"الشريك الناصح" .....(4)
[الفئات الأربع، وأصحاب العقود والأجر اليومي]


يصنف العراقيون، من حيث تحصيل الرزق والكسب الحلال إلى فئات أربع، أبان فترتي ماقبل السقوط وبعده:

1.الفئة الاولى:
"مستفيدون سابقا"،
"ومستفيدون حاليا"،

"وبعض" هؤلاء يصلحون لكل زمان ومكان، وإذا ما انفتقت فترة سياسية استثنائية أخرى في البلاد، فهم على رأس قائمة المظلومين، والمحرومين، والمضحين.
هم "الزمكانيون" حقا.

2.الفئة الثانية:
"مستفيدون سابقا"، "ومحرومون حاليا"،

وهذه الفئة، فيها من كان ظالما، وفيها من أصبح مظلوما.

3.الفئة الثالثة:
"محرومون سابقا"، "ومستفيدون حاليا"

وهؤلاء ممن غشاهم الله برحمته الواسعة، فهنيئا لهم ومريئا، ورزقا مديدا ومباركا.
على أن يتقوا الله في عباده، "وليعملوا إنها لو دامت لغيرهم ما وصلت اليهم".

4.الفئة الرابعة:
"محرومون سابقا"
"ومحرومون حاليا"

فأؤلئك ممن يقال فيهم على الدنيا بعدهم العفا، وينادى لهم "ألوحا ألوحا"،
وما عليهم إلا السعي و الصبر والاحتساب، والله المستعان،يمهل ولا يهمل، وهو أرأف وارحم بهم من امهاتهم اللائي حملنهم، سبحانه هو الرؤوف الرحيم، وسوف ينصرهم ويدافع عنهم، على شرط ايمانهم، كما قال سبحانه: "ان الله يدافع عن الذين آمنوا".

اما واني اردت أن اضيف "أصحاب العقود" و "أصحاب الأجر اليومي"، الذين يعملون في دوائر الدولة، إلى قائمة التصنيف الآنفة، مااستطعت، لأن هذه الفئة لايتطابق واقعها مع آلية التصنيف المشاراليه، ذلك بسبب الظروف الخاصة الغامضة المتعلقة بوضعهم الوظيفي.

فمستقبلهم غامض ومجهول، السبب الذي جعلهم يعيشون في دوامة وقلق وخوف وامل ورجاء.
ليسوا لهم ماض ولاحاضر ولا مستقبل، ومستوى معدل دخلهم الشهري أوطا من مستوى خط الفقر بكثير.

والمبالغ التي يحصلون عليها، والتي تسمى راتبا، ماهي إلا عبارة عن سد رمق، لاتسمن ولا تغن من جوع، وحالهم يصفه المثل العراقي القائل: (كرصه لاتثلمين، باكه لاتحلين، اكلي لما تشبعين).

قالأجور التي يتقاضونها لاتكفي لشراء (......).هم أرتضوا لانفسهم هذا الوضع المزري والقلق، لأن من ذاق الموت يرضى بالحمى، ولكن يبقى أملهم معلق في التعيين!!

التعيين، الذي لاينال إلا بدفع الرشا، أو من حظ بالمحسوبية المقيتة.

التعيين، الذي احتكره فئة كبيرة من موظفي الدولة المخضرمين، والذي سجل "طابو التعيين"بأسمائهم مدى الحياة، كاسمائهم،
وعلى غرار تسجيل الوظائف السياسية والديبلوماسية الاخرى "طابو" بأسماء أصحابها من "المؤلفة قلوبهم".

وخوفنا أن يسجل العراق، كل العراق "طابو" بأسماء بعض العراقيين الذين يدعون على انهم مواطنين من الدرجة الممتازة، على غرار طابو ممن كانوا من الطلقاء، على اعقاب الخلافة الراشدة.
وبقية الناس عليها أن تبحث عن وطن آخر، يضمن لهم سبل العيش