بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
خلقنا الله سبحانه وتعالى لعبادته وامرنا بطاعته والزمنا بأسس نفعلها حتى ننال الأجر عليها وننال رضي الله سبحانه وتعالى ..
وهذه الأسس هيا العبادات بكل إشكالها والطرق التي وضحها الشرع والحمد الله ..
فاز الصالحون فاز العابدون فاز الصائمون برفع إعمالهم إلى الله سبحانه وقبلها الله منهم بأذن تعالى .
إما أنت أو أنتي
فعملك لم يرفع وطاعتك لم تقبل بل أن الله رده عليكم ..
أتعلمون لماذا لم تقبل إعمالكم
أتعلمون لماذا الله سبحانه وتعالى لم ينظر إلى قال. وطاعتكم ..
أعمالك لم تقبل لأنك في خصام
لأنك في شحناء
لأنك في عداوة
مع صديق لك مع أخ لك مع مسلم آخر أخوك في الإسلام
بينكم عدواه إعمالك لم ترفع
فلتراجع نفسك أخ الكريم وأختي المسلمة وتكسروا مدى حقائدكم الدفين ..
وتتعوذوا من الشيطان الرجيم .. مفرق الأحبة اللعين. ..
ولتبدأ بحضن الطرف الأخر. ..
والله لم أجد ولا يوجد في هذه الدنيا ما يستحق الخصام عليها
فهي دار فناء أي أنها تنتهي وأنت أو أنتي ستنتهين قبلها
فلتودعوها بالذكر الطيب ..
قال سبحانه في محكم كتابه: لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ {الأنبياء: 23}
فذكر أن أعمال المتخاصمين لا تعرض على الله تعالى ولم يذكر علة ذلك،
ولكن مما يمكن استنباطه من ذلك أن الإسلام حث على الإخاء والمودة، وحرم التدابر والتقاطع بين الإخوان،
ونوَّع في ذلك الحث ما بين أسلوبي الترغيب والترهيب، وهنا جاء بأسلوب الترهيب للحث على إزالة الإحن وتقوية أواصر المودة،
والتحذير مما يضاد ذلك من هجر وتقاطع.
فالشحناء بين المسلمين وهجر الإخوان ضرره كبير ووزره عظيم، الهجر بين المسلمين من المحرمات ، ويمكنك تذكير الطرفين بالنصوص الدالة على هذا ، ومنها :
من القرآن الكريم :
أ. قال تعالى : (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ) الأنفال/46 .
تذكر أن من مكارم الأخلاق :
.
هل تعلم أن أعظم حسنة عند الله تعالى هي حسن الخلق والتواضع والصبر على البلاء .
المبادر دائما هو الأقوى لأن المبادر متسامح ، والتسامح سمة الأقوياء الواثقين
أن تعفو عن من ظلمك ، وأن تعطي من حرمك ،وأن تصل من قطعك .
فوجود العلاقة الحميمة والطيّبة بين المؤمنين، وبين المسلمين أمر حيويّ جدّاً بنظر الإسلام إلى درجة أن من يخالفه يكون بحكم الخارج عن الإسلام، وفي ذلك رُوي أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "أيّما مسلمين تهاجرا فمكثا ثلاثاً لا يصطلحان إلّا ماتا خارجين عن الإسلام".
ولحثّ كلّ منها على المسارعة والمبادرة إلى المصالحة جاء في رواية عنه صلى الله عليه وآله وسلم: "أيّما مسلمين تهاجرا فمكثا ثلاثاً لا يصطلحان إلّا كانا خارجين من الإسلام ولم يكن بينهما ولاية، فأيّهما سبق إلى كلام أخيه كان السابق إلى الجنّة يوم الحساب
وأخيـــراً ....
إن لم تكن على خصومة مع أحد ، فأنت على خير كبير ، فلا يفوتك أن تصلح بين المتخاصمين ، وقد جاء في الحديث الشريف :
عن الرسول صل الله عليه وال وسلم أنه قال
((إصلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصيام)
وهذه الصفة مدحها الله سبحانه وتعالى حتى في غير المسلمين.
" لا خير في كثير من نجواهم ، إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس " النساء
وهل تعلم أن الكذب لا يجوز أبدا ، إلا في المصالحة بين المتخاصمين ، وذلك إن لم تجد
طريقا آخر . البشاشة حبال المودة ، وتبسمك في وجه أخيك صدقة.
فسارعوا ولا تفوتوا الفرصة على أنفسكم .
" ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ، وما يلقاها إلا الذين صبروا ، وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم " .
وأعلموا أن الله أنعم علينا بنعمة الإسلام وكفي بها نعمة فهو دين التسامح والمحبة والعفو عند المقدرة وهو دين الإنسانية والأخلاق الكريمة ..
اللهم ألف بين قلوب المتخاصمين , وأصلح ذات بينهم