ناسا ترسل حاسوبا "خارقا" لاستكشاف المريخ
صورة لكوكب المريخ عبر تلسكوب هابل عام 1999
أرسلت وكالة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) "حاسوبا خارقا" إلى محطة الفضاء الدولية لاختبار إمكانية صموده في بيئة الفضاء القاسية، تمهيدا لإرسال أجهزة مماثلة مستقبلا برفقة البعثات الفضائية إلى كوكب المريخ.
وقد انطلقت مساء أمس الاثنين السفينة الفضائية غير المأهولة التي حملت الحاسوب الخارق إلى الفضاء، وهي سفينة تابعة لشركة النقل الفضائي "سبيس أكس".
ووفقا لبيان ناسا، فإن الهدف من استخدام هذا الحاسوب الخارق الذي أنتجته شركة "هيوليت باكارد إنتربرايز" هو مساعدة رواد الفضاء على رصد الأحداث وإجراء الاختبارات العلمية على عمليات رصد الفضاء العميق.
ولا تمثل محطة الفضاء الدولية بيئة مناسبة للحواسيب العادية، بسبب تعرضها للإشعاعات الشمسية والأشعة الكونية التي تنشأ خارج النظام الشمسي، وذلك بسبب وجودها خارج معظم الغلاف الجوي الواقي للأرض.
ويؤدي التعرض لهذه الأشعة إلى انهيار أجهزة التكنولوجيا بمرور الوقت، لذا يجب أن تكون الحواسيب المرسلة إلى الفضاء ذات هيكل صلب مدرع لتتحمل هذه البيئة الإشعاعية العالية.
ويعمل الحاسوب الجديد بواسطة نظام التشغيل مفتوح المصدر "لينوكس"، وجرت برمجته لمعرفة متى تحدث إشعاعات عالية، بحيث يستجيب بعد ذلك عن طريق التحكم بالأنظمة الخاصة به وخفض سرعة تشغيلها لتوفير الطاقة وتجنب الضرر.
ويفترض أن الحاسوب قد اجتاز 146 اختبارا للسلامة وحصل على الشهادات اللازمة من قبل وكالة ناسا للموافقة على إرساله إلى الفضاء، ومن المتوقع أن يستمر الحاسوب بالعمل لمدة سنة ضمن محطة الفضاء الدولية.
وتعمل الحواسيب الموجودة في محطة الفضاء الدولية حاليا، والتي تشغل المحطة، بواسطة معالج دقيق يعود إنتاجه الأولي إلى عام 1985. ورغم قدمها فإن هذه الحواسيب مدعومة بنظام مراقبة أرضية على مدار الساعة بواسطة حواسيب أكثر قوة.
ويؤدي هذا النظام عمله بكفاءة حتى الآن، ولا يستغرق وصول المعلومات من محطة الفضاء الدولية إلى الأرض وقتا طويلا، ولكن عندما يصل البشر إلى كوكب المريخ فإن الاتصال بين الأرض والمريخ سيستغرق ثلاثين دقيقة في كلا الاتجاهين، لذلك يجري حاليا اختبار حواسيب خارقة لاختصار زمن المهمات والاتصالات عند الوصول إلى المريخ.
المصدر : وكالة الأناضول