محطات في حياة الغزال الاسمر
1981 :
بعد الاداء المترهل في تصفيات كاس العالم 1982 , ادرك الجميع حاجة الكرة العراقية لعملية تجديد الدماء بعد ان قدم جيل السبعينات كل ما لديهم , وبالتأكيد لم تكن تلك الحقيقة غائبة عن مدرب المنتخب الوطني العائد عمو بابا الذي تسلم قيادة المنتخب فعليا في صيف عام 81 , وكان اختيار الغزال الأسمر “علي حسين شهاب” ليكون في طليعة تلك الوجوه الجديدة للمنتخب في تلك المرحلة , عطفا على ادائه المميز في بطولة الدوري مع فريق الطلبة بطل الدوري لموسم 80-81 , وكذلك مشاركته مع منتخب بغداد في بطولة كاس الرئيس الذهبية في بنغلاديش تحت قيادة المدرب باسل مهدي ! لتكون مباراة العراق وغينيا الودية في ملعب الشعب في 22/8/1981 اول مباراة دولية للغزال الاسمر الذي تمكن من تسجيل هدفه الدولي الاول عندما تابع الكرة المرتدة من القائم التي ارسلها زميله مهدي عبد الصاحب داخل الشباك الغينية !
بعد ذلك غادر المنتخب الوطني الى ماليزيا للمشاركة ببطولة مرديكا التي خسر العراق لقبها لمصلحة كوريا الجنوبية في 77 و78 , ولم يكن علي حسين ضمن الوفد بسبب انشغاله باداء امتحانات الدور الثاني , بدا العراق البطولة بالخسارة امام فريق ساوباولو البرازيلي 1-2 , وبعد تلك البداية المتواضعة طالب المدرب عمو بابا باستدعاء اللاعب علي حسين الى البطولة ليساند خط الهجوم المؤلف من فلاح حسن وفيصل عزيز ومهدي عبد الصاحب , وفعلا حقق المنتخب العراقي انتصارات متتالية على تايلند وسنغافورة واليابان وتعادل مع كوريا الجنوبية , وقد سجل علي حسين هدفين في تلك البطولة في مرمى سنغافورة واليابان , ليتوج منتخبنا بالبطولة بعد الفوز على ساباولو في المباراة النهائية 1-صفر , وتكون تلك اول بطولة يحرزها علي حسين مع المنتخب !
في أولى مبارياته مع منتخب العراق ضد غينيا
- 1982 :
بعد تلك الاسهامات الفاعلة اصبح الغزال الاسمر قاسما مشتركا لخط الوسط في اغلب المباريات التي خاضها المنتخب الوطني في بداية العام استعدادا لكاس الخليج السادسة , حيث شارك في مباريات المنتخب ضد منتخبات بلغاريا والمانيا الشرقية وكوريا الجنوبية والاردن وفريق اوفك بلغراد اليوغسلافي , حيث كان العامل المشترك في جميع تلك المباريات سواء اشترك المنتخب بالتشكيل الاول او الرديف ليرفع عدد مبارياته مع المنتخب الى اكثر من (12) مباراة كما سجل ثلاثة اهداف خلال تلك المباريات منها هدفان ضد الاردن وهدفا اخر ضد بلغاريا !
وجاءت بطولة الخليج وكان طموح العراق ان يبقي الكاس الذي ناله في 1979 في بغداد , وكاد ان يتحقق ذلك عندما جمع منتخبنا اربع انتصارات وتعادلا واحدا وبات يحتاج الى تعادل في المباراة الاخيرة امام الكويت لينال الكاس الذهبية , وشارك علي حسين اساسيا في جميع مباريات الدورة , ولكن قبل المباراة النهائية تلقى امير اسماعيل حقي رئيس الوفد العراقي رسالة من رئيس الدولة تحمل توجيها بالانسحاب ليعود المنتخب الى بغداد خاوي الوفاض !
كانت نهاية دورة الخليج السادسة هي ايضا نهاية التمثيل الدولي لهادي احمد وحسن فرحان وعادل خضير وفلاح حسن , ولكن تواجد ناطق هاشم مع علي حسين في خط الوسط مع الوجه الصاعد سعد جاسم اظهر الكرة العراقية بمظهر جديد خلال وقائع دورة الالعاب الاسيوية التاسعة في نيودلهي التي كانت فرصة جيدة للكرة العراقية لتحقيق شئ في هذه السنة بعد ان سيطر الكويتيون على كل البطولات الأسيوية وتأهلوا الى كاس العالم , قدم علي حسين مع زملائه مباريات قوية وحسموا الموقعة الاخيرة مع الكويت نفسها لصالحهم بهدف واحد مقابل لاشئ ليتسلم اعضاء المنتخب الميداليات الذهبية من رئيسة وزراء الهند انديرا غاندي ! ويرفع علي حسين عدد مبارياته مع المنتخب الى حوالي (26) دولية وثمانية اهداف !
- 1983-1984 :
شارك الغزال الاسمر في تصفيات لوس انجلس في هذا العام (1983) والتي تجاوزنا فيها منتخبي الامارات والبحرين , وفي العام التالي استمر في تواجده الاساسي في جميع مباريات المنتخب الودية ضد المانيا الشرقية وفاشاش الهنغاري , وفي شهر شباط فبراير غادر منتخبنا الى مصر في اخر معسكر استعدادي قبل دورة الخليج السابعة في مسقط , شارك علي حسين في المباراتين اللتين لعبهما منتخبنا ضد مصر حيث انتهت الاولى بالتعادل السلبي وفي المباراة الثانية حقق العراق فوزه الوحيد على مصر بهدفين لهدف ورغم الفوز الا ان تلك المباراة كانت ذكرى حزينة لعلي حسين حيث اصيب فيها ليغيب نهائيا عن دورة الخليج السابعة في شهر 3 وكذلك التصفيات الحاسمة لاولمبياد لوس انجلس والتي توجها العراق بالتغلب على كوريا الجنوبية والصعود الى الاولمبياد للمرة الثانية !
