يميل العديد من المديرين، الذين لم يحصلوا على إعداد مسبق،
إلى استخدام طرق تقليدية نمطية لتسيير الأمور، لكن بدلا من أن تساعدهم تلك الطرق في إدارة فرق العمل،
يمكن أن تأتي بنتائج عكسية.
بعد طول انتظار، حصلتَ على الترقية التي كنت تريدها، وقد قوبلت كل هذه السنوات التي قضيتها في الاجتهاد والتحمل بالتقدير والاعتراف، لكن بقيت هناك مشكلة واحدة، والتي تتلخص في أنك لم تحصل على أي تدريب يتعلق بالإدارة على الإطلاق.
وبالتالي، فإن فرحة الحصول على زيادة في الراتب، والتي أتت بعد عناء طويل، يمكنها أن تتبخر سريعا إذا وضعتك المؤسسة التي تعمل لديها في مكانك الجديد، لتتولى دورا جديدا ومرهقا، وتمنت لك حظا سعيدا، ثم تركتك وحدك في هذا الطريق دون أي توجيه.
ويبدو أن مثل هذه الشركات تتوقع منك أن تعرف بالفطرة كيف تدير أمورك بنفسك في الخطوة التالية. وفي النهاية، تصبح وحدك في هذا الطريق لفترة من الوقت، لكن هل تعرف حقا ما يعنيه أن تكون مديرا أو قائدا؟
ليس من المدهش في مثل هذه الحالات أن يلجأ معظم الناس، الذين لم يحصلوا على إعداد أو توجيه مسبق، إلى اتباع طرق تقليدية ونمطية في الإدارة. ويعتقدون أن هذه هي الطرق التي من المفترض أن يتبعها المديرون.وبالتالي يكون من المحتم أن يقع هؤلاء في بعض المفاهيم الخاطئة خلال محاولتهم شق الطريق وحدهم في مجال الإدارة. لكنهم بدلا من أن يساعدوا فرق العمل التي يتولون إدارتها، فإن هذه الطرق التي يتبعونها قد تأتي بنتائج عكسية.
هناك العديد من المعتقدات الخاطئة حول الإدارة، لكننا نستعرض فيما يأتي أبرز عشرة معتقدات منها.
1 - الأمر دائما صعب عندما تكون في القمة
يتمتع المديرون بقدر أكبر من الاستقلالية، ويحصلون على رواتب أفضل، ولديهم سائقون، ومساعدون شخصيون، ويسافرون في مقاعد درجة رجال الأعمال، ويقيمون في فنادق جميلة، وينفصلون عن زملائهم.
المدير ينبغي أن يفكر في الصعوبات التي يواجهها الموظفون في المستويات الإدارية الأقل
وبالتالي يمكن القول إن مثل هذا المنصب ليس صعبا، وخاصة إذا وضعنا في الاعتبار أن الأمر أكثر صعوبة حقا بالنسبة لمن هم المستويات الوظيفية الأقل. فعلى المديرين ألا ينسوا هذا أبدا.
2 - كن نفسك فقط
حينما تصعد لدور وظيفي جديد، ربما لا يكون كافيا أن تتعامل كما كنت تتعامل من قبل. بل عليك أن تتطور، وأن تحسن أداءك.
وقد تكون أصالة الأفكار مبررا للتكاسل عن طرح أي أفكار جديدة، ولذا، لا تكن زائفا أو متظاهرا، ولا تقيد نفسك بطريقة واحدة للعمل.
وقد يجدر بك أن تخوض تجارب جديدة من خلال تطبيق طرق جديدة للعمل، حتى تتمكن من إيجاد الطريق الصحيح للتفوق والتميز كرئيس للعمل.
3 - الناس يكرهون التغيير
يمكن للناس أن يتأقلموا مع التغيير، وربما يصل بهم الأمر في النهاية إلى الإعجاب بذلك التغيير. لكن ما لا يحبه الناس هو التغيير غير الضروري، أو التغيير الذي ينطوي على غباء واضح، ويُفرض عليهم من مستوى إداري أعلى دون مشاورتهم أو استطلاع رأيهم.
لا تقع فريسة لأقوال "أصحاب الرؤية" الذين يزعمون أنهم تمكنوا من معرفة "الطريقة الوحيدة الصحيحة" للإدارة
عليك أن تشرك الناس في عملية التغيير، وقد تجدهم بعد ذلك سعداء به. كما إن التغيير يمكن أن يكون مفيدا حقا، لكن عندما يهدف إلى إحداث تطوير حقيقي.
