جوارديولا إنه حقاً مُفكر إنه فعلا فيلسوف
يوماً بعد يوم وجولة بعد أخرى في كل الدوريات التي نافس فيها يثبت بيب جوارديولا أنه ليس مجرد مدرب وأن كرة قدم ليست مجرد مهنة يمتهنها بل هو فعلا مُفكر وفيلسوف وكرة القدم بالنسبة له عالم يعيش تفاصيله في كل لحظة ويفكر في تطويره في كل ثانية.
وقد عبر أداء مانشستر سيتي هذا الموسم حتى هذه اللحظة عن الوجه الحقيقي للفيلسوف وعن أفكاره الكروية وسماته الشخصية التي يبثها في لاعبيه أينما حل وإرتحل.
في الموسم الماضي وبعد عدم تحقيقه لأي بطولة لم يثنيه الهجوم الضاري الذي تعرض له عن تطبيق أفكاره في دوري صعب ومختلف هو البريمرليج والذي إتخذ منه البعض ذريعة لتشويه أفكاره بل وإهالة الرمال على كل إنجازاته السابقة ووصفه بمدرب صنعه ميسي.
ولأنه مدرب صاحب قناعات فقد دافع عن فلسفته بإستماته وقام بتطوير اللاعبين الذين أبقى عليهم وإستقدم من يقدر على تطبيق تلك الأفكار وهو ما يعكس صلابة وروح قتالية إنتقلت للاعبيه فظهر العديد منهم في كامل الجاهزية البدنية والفنية بعد موسم ملئ بالهفوات والإخفاقات العام الماضي أمثال ستونز وأوتاميندي وفيرناندينيو.
كذلك فإن جوارديولا شخص نهم للنجاح لا يمل ولا يشبع من التألق وهو ما نجح في غرسه في نفوس نجومه وظهر هذا جلياً من خلال النتائج الثقيلة التي كبدها للمنافسين وذلك الكم الغزير من الأهداف التي سجلها الفريق مما يعكس الرغبة والتنافسية لدى الجميع في تقديم أفضل ما عندهم.
وأخيراً فإن بيب إستطاع أن ينقل ذكائه وإبداعه وإبتكاراته في عالم كرة القدم إلي بعض لاعبيه فتجدهم قادرون دائماً على مباغتة المنافس والإتيان بغير المتوقع داخل المستطيل الأخضر بإستمرار كما هو الحال مع إنسيابية وذكاء أداء البلجيكي الرائع كيفن دي بروين أوسهولة وبساطة أداء الإسباني ديفيد سيلفا أوسرعة ومفاجأت الألماني سانيه أو حتى مكر ودهاء الإسباني سيرجيو أجويرو.
بالفعل إن بيب ليس مجرد مدرب بل هو عاشق لعالم كرة القدم يرغب دائماً في جعل هذا العالم حافلاً بالمتعة مليئاً بالجمال عامراً بالأفكار المبدعة والخلاقة.