قش الأرز يدخل في صناعة البناء والتشييد
«أيها المزارع، إذا كان لديك قش أرز أو حطب ذرة أو قطن أو بقايا تقليم أشجار الموالح والنخيل، فلا تقلق واتصل بنا وسنصلك فوراً».. وذلك بهدف التخلص من المخلفات الزراعية فى المحافظات.
«على المزارع الاتصال بالشركة، وعلى الفور سيصل الجرار والمقطورة لرفع جميع المخلفات الزراعية، ونقلها إلى أحد المواقع للتعامل معها حسب نوعها وطبيعتها»، ففي حالة نقل المزارع المخلفات الزراعية بنفسه إلى الموقع سيحصل على مبلغ معين عن كل طن قش، او يتسلم كمية من الالواح او الطوب الجاهز ليستعملها.
كان ذلك خطاب وجهته للفلاحين إحدى الشركات التي تشدد على أن للمخلفات الزراعية دور مهم في صناعة البناء والتشييد. وتذكر احصاءات مصرية أن القمامة المنزلية تبلغ 15 مليون طن فى العام بينما تصل المخلفات الزراعية إلى 30 مليون طن فى العام، أي تعادل ضعف القمامة المنزلية، بالإضافة إلى الأمراض الخطيرة التى تسببها المخلفات الزراعية بعد حرقها، مثل قش الأرز وبقايا تقليم النخيل وأشجار الموالح. ولهذا يجب فتح شركة خاصة لتجمع حطب القطن والذرة وقش الأرز وأشجار الموالح بأنواعها، والسفير «ورق القصب».
بدائل
من المعروف أن بعض المخلفات الزراعية تدخل فى صناعة العلف الحيوانى والسماد العضوي الذي يحل محل الأسمدة الكيماوية اوتستخدم كوقود لمصانع الأسمنت، فإن بعض الخبراء وشركات تصنيع مواد البناء يؤكدون أن قش الأرز يمكن ان يدخل بقوة في صناعة طوب البناء والواح البناء وسيكون غير قابل للحرق والتعفن ولا يتاثر بالرطوبة وبخاصيات جيدة للعزل للصوت والحرارة وبكثافات مختلفة من 500 الى 1800 كلغ على المتر المكعب.
كيف؟
ففي حالة إزالة المخلفات الزراعية وتدويرها بتقنيات بسيطة وغير مكلفة وتحويلها الى مواد للبناء وصديقة للبيئة سيتم القضاء على تلوث البيئة، والتقليل من كلفة السكن ومن الممكن إنتاج سلع طبيعية تكون بديلة للسلع الكيماوية.
تقول احدى الشركات " تم تصميم خط لإنتاج 800 من اللوحات في كل دورة عمل على أساس 600 دورة في السنة ما يعني أن المساحة الإجمالية المنتجة سنويا هي 480000 متر مربع من الالواح. كما تمكن زيادة خبرة العمال لانتاج زيادة تدريجية في الإنتاجية تصل إلى 1200 مترا مربعا من الالواح.
تجربة
أثبتت تجربة استخدام ألواح الجبس المعدل ومخلفات تصنيع الرز وقشه او مخلفات القصب والسنابل والقطن وغيرها وبعض الاضافات الكيميائية البسيطة لصنع الواح قوية او طوبات لا تمتص الرطوبة ولا تحترق لاستعمالها في البناء الصحي النظيف بيئيا والمساهمة في حل ازمة البناء في بعض الدول العربية، حيث البساطة والسرعة في البناء؛ وحتى في غياب قاعدة صناعية للبناء وكذلك التكلفة المنخفضة وتفاوت عدد الطوابق، وهذا مقارنة مع اي تقنية او طريقة اخرى
هناك أقسام للإنتاج الالواح المزدوجة وألواح العزل والقولبة ، والطوبات الجوفاء والطوب المتشابك لتسهيل البناء والرص, والالواح الجبسية او ما يسمى بالجبسيوم بورد Gypsum board .
إن وجود المصنع في أي منطقة سيحل بنجاح عدد من المشاكل الملحة في برامج الاسكان بأسعار معقولة ومريحة ومدة قياسية.
مشكلة
ان التفكير في مشكلة وفرة مواد البناء التي لا تؤثر اعراضها على صحة الانسان وصديقة للبيئة وعازلة للحرارة والصوت وباسعار منافسة ومعقولة لبناء مساكن الشباب والطبقات ذات الدخل المحدود تحدي مربك للعديد من المجتمعات التي تعاني نقصاً في الإمدادات السكنية وقائمة الاسئلة كثيرة أبرزها: كم سيكلف البناء؟
يمكنك بناء منزل خشبي المصنوع من جذوع الأشجار والخشب ولصقها، او منزل من الطوب؟ او من الحجر او من الخرسانة، فمثلا البيوت الخشبية صحية ومريحة وعازلة جيدة للحرارة وصديقة للبيئة زيادة على انفرادها بميزة التنفس والتي يجهل الكثير من عامة الناس فائدة هذه الميزة المفيدة والنادرة في مواد البناء والتي لا نجدها في البيوت الاسمنتية الاخرى او غيرها. ولكن للبيوت الخشبية ايضا عيوبها فهي غالية بالنسبة للدول العربية لاعتمادها على استيراد الخشب حيث ان الهياكل الخشبية تتعرض للاحتراق السريع والسهل، ونوعية وكثافة الخشب والعزل تتدهور مع مرور كل سنة.
