بالصور.. 11 امرأة غيرن تاريخ مصر
نساء غيرن تاريخ مصرتصوير : otherيزخر التاريخ المصري بنساء دافعن عن حقوق المرأة وأثبتن وجودهن في مهن وأعمال كانت مخصصة للرجال فقط في العصور التي نشأن وتربين خلالها، هن نساء يفخر بهن التاريخ المصري، منهن من رفعن مصر عاليا، ومنهن أيضا من غيرن تاريخ هذا البلد.
ورصدت «المصري اليوم» 11 امرأة أثرن في تاريخ مصر، وأسهمن في صناعة تاريخنا وحاضرنا.
والمرأة المؤثرة هنا هي تلك التي احتلت مواقع هامة في الحياة السياسية أو الاجتماعية أو العلمية بما سمح لها من احتلال مكانة مرموقة في تاريخ مصر، كالريادة والسبق في بعض المهن أو النضال لفتح باب كان مغلقاً أمام أجيال من النساء أو ربما لكونها أصبحت رمزاً يلهم النساء والرجال على حد سواء.
1- حتشبسوت
- حكمت مصر في عهد الفراعنة من 1508 إلى 1458 قبل الميلاد، وكانت من الحكام الذين آثروا في تاريخ مصر، وكانت امرأة تفوق أقرانها من الرجال والنساء، لأنها طالما تشبهت بمظهر الرجال ليتقبلها المصريون خليفة لأبيها تحتمس الأول، وقادت البلاد لمدة 21 سنة وهى من اطول فترات الحكم في العصر الفرعونى، واتسم عصرها بأنه من اكثر العصور سلاماً ورخاءً.
قادت حتشبسوت الجيوش للحرب في مستهل حكمها، ولكنها وجهت جل طاقتها لتوطيد العلاقات التجارية مع البلاد المجاورة مما عاد على مصر وأهلها بالثراء والرخاء وساهم في بدء حقبة ارتقت فيها الفنون والعمارة وشيدت فيها مشروعات عملاقة لم يعرف التاريخ القديم مثيلاً لها.
2- كليوباترا السابعة
- كانت حاكمة مصر من الفترة 69 إلى 30 ق.م ملكة مصر، كانت كليوباترا المنحدرة من اسرة البطالمة ذوو الأصل الاغريقى الذين حكموا مصر بعد موت الإسكندر الأكبر هي آخر فراعنة مصر، مثل حتشبسوت، شاركت اخاها (زوجها) الحكم، ثما ما لبثت أن استولت على الحكم بمفردها.
عٌرفت «كليوباترا» بسلسلة علاقتها العاطفية التي هدفت من ورائها الحفاظ على استقلال مصر عن الأمبراطورية الرومانية، كانت الوحيدة التي تعلمت لغة المصريين بين الحكام البطالمة، دعمت كليوباترا اقتصاد مصر بالتجارة مع بلاد الشرق فساعد هذا على تقوية وضع مصر في العالم القديم مما جلب السلام للبلاد بعد أن اضعفتها الحروب الداخلية، وتشير المصادر التاريخية المعاصرة لعصر كليوباترا، انها كانت محبوبة جداً من شعبها.
ربماً لم تكن «كليوباترا» جميلة ولكن لا تٌخلد ذكرى الإنسان بالشكل فقط، فقد كانت اعظم من مجرد امرأة جميلة، فيقول بلوتارخ: «لم يكن جمالها ملفتاً بيهر الناظر اليها، ولكن حضورها كان طاغياً، كانت شخصيتها وما تقوله وما تفعله شىء ساحر حقاً».
3- شجر الدرّ
- شجر الدرّ، الملقبة بعصمة الدين أم خليل، خوارزمية الأصل، وقيل أنها أرمينية، كانت جارية اشتراها السلطان الصالح نجم الدين أيوب، وحظيت عنده بمكانة عالية حتى أعتقها وتزوجها وأنجبت منه ابنها خليل الذي توفي في 2 من صفر 648 هـ، مايو 1250م.
تولت عرش مصر لمدة ثمانين يوماً بمبايعة من المماليك وأعيان الدولة بعد وفاة السلطان الصالح أيوب، ثم تنازلت عن العرش لزوجها المعز أيبك التركماني سنة 648 هـ، 1250م، لعبت دوراً تاريخياً هاماً أثناء الحملة الصليبية السابعة على مصر وخلال معركة المنصورة.
قضى السلطان الصالح ايوب السنوات الأخيرة من عمره في محاربة الصليبيين وفى ذلك الوقت كانت شجرالدر هي المسؤولة عن بيت المال وكان لها نفوذاً كبيراً على الجيش وانتهى بها الأمر بأن شاركت زوجها في حكم البلاد بعد ان داهمه مرض عضال. فلما وافته المنية اثناء مقاومة البلاد للغزو الصليبى بقيادة لويس التاسع ملك فرنسا، قررت إخفاء الخبر حتى لا تتأثر معنويات الجيوش والى ان تطمئن لتأيدهم تولى ابنه توران شاه للحكم.
