أكبر 5 أبطال في المونديال
يقف نجوم كرة القدم على أطلال إنجازاتهم عقب عبورهم مرحلة الاعتزال، فهذه الإنجازات تتحوّل إلى ذكريات ثابتة تلخّص مسيرة النجم وتجسّد قيمته، وليس هناك من إنجازٍ في هذه الرياضة الشعبية الأولى أكبر من الفوز مع منتخب وطني بلقب كأس العالم. وبالعودة إلى الذاكرة، قصّ المونديال شريط نسخته الأولى عام 1930، واستمر في الانتشار مع مرور الأعوام قبل توقفه خلال الحرب العالمية الثانية، ليعود إلى الحياة بنسخته الرابعة عام 1950 على الأراضي البرازيلية. وكان الأوروجوياني ألسيديس جيجيا آخر من فارق الحياة بين اللاعبين الذين تُوجوا بلقب هذه النسخة في النهائي الشهير على ملعب الماراكانا، حيث توفي في 16 يوليو قبل عامين، ليصبح الألماني هانز شايفر البالغ من العمر 90 عاماً أكبر بطل للعالم في يومنا هذا. وتسلّط "الرياضية" الضوء في التقرير التالي على 5 نجومٍ مخضرمين دخلوا مراحل متقدمة من سن الشيخوخة، وهم كانوا قبل أعوام بعيدة شاهدين على المجد المونديالي بين الأفراح الألمانية عام 1954 والهيمنة البرازيلية في نسختي 1958 و1962، لكنهم يستحضرون اليوم هذه الذاكرة دون زملائهم الذين فارقوا الحياة في الأعوام الماضية.
1 الألماني هانز شايفر
بطل العالم 1954
تاريخ الميلاد: 19 أكتوبر 1927
العمر الحالي: 90
بعد مرور أكثر من 63 عاماً على فوزه مع منتخب ألمانيا الغربية بلقب كأس العالم التي استضافتها سويسرا عام 1954، احتفل اللاعب السابق هانز شايفر أمس الخميس بيوم ميلاده الـ90، ليبقى أكبر لاعبٍ تُوّج باللقب المونديالي من بين الأبطال السابقين الذين ما زالوا على قيد الحياة. وبدأ شايفر مسيرته الكروية عام 1948، أي بعد 3 أعوام من انتهاء الحرب العالمية الثانية، حيث انضم إلى نادي كولن في الشطر الغربي لألمانيا، وهو النادي الذي لعب في صفوفه مسيرته بأكملها حتى اعتزاله عام 1965، علماً بأنه فاز مع كولن بأول ألقاب الدوري الألماني تحت مسماه الحالي "البوندسليجا"، وهي البطولة التي أبصرت النور عام 1963. وكان شايفر في الـ 26 من العمر عندما مثّل منتخب بلاده في نهائيات سويسرا، وقد سجل 4 أهداف في تلك النسخة المونديالية، ومن ضمنها الهدف الألماني الأول في الشباك النمساوية في الدور نصف النهائي. ويُعتبر هذا اللاعب المخضرم أحد ألمع نجوم الكرة الألمانية في حقبة الخمسينيات والستينيات، حيث تألّق في خانة الجناح الأيسر ليسجل 15 هدفاً في 39 مباراة دولية مع المنتخب الألماني الغربي، منها 7 أهداف في جميع مشاركاته بنهائيات كأس العالم، قبل أن يتوّج مسيرته بفوزه بلقب أفضل لاعب في ألمانيا عن العام 1963.
2 الألماني هورست إيكل
بطل العالم 1954
تاريخ الميلاد: 8 فبراير 1932
العمر الحالي: 85
اعتمد المدرب الألماني الراحل سيب هيربيرجر على مجموعة من الأسماء الشابة في طريقه نحو تحقيق ما بات يُعرف بـ"معجزة بيرن"، وذلك عندما قاد منتخب ألمانيا الغربية لمخالفة التوقعات والفوز على المنتخب المجري في المباراة النهائية لكأس العالم عام 1954، والذي جاء بعد السقوط التاريخي للألمان أمام المنتخب نفسه بنتيجة 3-8 في دور المجموعات للبطولة نفسها. ومن بين الأسماء التي اعتمد عليها هيربيرجر لاعب الوسط هورست إيكل الذي كان في الـ 22 من العمر عندما خاض غمار النهائيات، والذي كان ثاني أصغر اللاعبين في القائمة الألمانية حينها بعد المهاجم الاحتياطي أولريخ بيزنجر. وعُرف إيكل بحيويته وسرعته ودقة تمريراته، وهي العوامل التي ساهمت في وجوده بالتشكيلة الأساسية لجميع مباريات المنتخب الألماني في طريقه نحو اللقب. وكان إيكل في الـ 15 من العمر عندما انضم إلى الفريق الأول لنادي كايزرسلاوترن عام 1947، وقد لعب في صفوفه حتى العام 1960 وقبل انتقاله إلى نادي روشلينج فولكلينجن المغمور، الذي اعتزل في صفوفه عام 1966، علماً بأنّه مثّل المنتخب الألماني الأول في 32 مباراة دولية خلال الفترة ما بين 1952 و1958. واحتفل إيكل في 8 فبراير الماضي بعيده الـ 85، ليكون اللاعب الوحيد الذي ما زال على قيد الحياة بين اللاعبين الألمان الذين حققوا للمانشافت اللقب المونديالي الأول، إلى جانب زميله هانز شايفر.
