هل فكرت يوما في أسباب تسمية البحار والمحيطات؟
ربما تسافر كثيراً وتعشق الرحلات البحرية، وتحلم بشواطئ البحار الهادئة ومياها الصافية، فلا شك أن البحار وجهة أساسية لكل محب للسفر، لكن هل فكرت يوماً في معاني أسماء هذه البحار والمحيطات، والسر وراء تسميتها.
وإليك مجموعة من البحار والمحيطات الموجودة حول العالم، وأسباب تسميتها بأسمائها الحالية.
البحر الأبيض المتوسط
يرجع سبب تسميته بـ”المتوسط”، لأنه يقع وسط قارات العالم القديم، أوروبا وآسيا وإفريقيا، ويربط مضيق جبل طارق بالمحيط الأطلسي، أما تسميته بـ”الأبيض” فيرجع ذلك لعدة أسباب، منها أن الأتراك يطلقون عليه “أكدينز” التي تعني البحر الأبيض وذلك لكثرة زبد أمواجه، أو بسبب أن غيومه أغلب أيام السنة بيضاء، ونتيجة لاتساعه يظهر لون المياه عند الإبحار فيه فاتح اللون مثل مياه المحيطات.
البحر الأحمر
هناك عدة تفسيرات لهذا الاسم، منها وجود الشعاب المرجانية الحمراء داخل البحر، وعند انعكاس أشعة الشمس على هذه الشعاب ينعكس اللون الأحمر في الماء، وهناك من يعتقد أن سبب التسمية هو الطحالب والعوالق التي تقوم بعكس اللون الأحمر في المياه، وهناك تفسير أخر هو انتشار الجبال على الحدود السعودية المصرية، فتقوم هذه الجبال وقت الغروب بعكس اللون الأحمر في مياه البحر لذلك أطلق عليه البحر الأحمر.
وكان يسمى البحر الأحمر قديما بحر القلزم، وأول رحلة استكشاف للبحر الأحمر قام بها قدماء المصريين، أثناء محاولتهم إقامة الطرق التجارية والتوسع في بلاد أخرى.
البحر الأسود
عدة تفسيرات لهذا الاسم، منها صعوبة الملاحة فيه بسبب طبيعته القاسية ورياحه العاتية مما كان يثير الخوف لدى البحارة عند الإبحار فيه، بالإضافة إلى كثرة السحب والضباب المحيط بالمنطقة مما يجعله داكن اللون، وأغلب السحب التي تتكون فوق هذا البحر هي سوداء بسبب الموقع الجغرافي للبحر الذي يمنع وصول ضوء الشمس إليه وبالتالي ينعكس لون السحاب الأسود عليه.
أو ربما يأتي الاسم من لون المياه العميقة للبحر الأسود، حيث أن مياهه أقل ملوحة من البحر المتوسط، فتتركز فيه الطحالب الدقيقة بشكل أكبر وتسبب لون المياه الداكن، وسوف نجد أن الرؤية في البحر الأسود حوالي 5 أمتار، بينما في البحر المتوسط تصل لحوالي 35 متر.
البحر الميت
أطلق عليه هذا الاسم لأنه شديد الملوحة، ولعدم وجود كائنات حية تعيش داخله، ويشتهر بكونه أكثر مكان منخفض على سطح الأرض، حيث يقع على عمق حوالي 400 متر تحت مستوى سطح البحر.
ويعتبر ظاهرة طبيعية نادرة الوجود عالميا، فهو عبارة عن بحيرة مغلقة لا تتصل بالبحار الخارجية المجاورة كما أن الغرق فيه شبه مستحيل تقريبًا.
بحر العرب
أطلق الرحالة على هذا البحر العديد من التسميات، مثل البحر الأخضر وبحر الهند وبحر المحیط، ولكن يعود الاسم الأصلي له إلى سيطرة العرب علي هذا البحر لقرون طويلة بسبب مرور تجارتهم عليه ولذلك اقترن بكلمة العرب.
المحيط الهادئ
هو أكبر مسطح مائي على وجه الأرض، وربما يعد المسطح المائي الوحيد الذي نعرف صاحب تسميته بالتحديد، حيث تعود تسميته إلى المستكشف البرتغالي” فرديناندو ماجلان “خلال إحدى البعثات الإسبانية عام 1521، وأطلق عليه “مار باسوفيكو” أي البحر الهادئ بسبب هدوء أمواجه، المحيط الهادئ يعادل ما يقرب من ثلث سطح الأرض، ويحتوي على حوالي 25 ألف جزيرة.
المحيط الأطلنطي “المحيط الأطلسي”
ثاني محيطات العالم مساحة بعد المحيط الهادئ، وجاء اسم أطلس” Atlas” من الأساطير اليونانية، حيث كان اليونانيون يعتقدون أن هذا المحيط هو نهر عملاق يطوق العالم كله، أما الأطلنطي فقد سُمي بهذا الاسم لاعتقاد أن قارة أطلنطا موجودة في أعماق المحيط، وهي قارة خرافية ليست موجودة في الواقع، وكان العرب في العصور الوسطى يطلقون عليه بحر الظلمات، يغطي المحيط الأطلنطي 20% من مساحة الكرة الأرضية تقريباً، و26% مساحة المياه الكلية في الأرض.
المحيط الهندي
ثالث أكبر المحيطات في العالم، وسُمي بهذا الاسم، لأن كان يستخدم من أجل الإبحار للهند لوجود تجارة الأخشاب والبخور، ويغطي حوالي 20% من المياه على سطح الأرض، وتطل علية مجموعة خلابة من الجزر الصغيرة مثل جزر سيشيل، جزر المالديف.