4 - هناك طريقة واحدة صحيحة للإدارة
لا تقع فريسة لأقوال "أصحاب الرؤية" الذين يزعمون أنهم تمكنوا من معرفة "الطريقة الوحيدة الصحيحة" للإدارة.
فالمواقف دائما تتغير، ومجالات الأعمال كلها تختلف عن بعضها البعض. عليك أن تحكم على الموقف ككل، وأن تعدل من سلوكياتك تبعا لذلك.
5 - القيادة أكثر أهمية من الإدارة
هناك اتجاه سائد للتفكير في القيادة على أنها تُعنى فقط بالمشروعات الضخمة، "ذات الصورة الكبيرة"، والتي تتطلب الاهتمام بأمور مثل الاستراتيحية، والرؤية، مع التقليل في نفس الوقت من شأن الإدارة، واعتبارها أمرا أقل أهمية يُعنى بالمسائل التي تحتاج إلى تدخلات بسيطة.
لكن في الواقع، نحن نحتاج إلى رؤساء عمل يمنكهم القيام بالأمرين معا، القيادة والإدارة.
6 - رئيس العمل صاحب أفضل استراتيجية هو الذي يفوز
الانشغال بالأفكار الكبيرة أمر جيد، لكن على المرء أن يعرف كيف يضع مثل هذه الأفكار حيز التنفيذ. لكن العمل الذي ينفذ وفق استراتيجية متوسطة، وتدار فيه الأمور بشكل جيد، سوف يتفوق في النهاية على المنافسين الذين لديهم استراتيجية ذكية لكنهم لا يستطيعون تنفيذها.
7 - القادة لا يُصنعون، وإنما يولدون كذلك
يمكن لأي شخص أن يصبح جيدا في مجال الإدارة، ولذا عليك أن تحترس من القادة الذي يظنون أنهم يعلمون كل شيء، وأنه لا يوجد أمامهم ما يتعلمونه، أو أنهم ربما لا يحتاجون إلا إلى أشياء بسيطة جدا ليتعلموها.
الحوار المتواصل أهم من جلسات التقييم السنوية
فالقادة الحقيقيون يُصنعون في العادة من خلال ما يتعلمونه وما يكتسبونه من خبرات ومهارات، ولا يولدون بها.
8 - أجهزة الروبوت قادمة لتحل محلك
لا، ليس الأمر هكذا في الواقع. بالفعل تبدو التوقعات في هذا الشأن مخيفة، وتشير إلى إمكانية حدوث ذلك في نحو 25 في المئة من الوظائف، أو ربما 45 في المئة منها، لكن في الحقيقة، كل هذه مجرد توقعات تطرح هنا وهناك.
لقد تكيفنا دائما مع وصول وسائل التكنولوجيا الحديثة إلينا، وسوف نواصل ذلك مرة أخرى. والحقيقة هي أننا نحتاج إلى المزيد من أجهزة الروبوت، فننحن سنعمل جنبا إلى جنب معها، وهي لن تتفوق علينا.
9 - البيانات الكثيرة ستحل كل الأمور
في الواقع، لا تخبرنا الأرقام بكل تفاصيل القصة التي نسعى لمعرفتها، ونحن بحاجة إلى أن ننظر إلى الأمور بشكل أشمل حتى نستطيع أن نحكم عليها.
وليس هناك مدير يمكنه أن يحصل على "المعلومات الأكيدة" بسرعة كافية. ولذلك، لا تحاول أن تعتمد على البيانات التي بين يديك وحدها. وإذا فحصتها بترو، وبصورة كافية، فسوف تخبرك بالكثير.
10 - التقييم السنوي للموظفين يساعدك في إدارة أدائهم
ينبغي أن تكون الإدارة عملية تواصل ومحادثة مستمرة (وإن كانت متقطعة)، وليس فقط مجرد لقاء سنوي وجلسة للمحاسبة.فلا تنتظر طوال العام وأنت تراكم كل غضب أو ضيق بداخلك تجاه موظف ما حتى قدوم موعد التقييم. دع التقييم جانبا، وتحدث إلى موظفيك بشكل طبيعي وجها إلى وجه.
وقد باتت الكثير من الشركات الآن تتخلى عن فكرة التقييمات السنوية للموظفين، والتي يرونها إهدارا للوقت، وربما "جلسات عقابية" ذات نتائج عكسية.