غادرت ندى بنت الاسطه محمود الى فرنسا للدراسة، تزوجت هناك و (تفرنست) ، وبعد عشر سنوات قرر الاسطه محمود زيارة ابنته في باريس ، قابلته بكل ترحاب و اخذته في نزهة على شاطئ النهر، بينما هما يمشيان و يتبادلان اطراف الحديث لمح الاسطه محمود شاب و شابة واقفان على جانب الطريق و هما يتبادلان القبلات بحميمية و حب.
اندهش الاسطه محمود من هذا المشهد و تسمّر في مكانه وهو يبحلق بهما بكل استغراب... كيف يتجرأ هذان العشيقان فعل ذلك علانية و دون خجل؟!
لاحظته ابنته ندى وهو بهذه الحالة فامسكت بيده وقالت له: عيب ان تراقبهما هكذا ، لندعهما و شأنهما.
في هذه الاثناء مرَّ من هناك رسّام ايطالي حاملاً عدة الرسم ، فلما شاهد المنظر اقترب منهما بلطف واستأذنهما بأن يرسم لهما بورتريه يخلّد حبهما.
ثلاثة اشخاص رأوا نفس المشهد وكانت ردّة فعل كل منهم مختلفةً عن الآخر، فالأسطه محمود غلبت عليه طباعه الشرقية و القيم التي تربّى عليها و وجد في ذلك ما يخدّش الحياء.
و ابنته التي تأقلمت مع المجتمع الغربي و عرفت معنى الحرية الشخصية و احترام خصوصيات الغير اعتبرت تصرّف ابيها عيباً.
في حين لم يخطر ببال الفنان سوى اللحظة الرومانسية وتخليد هذه المناسبة لتبقى في ذاكرة المحبين.
نعم.... فعقلنا هو الذي يحدد تعاملاتنا مع مايحيط بنا وهو الذي يوجّه تصرفاتنا... وهو يتبلور استناداً على المجتمع الذي نعيش فيه و تقاليده و اعرافه..
أود ان اعرف رأيكم بصراحة... شكراً