انفصال او استقلال كردستان,معركة كركوك,القضية الكردية,بين العبادي و البرزاني,تحليل للسيناريو المتوقع
السلام عليكم احبتي زوار و اعضاء منتدى درر العراق
اليوم نتحدث بموضوع شغل الشارع العراقي حول مصير الخارطة التي قد يتم اعادة رسم حدودها قريباً ... لكن قبل الخوض في هذا الحديث يجب ان نتأنى قليلاً و نُلقي نظرة سريعة على القضية الكردية و كيف مرت بمراحل متعاقبة بشكل موجز
في البداية مشروع الدولة الكردية هو حُلم يراود (مُلآ مصطفى البرزاني) والد السياسي مسعود برزاني و لكن قوة احمد حسن البكر و جبروت صدام جعلهُ يؤجل هذا الحلم لـ وقت لاحق و بعد هذا دخل بمعاهدات مع صدام و استطاع ان يأخذ الحُكم الذاتي لغاية سقوط صدام ,,, الان نتكلم عن مسعود البرزاني ,,, مسعود لا يختلف علية اثنان انهُ يملك حب الزعامة كـ ابيه و كان يحلم منذُ سقوط النظام البائد ان يُكون دولة كردية هو يزعمها وهذا ما جعلهُ يصطدم مع الشخصية الكردية ذات التاريخ السياسي الكبير وهو مام(العم) جلال الطالباني ,,, لكن في النهاية تقاسم الحزبين (الديمقراطي الكردستاني & الاتحاد الوطني الكردستاني) السُلطة و اخذ جلال رئاسة الجمهورية و كانت رئاسة الاقليم من نصيب مسعود
الان نأتي لما نبحث عنهُ في خيوط هذه الازمة وكيف بدأت وتنامت في الفترة الاخيرة ,,,
بعد ان بدأت الخلافات تظهر خلال فترة حكم نوري المالكي كـ رئيساً للوزراء مع حكومة الاقليم ,,, بدأت بوادر حل الشراكة السياسية تظهر بين مسعود و نوري خاصةً بعد اعتراف (باقر جبر) في حديث تلفزيوني موثق ,,, كانت المشاكل مالية وهي بمطالبة مسعود برفع نسبة الاقليم من حصتهم في ميزانية الدولة الاتحادية ,,, و لكن سرعان ما تبين للمتابعين ان هُناك امر ما يحدث خلف الكواليس وبدأت الاخبار تأتي تباعاً ان الاقليم لا يُعطي واردات النفط الذي يُصدر من خلالهم لحكومة بغداد ,,, مع مطالباتهم في نفس الوقت برفع نسبتهم و اصبحت كأنما السرقة علنية دون اي احراجات ,,, جاء دور حيدر العبادي الذي خلف نوري المالكي كـ رئيساً للوزراء و بدأت الاصوات تتعالى في الاستقلال خاصةً بعد دخول داعش للموصل و هُنا لابد ان ننوه ان فترة حكم مسعود برزاني الدستورية قد انتهت ولكن لم يتنازل عن منصبة لغاية اليوم فـ هو بمعنى اصح عديم الشرعية القانونية ,,, و السبب في البقاء هو علم مسعود انهُ لو تنازل الان عن المنصب فـ سوف لن يعود بسبب تعالي اصوات المعارضة الكردية داخل الاقليم و وصفهم مسعود بـ الاستبداد والطغيان و هذا ما جعل مسعود يحاول ان يلعب على وتر القومية وهو وتر حساس للشعب الكردي خاصةً عندما يعدهم بـ الاستقلال و بناء دولة قومية و هُنا بدأت الحرب الاعلامية ,,, استطاع مسعود ان يُجند سياسيّ الكرد كي يذهبوا للقنوات التلفزيونية و يطالبون المجتمع الدولي بـ منحهم حرية تحديد المصير ,,, جاء التفاعل سريعاً من الشارع الكردي و هو بالايجاب فـ حُلم الاستقلال يراودهم منذُ زمن بعيد و ها قد جائت الفرصة ,,, بدأ الكرد في محاربة داعش مع قوات الجيش والشرطة و الحشد الشعبي و لكن كانت النوايا مُبيته وهو رسم الحدود بقوة العسكر ,,, هذا الشيئ كان واضح للسُلطات العراقية و لكن تم تأجيل الامر لـ انجاز الاهم وهو حرب البقاء مع داعش ,,, انتهت معركة داعش و حررت الاراضي العراقية
