رقاقة سيليكونية تتيح رؤية ما وراء الجدران


نجح مهندسان كهربائيان في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا بالولايات المتحدة في تطوير رقاقات سيليكونية صغيرة وغير مكلفة تمكن رؤية ما وراء الحواجز والجدران. وقالت مجلة "ساينس ديلي"، في تقرير نشرته أخيرا، إن الرقاقات تولد وتشع موجات كهرومغناطيسية عالية التردد، تعرف باسم موجات "تيراهيرتز"، وهي موجات تقع في منطقة غير مستغلة إلى حد كبير من الطيف الكهرومغناطيسي، بين الموجات الدقيقة والأشعة تحت الحمراء البعيدة، وتستطيع اختراق مجموعة من المواد بدون الإشعاع المؤين الضار المصاحب للأشعة السينية.وإذا ما أدخلت الرقاقات الجديدة في الأجهزة المحمولة، فإنها قد تتيح مجموعة واسعة من التطبيقات في مجالات عدة، بدءا من الأمن الداخلي، ووصولا إلى الاتصالات اللاسلكية والرعاية الصحية، بل والألعاب التي لا تعتمد على اللمس. ويمكن لهذه التكنولوجيا أن تؤدي في المستقبل إلى ابتكار وسيلة غير غازية لتشخيص مرض السرطان، إلى جانب تطبيقات أخرى.
الدائرة المتكاملة
وقال علي هاجيميري، وهو أستاذ في الهندسة الكهربائية بمعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا: "باستخدام تقنية الدائرة المتكاملة منخفضة التكلفة نفسها التي تستخدم لصناعة الرقاقات الموجودة في الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر اللوحية الحالية، صنعنا رقاقة سيليكونية تستطيع أن تعمل بصورة أسرع بما يقرب من 300 مرة." وأضاف: "إن هذه الرقاقات ستوفر جيلا جديدا من أجهزة الاستشعار متعددة الاستخدامات."ولطالما تحدث الباحثون عن إمكانات النطاق الترددي "تيراهيرتز" فيما يتعلق بالمسح والتصوير. إذ تستطيع موجات هذا النطاق أن تخترق بسهولة مواد التعبئة والتغليف وتقدم تفاصيل صورية ذات دقة عالية.
كما يمكنها أيضا الكشف عن البصمات الكيميائية للعقاقير الدوائية والأسلحة البيولوجية والمخدرات والمتفجرات. إلا أن معظم أنظمة الـ"تيراهيرتز" المتوفرة حاليا تتضمن أجهزة ليزر ضخمة ومكلفة تتطلب في بعض الأحيان درجات حرارة منخفضة للغاية. ولم يتم استغلال إمكانات النطاق "تيراهيرتز" المتعلقة بالتصوير والمسح بسبب عدم وجود تكنولوجيا مدمجة منخفضة التكلفة تستطيع العمل فيه.
قدرات وظيفية

علي هاجيميري وزميله الباحث كاوشيك سينغوبتا استخدما تقنية شبه موصل أكسيد الفلز المكمل، المستخدمة بشكل شائع لصنع الرقاقات الصغيرة الموجودة في الأجهزة الإلكترونية اليومية، لتصميم رقاقات سيليكونية ذات قدرات وظيفية متكاملة تعمل على ترددات الـ"تيراهيرتز" - ولكن بحجم رأس الإصبع.