كاس الخليج السابعة احرزها العراق بدون علي حسين
لكن علي حسين لم يلبث ان عاد ليشارك في اولمبياد لوس انجلس في شهر تموز يوليو من نفس السنة ويخوض المباريات الثلاث التي خرجنا منها بنقطة وخروج محزن في اضعف مشاركة عراقية اولمبية من بين المشاركات الخمس , تعادل العراق مع كندا 1-1 وخسر مرتين مع الكاميرون بطلة افريقيا 1-صفر ومع يوغسلافيا 2-4 , وقد اشترك علي حسين في المباريات الثلاث وسجل هدفا مميزا في مرمى يوغسلافيا في المباراة الاخيرة ليتقرب من حاجز الاربعين دولية مع عشرة اهداف !
- 1985 :
بعد دورة لوس انجلس تم اقالة عمو بابا وتولى المدرب انور جسام ومساعده اكرم سلمان مهمة قيادة المنتخب , وجاء عام 85 حاملا معه الاستعدادات للامتحان الاهم , تصفيات كاس العالم ! خاض منتخبنا في بغداد مباريات ودية ضد اندية اوربية ومنتخبات اولمبية , قبل ان يدخل مشوار التصفيات الذي استمر ثمانية اشهر لعب خلاله منتخبنا (10) مباريات فاز في (7) وتعادل في واحدة وخسر مباراتين , وقد اشترك علي حسين شهاب في جميع تلك المباريات اساسيا واكملها جميعا دون ان يستبدل في اي منها , حيث ساهمت تمريراته في تحقيق اهداف لحسين سعيد واحمد راضي وغيرهم , وبانتهاء ذلك العام ارتفع رصيد علي حسين من المباريات الى حوالي (54) مباراة, وبلغ اقصى طموحاته ببلوغ كاس العالم !
- 1986 :
حقق الراحل علي حسين احلامه بالمشاركة في مونديال المكسيك ,وكان قاسما مشتركا لدى كل المدربين البرازيليين الذي دربوا المنتخب في تلك الفترة وهم جورج فييرا وايدو وايفرستو , ورغم الخروج المبكر الذي لم ترض عنه الجماهير حينها , الا ان الايام اثبتت ان تلك المشاركة كانت الوحيدة لنا بين كبار المنتخبات في العالم حتى لحظة كتابة هذه السطور !
المنتخب العراق في مبارياته الثلاثة ضد بارغواي وبلجيكا والمكسيك
- 1987-1988 :
في هذا العام (1987) بدا علي حسين يجد مزاحمة على مركزه في المنتخب الوطني من قبل الوجه الصاعد سعد قيس , ومع ذلك شارك في الادوار الحاسمة لتصفيات اولمبياد سيؤول , وبعد البداية المتواضعة بالتعادل سلبيا مع السعودية , وجد منتخبنا نفسه متعادلا مع قطر في الدوحة في بداية الشوط الثاني , ولكن عند الدقيقة 56 منح الكابتن عمو بابا فرصة للمخضرم علي حسين ليشترك في المباراة بديلا لسعد قيس , وماهي الا دقائق معدودة واذا بعلي يرسل قذيفة استقرت في شباك الحارس القطري ليكون ذلك الهدف دافعا للاعبينا للاستمرار في المباراة وتحقيق الفوز خارج القواعد والذي مكننا من تجاوز الكويت في حسابات النقاط في اخر التصفيات حيث جمعت الكويت من السعودية ثلاث نقاط ومن قطر نقطتين , في حين جمع منتخبنا من السعودية نقطتين ومن قطر اربع نقاط , وتبادلنا الفوز والخسارة مع الكويت , وبالتالي كان للفوز الذي حققه منتخبنا في الدوحة الصوت المرجح الذي اوصلنا الى شواطئ كوريا الجنوبية ! ولكن الصوت المرجح (علي حسين) لم يجد له مكانا في وفدنا الاولمبي الى العاصمة الكورية بكل اسف !
- 1989 :
كان لابد للسفينة ان تستقر في مرساها اخيرا في هذا العام , اشترك علي حسين في جميع مباريات تصفيات كاس العالم 1990 , والتي فشلنا في تجاوز دورها الاول , وقد شهدت التصفيات هدفا لعلي حسين ضد منتخب عمان في بغداد , حيث تابع الكرة التي هيئاها حسين سعيد براسه امام المرمى ليودعها علي مستريحا في مرمى الحارس يوسف عبيد ليكون ذلك اخر اهدافه مع منتخب العراق ! وقد كانت مباراة منتخبنا ضد قطر في تلك التصفيات في بغداد اخر مبارياته الدولية.
لعب علي حسين حوالي (82) مباراة مع المنتخب وسجل فيها (15) هدفا , حيث اشترك في تصفيات كاس العالم 1986-1990 , التصفيات الأولمبية 1984 -1988 , والألعاب الأسيوية 1982-1986 , كاس العالم مرة واحدة , الدورة الاولمبية مرة واحدة , ساهم في إحراز العراق كاس الخليج مرتين في 1984 و1988 , وبطولة مرديكا 1981 , اضافة الى ذهبية الالعاب الاسيوية 1982 !