عايفة محاضرات و كاعدة بدرر
عايفة محاضرات و كاعدة بدرر
الحياة رواية قصيرة عليك قراءتها حتى النهاية، لاتتوقف أبدا عند سطر حزين، قد تكون النهاية جميلة...
نحن ننتمي لأوطان لا تلبس ذاكرتها إلا في المناسبات، بين نشرة أخبار وأخرى. وسرعان ما تخلعها عندما تطفأ الأضواء، وينسحب المصورون، كما تخلع إمرأة أثواب زينتها
فهل قدر الأوطان أن تعدها أجيال بأكملها, لينعم بها رجل واحد؟
التماثيل تخاف أن تنام في الليل لكيلا تستيقظ ركامًا
الحياة بدون خيبات ستكون
خالية
ليس ثمة موتى غير اولئك الذين نواريهم في مقبرة الذاكرة. اذن يمكننا بالنسيان, ان نشيّع موت من شئنا من الأحياء, فنستيقظ ذات صباح ونقرر انهم ما عادوا هنا. بامكاننا أن نلفّق لهم ميتة في كتاب, ان نخترع لهم وفاة داهمة بسكتة قلمية مباغتة كحادث سير, مفجعة كحادثة غريق, ولا يعنينا ذكراهم لنبكيها, كما نبكي الموتى. نحتاج أن نتخلّص من أشيائهم, من هداياهم, من رسائلهم, من تشابك ذاكرتنا بهم. نحتاج على وجه السرعة ان نلبس حدادهم بعض الوقت, ثم ننسى.
هل اللغة أنثى أيضا؟ إمرأة ننحاز لها دون غيرها. نتعلم البكاء والضحك والحب على طريقتها؟ وعندما تهجرنا نشعر بالبرد وباليتم؟
# الموت, كما الحب, فيه كثير من التفاصيل العبثية. كلاهما خدعة المصادفات المتقنة.
# هل يمكن لوطن أن يُلحق بأبنائه أذى لا يُلحقه حيوان بنسله؟ هل الثورات أشرس من القطط في التهامها لأبنائها من غير جوع؟ وكيف لا تقبل قطة, مهما كثر صغارها, أن يبتعد أحدهم عنها, ولا ترتاح حتى ترضعهم وتجمعهم حولها, بينما يرمي وطن أولاد الى المنافي والشتات غير معني بأمرهم؟
نحن بجبلتنا نصدق أبعد الأشياء عن التصديق، ومتى نقشت في الذاكرة، فالويل لمن يحاول محوها.