حينما تناهت إلى سمعي عباراتها القاسية الجوفاء
قالت إني راحله وإنني أُعيق مستقبلها الوضّاء
قالت...وقالت كلاماً كثيراً...قالت بجفاء واستهزاء
فـ...صمت كل ما حولي وشيّعت أحلامي البلهاء
وانزويت جانباً وأنا ألمح الشفقة على وجوه الأحباء
كلا يادموعي...كلا...أرجوك كوني خرساء
لا أريد لأحد أن يشهد لحظات هزيمتي النكراء
ارحلي ودعي ذكرياتكِ الأليمة تُرافقني في ليالي الشتاء
لتكن حياتكِ كما اشتهيتها...لتكوني أسعد السعداء
ارحلي بعيداً بعيداً...ارحلي وجاوري الجوزاء
ودعني هنا على الأرض...أتلقّى في حبنا العزاء
سيكون الدمع رفيقي...سأنضم إلى قافلة التعساء
سيكون لأيامي عنواناً دائماً...انتحار الوفاء
فنهاري مظلمٌ وليلي شاهدٌ على انحسار الضياء
فالاخلاص في قاموسكِ مرادفٌ للعنقاء
أنا من جعلت من نفسي أُمثولة للغباء
من أنا يا سيدتي...أنا ابن الحزن...قرين الشقاء
أنا من غادرت محطتي كل أسراب العطاء
أنا طيف يجوب الأنحاء ...أنا مجرد رقم من الأحياء
أنا حكاية الأمل المهزوم...أنا من وُئد في قلبي الرجاء
فالأحلام غادرت عالمي...والحزن سكن مني الأحشاء
ودموعي شلالات تنافست لتسقي أيامي الجدباء
قد نلتقي يوماً ما...لكننا سنلتقي كالغربـــاء
راق لي