتناثر الشباب على جانبي الممشى متمنين أن تدوم قصص حبهم كما دامت قلعتهم الجميل ان العرسان وجدوا فى ممشى القلعة مكانا لتوقيق حفلات زفافهم حيث يحرصون على التقاط صور لهم أمام القلعة.
تتكون القلعة من 3 طوابق وتوجد في أركان البرج الأربعة أبراج نصف دائرية تنتهي من أعلى بشرفات بارزة تضم فتحات لرمي السهام على مستويين ويشغل الطابق الأول مسجد القلعة الذي يتكون من صحن وأربعة إيوانات وممرات دفاعية تسمح للجنود بالمرور بسهولة خلال عمليات الدفاع عن القلعة. أما الطابق الثاني فيحتوي على قاعات وحجرات داخلية. ويضم الطابق الثالث حجرة كبيرة - مقعد السلطان قايت باي - يجلس فيه لرؤية السفن على مسيرة يوم من الإسكندرية يغطيه قبو متقاطع
أسوار القلعة الخارجية عبارة عن سورين كبيرين من الأحجار الضخمة التي تحيط بالقلعة من الخارج والداخل . فالسور الأول هو السور الخارجي ويحيط بالقلعة من الجهات الأربع فالضلع الشرقي من هذا السور يطل على البحر ويبلغ عرضه متران وارتفاعه 8 أمتار ولا يتخلله أي أبراج أما الضلع الغربي فهو عبارة عن سور ضخم سمكه أكبر من باقي أسوار القلعة يتخلله ثلاثة أبراج مستديرة أما الضلع الجنوبي فإنه يطل على الميناء الشرقية ويتخلله ثلاثة أبراج مستديرة ويتوسطه باب، أما الضلع الشمالي فيطل على البحر مباشرة وينقسم إلى قسمين الجزء السفلي منه عبارة عن ممر كبير مسقوف بني فوق الصخر مباشرة به عدة حجرات أما الجزء العلوي فهو عبارة عن ممر به فتحات ضيقة تطل على البحر
أما الأسوار الداخلية فقد بينت من الحجر وتحيط بالبرج الرئيسي من جميع جهته ما عدا الجهة الشمالية ويتخلل هذا السور من الداخل مجموعة من الحجرات المتجاورة وهي خالية من أي فتحات عدا فتحات الأبواب وفتحات مزاغل خصصت لتكون فتحات للتهوية من ناحية وكفتحات للدفاع من ناحية أخرى. والبرج الرئيسي للقلعة فإنه يقع بالناحية الشمالية الغربية من مساحة القلعة والبرج الرئيسي للقلعة عبارة عن بناء يكون من ثلاث طوابق تخطيطه مربع الشكل يخرج من كل ركن من أركانه الأربعة برج دائري يرتفع عن سطح البرج الرئيسي وقد بني البرج بالحجر الجيري الصلد
تعد قلعة قايتباى أجمل تصميم معماري حيث قد تم بناء ابراجه من الحجر الجيرى الصلد ، أما جسم القلعة نفسه فقد تم بناؤه من الصخور وعند الدخول إليها تجد أنها نسبيا مربعة الشكل ، ويحيط بها الماء من ثلاثة جوانب ، والقلعة مزدوجة الأسوار ، حيث يحوى السور الخارجى العديد من أبراج المراقبة المخصصة لرصد أى هجوم خارجى محتمل والرد عليه ، فى حين يوجد بالسور الداخلى مايشبه بالثكنات العسكرية وتستخدم فى حالة الحرب كمخزن للسلاح والذخيرة .