اتذكر كتبت في تويتر يوماً ما بنهاية عام 2016 تغريدة مفادها (ماذا بعد داعش) رد علي احد المتابعين (استقلال كردستان) لكن عندما فكرت في كلامة قلت لا اعتقد مسعود بهذا الغباء فحالياً لا يملك اي قوة يستطيع الاستعانة بها لرسم هذه الحدود و مرت الايام وتم اثبات خطأ تصوري و بدأت القضية تُطرح بشكل علني خاصتةً بعد الاعلان عن الاستفتاء غير الشرعي
هُنا يجب ان نستعرض لماذا لا يستطيع الكرد الاستقلال حالياً
اولاً : لا توجد لديهم حدود بحرية او ميناء يؤمن لهم التعاملات التجارية
ثانياً : اقتصادهم هش جداً فهو يعتمد على الاستثمارات الاجنبية وهذه الشركات تبحث عن الامن دائماً وعندما تجد ان الامن مُهدد سوف تُنهي جميع التزاماتها المالية و تذهب لمكان آخر
ثالثاً : لا يملكون دعم دولي من الدول العظمى
رابعاً : لا يملكون قوة عسكرية تستطيع مجارات على الاقل دول الجوار
خامساً : الساحة السياسية الكردية لا تتسم بالصفاء الذي يجعل القادة يعملون بتركيز حول قضيتهم فـ بوجود المعارضة التي بدأت ترتفع اصواتها اصبح لديهم خطر داخلي
سادساً : زعامة مسعود الان مُهددة بالخطر في حال فشل مشروعه القائم على التقسيم لهذا سيُحارب من اجل تحقيق هذا الحُلم فـ هو اخر بصيص امل لهُ وهذا يعني ستكون الحرب دون قواعد بالتالي سوف تصدر مواقف غير مدروسة ممكن ان تؤثر سلباً على الشارع الكردي
هذه قد تكون ابرز الامور التي تقول كردستان غير مؤهلة للاستقلال
اما ماحدث بعد ذلك كان يتلخص بـ ,,, اعلن البيت الابيض عن عدم تأييده لما يسعى لهُ البرزاني ,,, تبعته تصريحات عديدة من الدول الغربية التي تشارك البيت الابيض نفس الرأي ,,, اما عن دول الجوار فـ رفضت بشدة هذا التقسيم ورفضهم جاء خوفاً مما قد يحدث بعد ذلك فـ بالنسبة لـ ايران هي الاخرى تمتلك نسبة كبيرة من الكرد في بلادها و خوفها من خلفية ان يفعلوا كما فعل مسعود ويطلبون الانفصال و كذلك كرد تركيا وسوريا لذلك تم تصعيد الموقف من هذه الدول وبدأت تركيا كذلك تُنادي بـ احقيتها في الموصل بسبب اتفاقية (سيفر) التي ارغمت الدولة العثمانية على الاستغناء عن ولاية الموصل لصالح العراق و لكن في حال ان تنازل العراق عن هذه الاراضي الان فهم يؤمنون بـ احقيتهم بها بإعتبارها كانت جزء من ارض العثمانيين و هذا ما لم يتوقعهُ مسعود برزاني ان يُثار في هذا الوقت ,,, و جاء رد حيدر العبادي على ما حدث سلفاً بتعليق خطوط النقل الجوية او بمعنى اصح محاصرة كردستان جوياً ,,, و قبل ايام بدأ بحرب علنية لـ استرداد اراضي كركوك من الكرد لكن هُناك امور قد غفل عنها العبادي بعد دخول كركوك