فماذا عن المنزل المبني من الطوب؟ لديه ميزة القوة والمتانة، ولكن دخول حديد التسليح والخرسانة المسلحة يجعل تكلفته عالية.
تقنية حديثة
لذلك يقترح الخبراء تطوير تقنية حديثة لتصنيع مواد بناء صديقة للبيئة وبتكلفة واطئة تعتمد في موادها الاولية على المكونات العضوية والقليلة التكلفة كنشارة الخشب، اغصان الاشجار، مخلفات المزارع، قش الرز، مخلفات مزارع القطن، الاعشاب، وغيره، من هذه المواد التي عامة ما يقوم الناس والفلاحون بحرقها فالخبراء يعدونها مادة اولية ورئيسية لتصنيع الواح البناء وبلوكات وجدران للبناء.
بالطبع كل ذلك يتم بعد معالجتها وخلطها مع تركيبة الجبس المعدل، وهذا ما يجعل بعض المصانع واثقة من متانة منتجاتها تلك حتى وإن كان البناء تحت البحر. حتى الآن هناك بعض الشركات المعدودة التي نجحت في هذه التقنية ونالت عليها شهادات مطابقة صحية وبيئية فضلاً عن شهادة الاستخدام لتشييد المباني والهياكل لأغراض مختلفة، أو ما يعرف بشهادة المنازل الايكولوجية.
سلة مكاسب
التقنية المقترحة لتصنيع مواد البناء من المخلفات الزراعية تجعل من البيت نظيفا وصديقا للبيئة عازلا للحرارة ولا يؤثر على صحة الانسان، لا يحترق وغير مكلف ويقلص زمن التشييد ولا يتطلب عمليات تشطيب معقدة. فالخبراء أكدوا انه المنتج ذو قوة عالية جدا، ومتين وطويل العمر، عازل للصوت، هذا غير ما ما تعنية عملية البناء التي تعتمد اساسا على المناولة ..
لذا ليس هناك لن يكون عبر هذه التقنية مضيعة للوقت في تجهيز الخرسانة كما الانتظار لاستكمال صلابة الخرسانة بعد صبها. قد نجني فوائد كبيرة أبرزها سرعة التشييد والقوة الكبيرة لتحمل الجدران، وقد تصل الوفورات إلى 60 ٪ .
...و3 ملايين طن من القش تنتج 500 ميغاوات كهرباء
أكد الباحث المصري الدكتور أشرف الدماطي الأستاذ في جامعة ويسترن أونتاريو الكندية إمكانية استخدام قش الأرز في إنتاج الكهرباء. وقال: إن ثلاثة ملايين طن من قش الأرز تسهم في إنتاج 500 ميغاوات من الكهرباء موضحا أن مصر يوجد بها الكثير من قش الأرز.
ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية عن الباحث الذي يعمل رئيسا للدراسات العليا في قسم الهندسة المدنية والبيئة خلال الندوة التي عقدت في كلية الهندسة جامعة الإسكندرية قوله: إن البحث يأتي ضمن جهود بحثية لإيجاد وسيلة حضارية لحل مشكلة حرق قش الأرز التي ينجم عنه تكون سحابة سوداء تستمر عدة شهور مسببة مشكلات بيئية وصحية.
مشيرا إلى أن السبب الرئيسي لحرق القش هي عدم قدرة الفلاح المصري على نقله أو تخزينه أو الاستفادة منه في أغراض أخرى. وأكد أن الاستفادة من قش الأرز وتحويله إلى مادة خام لاستخدامه في استخراج الطاقة الكهربائية يعود بالنفع الاقتصادي على المجتمع المصري.
واقترح البدء في تنفيذ نموذج مصغر للمشروع بتكلفة ثلاثة ملايين جنيه من خلال إنشاء وحدات صغيرة في القرى تكون مسؤولة عن توفير قش الأرز موضحا أن قش الأرز يحتوي على مواد كيميائية فريدة وبنسبة كبيرة منها مادة السليكا والكربون وهي مواد أساسية في توليد الطاقة وصناعة الأسمنت خاصة أن الطاقة الموجود في القش تساوي نصف طاقة الفحم وثلث طاقة البترول.
وأضاف الدكتور أشرف الدماطي أن تنفيذ المشروع سيتم على مرحلتين الأولى تعنى بالتخلص من مادتي البوتاسيوم والماغنسيوم في منطقة زراعية تمهيدا لعملية الطحن وصولا إلى تخزين الناتج منها بينما تتم المرحلة الثانية في الشركات والمصانع لاستخراج الطاقة من المواد المطحونة وبيعها بعد ذلك كمواد خام أو إدخالها في صناعة الأسمنت.