السومرية نيوز/ بغداد
من وسط زقاق سكني متواضع في أطراف قضاءالمقدادية بمحافظة ديالى شدت عائلة ابو حاتم رحالها عائدة لمنزلها في كركوك بعد رحلة نزوح استمرت شهرا، العائلة التي "أبُعدت" مع عشرات الاسر العربية من قبل سلطات أمن كركوك "قسريا" قبيل استفتاءكردستان، ودّعت المقدادية بعبارة "باي باي" وبلهجة كركوكية أجادتها طفلتهم الصغيرة مع اللغات العربية والكردية والتركمانية وكأنها "كركوك مصغرة قائمة بذاتها".
وقال رب الاسرة أبو حاتم في حديث لـ السومرية نيوز، "لقد أرغمنا على الخروج من كركوك قبل نحو شهر رغم كوننا نسكن فيها منذ سنوات طويلة بسبب ممارسات وضغوط السلطات الامنية التي تدعي الانتماء للكورد وللاسف لم تكن حيادية وتعاملت معنا وفق أجندة معادية ونحن كنا ضحايا"، مؤكدا أن "الكرد بريئون منها لان الكورد اصحاب مواقف مميزة معنا ونحن اخوة في
وأضاف أبو حاتم، أن "عشرات الاسر، وجميعها من القومية العربية لجئت الى المقدادية (35كم شمال شرق بعقوبة)، بعد قرارابعادها قسريا من قبل سلطات أمن كركوك قبيل الاستفتاء"، موضحا "كنا نهيأ أنفسنا للبقاء هنا ربما للابد ونسيان العودة لان كل المؤشرات تدلل على ذلك لكن حصل ما ليس بالحسبان وتغير كل شيء في ليلة وضحاها والان الامر حقيقة".
وبين ابو حاتم، أن "كركوك يجب ان تبقى عراقية لكل القوميات ومن الصعب ان تدار من قبل فئة او طائفة او قومية ولابد من معالجة التجاوزات التي حصلت على العوائل قبيل الاستفتاء"، لافتا الى أن "التهجير والنفي لم يحققا أي شيء وكركوك عادت الى طبيعتها لكل العراقيين".
أما لبنى، أبنة أبي حاتم ذات الخمسة أعوام، فقد ارتسمت الفرحة على وجهها وهي تردد كلمة "باي باي" لأصدقائها الصغار القريبين منها، وتوعدهم في طريقها نحو منزلها في كركوك.
ومن جهتها، قالت والدة أم حاتم، إن "هذه باي باي بلهجة كركوكية، فهذه الصغيرة تتحدث العربية وتملك قدرة على قول كلمات كردية وتركمانية"، معتبرة كلمات لبنى الصغيرة بأنها "تمثل كركوك التي هي لكل الاطياف والقوميات المتآخية".
بدوره، قال رئيس مجلس قضاء المقدادية عدنان التميمي، أن "عشرات العوائل التي نزحت من كركوك قبيل الاستفتاء بدأت العودة الى منازلها من جديد"، لافتا الى أن "تلك العوائل عاشت أوضاعا صعبة للغاية لكن دعم اهالي القضاء أسهم في تقليل معاناتهم بعض الشيء".
واضاف التميمي، أن "دفع عوائل للنزوح عن مناطقها تحت أي ذريعة جريمة انسانية وهي مرفوضة من قبلنا"، مشددا على "ضرورة التحقيق في عمليات التهجير القسري التي حدثت في كركوك ومعاقبة من قام بها وفق القانون".
وكانت اكثر من 80 اسرة نزحت من كركوك الى قضاء المقدادية قبيل استفتاء اقليم كردستان قبل نحو شهر بسبب ضغوط فرضتها السلطات الامنية في المحافظة.