هل يُعقل ان تقاتل طرف وفي نفس الوقت تمنحهم السلطة في اهم مناطق عاصمتك السياسية ؟؟ هنا اتحدث عن الفوج الرئاسي الذي يمسك الارض في اهم مناطق بغداد وهي الجادرية !!! ,,, كيف غفل عن هذا الامر العبادي وهم لايزالون يمارسون سلطتهم في بغداد !! اليس من المحتمل ان يحدثوا انقلاب او بلبلة في العاصمة ؟ حقيقةً أمر مُحير كيف تقاتلهم في كركوك و تمنحهم بغداد بهذه البساطة
اما الان لنتكلم بتجرد تام عن ما يحدث في الساحة السياسية من تخبطات بدأت واضحة للعيان بين مؤيدي الانفصال و معارضين له ,,, اعتقد قضية كركوك ليست ذات اهمية اقتصادية للحكومة العراقية فهم يعلمون نفط كركوك لا يأتي شيئاً بالمقارنة مع نفط البصرة و كذلك قبل سنة تقريباً رأيت تقرير تلفزيوني يقول من خلاله خبراء في التنقيب عن النفط ان النفط المكتشف في العراق حالياً لا يأتي سوى بـ 10% من حاصل النفط غير المكتشف في محافظات العراق وهذا يُبرهن لنا ان قضية كركوك هي رسالة لمن يفكر بالتقسيم مستقبلاً كـ منْ يُنادي بالاقليم السُني او الشيعي فهي رسالة مُهمة ان التقسيم لا يحدث لذلك معركة كركوك هي لـ اثبات وجود القوة التي تُمثلها السلطة الشرعية في بغداد
نظرة على السيناريوهات القادمة ,,, شخصياً لا اعقتد ان الانفصال يسير بشكل صحيح و لهذا استبعد قيام دولة كردية (ولو حالياً) مع اعتراف الجميع بحرية تقرير المصير و لكن كما ذكرنا آنفاً المشكلة في التطبيق او بمعنى اصح في اختيار الوقت المناسب ,,, فـ كما نعلم الان كردستان تعاني من ازمة اقتصادية و قد مضى اكثر من عام على تأخير رواتب موظفي الاقليم ,,, و اخطر ما يمكن ان يضعف قوة الدول هو تجويع الشعوب ,,, اضافة الى انهم لم يكسبوا ود اي دولة ذات كلمة قوية بين الدول العظمى و لهذا استبعد جداً قيام الدولة الكردية ,,, كذلك لا اجد داعي للخوف ممنْ يرددون ان العراق قادم على حرب اهلية كـ احداث 2007 ,,, اعتقد حرب المركز مع الاقليم عسكرياً لم تدوم كثيراً لسبب ضعف الاقليم عسكرياً مع عدم وجود دعم قوي لهم لذلك مسألة وقت ليس الا اما عن ما ستنتجه هذه الازمة اعتقد الامور لا تُبشر بخير فجميعنا يشاهد وسائل التواصل الاجتماعي ونرى التصعيد القومي بين العرب والكرد والتوعد بالقتال واعلان الكراهية نحنُ نعلم هُناك مُرتزقة يقومون بهذه الافعال ولكن للأسف لا يستطيع المواطن البسيط تمييزهم لذلك نجد الكثير قد انجرف لهذه المسائل التي لا تأتي سوى بالخراب لكلا الطرفين
الان انهيت موضوعي احبتي اترك لكم حرية التحليل و الاستنتاج و شاركوني الرأي ,,, ماذا سيحدث في المستقبل حول القضية الكردية ؟؟؟ وما رأيك بـما يقوم بهِ العبادي من جهة و البرزاني من جهة اخرى
احترامي لجميع الاراء
انسان ثاني