يوجد أجهزة عديدة لمراقبة ضغط الدم، إلا أن العلماء طوروا جهازا جديدا يقيس الضغط عبر تسليط الضوء على الجلد، ويبدو أنه سيكون متاحا خلال الأشهر القليلة المقبلة.
وتتغير حركة حزم أشعة الضوء استجابة للضغط في الأوعية الدموية، حيث يقوم الجهاز بتحليل هذه التغيرات الصغيرة لحساب ضغط الدم.
وأظهرت دراسة أولية أن الجهاز المطور أكثر دقة من الطرق العادية التقليدية. ويذكر أن قياس ضغط الدم الطبيعي 120/80 مم زئبقي، حيث يكون هنالك ارتفاع في الضغط عندما تكون النتيجة أكثر من 140/90، ما يسبب ضغطا كبير على القلب والشرايين.
وتجدر الإشارة إلى أن ارتفاع ضغط الدم، هو السبب الرئيس للسكتات الدماغية والنوبات القلبية، وكذلك فشل القلب وأمراض الكلى.
وفي الوقت نفسه، فإن انخفاض ضغط الدم الذي يمكن أن يشكل خطرا يكون بنحو أقل من 90/60، ويمكن أن يسبب الدوخة والإغماء.
ويعتبر ضغط الدم ديناميكيا ويمكن أن يتغير خلال دقيقة، لذا يهدف الجهاز الجديد "TLT Sapphire" إلى القضاء على ما يسمى "فرط ضغط الرداء الأبيض" أو متلازمة الرداء الأبيض، وهي حالة ارتفاع ضغط الدم بسبب الظروف السريرية المحيطة الناتجة عن القلق الحاصل أثناء زيارة المستشفيات، وذلك عن طريق إعطاء تقييم مفصل لقراءات قياس ضغط الدم.
ويأتي الجهاز بحجم الأظافر وسماكة بطاقة الائتمان، حيث يوضع على منطقة في الجلد ليبدأ بعملية القياس، ويرسل النتائج لاسلكيا إلى الهاتف الذكي أو الكمبيوتر.
وطورت شركة Tarilian Laser Technologies، ومقرها بريطانيا، هذا الجهاز الذي يحتوي على مصباح كهربائي صغير يرسل حزما متوازية خفيفة من الضوء إلى سطح الجلد، ويقوم المستشعر بقياس حركة الحزم المتناسبة مع ضغط الدم في الأوعية تحت الجلد.
والجدير بالذكر، أن التكنولوجيا الجديدة تفوقت على الأجهزة الموجودة حاليا، في دراسة أولية أجريت على 85 مريضا في الجمعية الأوروبية لارتفاع ضغط الدم، وذلك عام 2012.
ويجري الباحثون حاليا دراسة مستقلة في مستشفى بالعاصمة لندن، من أجل مقارنة الجهاز مع مقياس خط الشرايين، الأكثر شيوعا في العناية المركزة لمراقبة ضغط الدم مباشرة في الزمن الحقيقي.
ومن المتوقع أن تظهر النتائج في ديسمبر المقبل قبل إطلاق الجهاز، الذي سيكلف 150 جنيها إسترلينيا، كما سيكون متاحا للاستخدام في المنازل وأقسام الجراحة العامة بالمستشفيات.