3 البرازيلي ماريو زاجالو
بطل العالم 1958
تاريخ الميلاد: 9 أغسطس 1931
العمر الحالي: 86
حقق ماريو زاجالو إنجازاً فريداً على صعيد كأس العالم، عندما أصبح أول من ينجح في الفوز بلقب المونديال كلاعب وكمدرب، حيث كان أحد العناصر الأساسية في التشكيلة البرازيلية التي حققت الميدالية الذهبية عامي 1958 و1962، قبل أن يقود منتخب بلاده نحو المجد المونديالي كمدير فني عام 1970. وكان اللاعب الذي ينحدر من أصول لبنانية في الـ 26 من العمر عندما شارك مع السيليساو في نهائيات السويد عام 1958، وقد سجل أحد الأهداف البرازيلية في مرمى أصحاب الأرض في المباراة النهائية. ولعب زاجالو بين خانتي المهاجم الثاني والجناح الأيسر، وقد مثّل منتخب بلاده في 33 مباراة دولية سجل خلالها 5 أهداف، قبل أن يبدأ مشواره التدريبي الطويل الذي استمر من العام 1966 حتى العام 2001، وهي الفترة التي حصل فيها على لقب البروفيسور من قبل اللاعبين الذين درّبهم، نظراً لأفكاره التكتيكية وأسلوبه المسيطر. واحتفل زاجالو في 9 أغسطس الماضي بعيده الـ 86، لكنه ودّع جميع زملائه الذين احتفلوا معه بلقب المونديال البرازيلي الأول، الذين فارقوا في الأعوام الماضية، باستثناء النجم الأسطوري بيليه الذي رافق زاجالو في رسم النجمتين الأولى والثانية على القميص الأصفر.
4 البرازيلي بيليه
بطل العالم 1958
تاريخ الميلاد: 23 أكتوبر 1940
العمر الحالي: 77
كشفت النهائيات التي استضافتها الأراضي السويدية عام 1958 عن أول سطور النجومية الاستثنائية التي رافقت الأسطورة بيليه خلال مسيرته بأكملها، فهو كان في الـ17 من العمر عندما قاد السيليساو نحو الفوز باللقب في نسخةٍ كان فيها اللاعب الأكثر تأثيراً. وسجل بيليه هدفه الأول في النهائيات في مرمى المنتخب الويلزي في الدور ربع النهائي، قبل أن يضيف 3 أهداف أمام فرنسا في المربع الذهبي، وصولاً لتسجيله مرتين في مرمى السويد في المباراة النهائية. واستمر النجم الذي يتفق الكثيرون على أنّه أفضل لاعب في التاريخ الكروي بقيادة الأجيال البرازيلية التالية نحو إنجازات مماثلة، فهو اعتزل عام 1971 بعد 92 مباراة دولية سجل خلالها 77 هدفاً، من بينها أهداف حاسمة فتحت طريق المنتخب البرازيلي نحو اللقب المونديالي 3 مرات، وإنجازات فردية أخرى أبقته على رأس هرم اللاعبين على الرغم من مرور عشرات الأعوام. ويتمّ بيليه في 23 أكتوبر الجاري عيده الـ 77، كما أنّه سيستحضر في 29 يونيو من العام المقبل ذكرى مرور 60 عاماً على فوزه بكأس العالم لأول مرة، وذكرى أصدقاء فارقوا الحياة بعدما كتبوا هذا الإنجاز معه، وعلى رأسهم المدافع دجالما سانتوس وصانع الألعاب زيتو والهداف الشهير فافا.
5 البرازيلي أماريلدو
بطل العالم 1962
تاريخ الميلاد: 29 يوليو 1940
العمر الحالي: 77
تعرّض المنتخب البرازيلي لانتكاسة كبيرة خلال نهائيات كأس العالم عام 1962، بعد تعرّض نجمه الأول بيليه للإصابة خلال دور المجموعات، حيث اضطر المدرب أيموري موريرا لإقحام المهاجم الشاب أماريلدو كبديل لبيليه في تشكيلته الأساسية، بدءاً من المباراة الثالثة أمام إسبانيا. وترك أماريلدو بصمته على الفور عبر تسجيله هدفي الفوز في مرمى الثيران، ليفتح طريق منتخب بلاده نحو الدور ربع النهائي، ويحافظ على مركزه الأساسي حتى المباراة النهائية، التي تغلّبت فيها البرازيل على تشيكوسلوفاكيا بنتيجة 3-1، علماً بأن أماريلدو كان من افتتح الرصيد التهديفي للسيليساو في النهائي عبر هدف في الدقيقة 17، مستفيداً من خطأ ارتكبه الحارس فيليام شرويف. وكان أماريلدو في الـ 22 من العمر، عندما خاض غمار النهائيات على الأراضي التشيلية، وهو الأمر الذي قاده نحو الاحتراف في إيطاليا عام 1963، حيث أمضى 9 أعوام بين ميلان وروما وفيورنتينا، وقد تُوّج مع الأخير بلقب الدوري الإيطالي عام 1969. ولم تدم رحلة أماريلدو طويلاً على الصعيد الدولي، حيث مثّل منتخب بلاده في 20 مباراة سجل فيها 7 أهداف في غضون 5 أعوام فقط. وودعت الجماهير البرازيلية خلال الأعوام الماضية جميع اللاعبين الذين خاضوا المباراة النهائية عام 1962، باستثناء أماريلدو الذي يبلغ من العمر اليوم 77 عاماً، بالإضافة إلى ماريو زاجالو وبيليه الذي غاب عن النهائي بداعي الإصابة.
المصدر جريدة الرياضية