أدى انعدام كفاءة توران شاه إلى مقتله بواسطة مماليك أبيه واتفقوا على اختيار شجرالدر ملكة عليهم، وما أن جلست شجر الدر على العرش حتى قبضت على زمام الأمور وأحكمت إدارة شؤون البلاد، وكان أول عمل أهتمت به هو تصفية الوجود الصليبي في البلاد وإدارة مفاوضات معه أنتهت بالاتفاق مع الملك لويس التاسع، القدّيس لويس، كما يسمّيه قومه، الذي كان أسيرًا بالمنصورة على تسليم دمياط وإخلاء سبيله وسبيل من معه من كبار الأسرى مقابل فدية كبيرة قدرها ثمانمائة ألف دينار، يدفع نصفها قبل رحيله والباقي بعد وصوله إلى عكا مع تعهد منه بعدم العودة إلى سواحل البلاد الإسلامية مرة أخرى.
إلا ان دولة الخلافة العباسية في بغداد استنكرت ذلك وأرسلت إلى المماليك ما نصه: «إن كانت الرجال قد عدمت عندكم فأعلمونا حتى نسيِّر لكم رجلاً»، عندئذ اختارت شجر الدر عز الدين ايبك لتتزوجه ويشاركها الحكم، لكنها احتفظت بمعظم الخيوط في يدها، وعندما علمت انه ينوى الزواج بأخرى دبرت لقتله، وبعدها بثلاثة ايام اتنقمت له زوجته الأولى بأن قتلت شجرالدر ضرباً بالقباقيب في واحدة من أشهر روايات الفلكلور المصري.
4- هدى شعراوي
- اقترن النضال النسائى في مصر دائماً باسم هدى شعراوي، إلا ان أكثر المواقف التىي يتذكرها الناس لها كانت عقب عودتها من مؤتمر نسائى في أوروبا عام 1923 عندما نزلت هي وزميلاتها نبوية موسى وسيزا نبراوي من القطار في محطة مصر وخلعن حجابهن فتملكت حشود النساء اللاتى كن في انتظارهن الدهشة، ليسود بعدها الصمت للحظات قبل أن يدوى الجميع بالتصفيق، وأقدمت بعض السيدات على خلع حجابهن أيضاً.
ولم يكن خلع الحجاب هو القضية التي شغلت هدى شعراوي، فكرست مجهودها في الدفاع عن حقوق المرأة خاصة الحقوق السياسية والتعليم.
ولدت هدى، ابنة محمد باشا سلطان، من أسرة ارستقراطية وتزوجت من زعيم وفدى مرموق هو على باشا شعراوى وناضلت من أجل قضايا المرأة كثيراً قبل واقعة خلع الحجاب ففى عام 1914 أسست الجمعية الفكرية للمرأة المصرية، وفي ثورة 1919 تقدمت صفوف النساء في المظاهرات التي تطالب بالإستقلال جنباً إلى جنب مع الرجال لأول مرة.
وعقب عودتها، في عام 1923، من المؤتمر الدولى لحقوق المرأة الذي عقد في روما أسست الاتحاد النسائي المصري، وأصبحت أول رئيسة له، وكان أهم أهدافه التأكيد على حق المرأة في التعليم والدعوة لتغيير بعض قوانين الأحوال الشخصية، وفي عام 1924 قادت وقفة نسائية اثناء انعقاد جلسة افتتاح البرلمان وقدمت عريضة تحوي بعض المطالب التي تجاهلها حزب الوفد مما دفعها للاستقالة من لجنته النسائية.
وفي عام 1938 نظمت هدى شعراوي مؤتمر نسائي للدفاع عن فلسطين، كما دعت إلى تنظيم الجهود النسوية من جمع للمواد واللباس والتطوع في التمريض والإسعاف، في 29 نوفمبر 1947، صدر قرار التقسيم في فلسطين من قبل الأمم المتحدة، أرسلت شعراوي خطابًا شديد اللهجة للاحتجاج إلى الأمم المتحدة، توفيت بعد ذلك بحواليالأسبوعين في 12 ديسمبر 1947.
5- صفية زغلول
- رمز ثورى عرفت بـ«أم المصريين»، سلكت صفية زغلول طريقاً غير تقليدياً في حياتها عندما تزوجت وهي ابنة مصطفى باشا فهمي، رئيس وزراء مصر وقتها رجلاً من عامة الشعب وهو سعد زغلول، كما فاجأت الجميع عندما خلعت اليشمك سنة 1921 وتقدمت صفوف الثوار المصريين أثناء حياة زوجها وبعد وفاته.
فقد كانت مشاركة النساء في ثورة 1919 مع الرجال لأول مرة مطالبات باستقلال البلاد ملمح شهير لتلك الثورة التي كان الزعيم سعد زغلول ملهمها، ولكنه لم يقدها بنفسه فقد كان في المنفى.
وعندما احتشدت الجموع أمام بيته أعلنت صفيه زغلول، عن طريق سكرتيرتها- أنه: «إن كانت السلطة الإنجليزية الغاشمة قد اعتقلت سعداً ولسان سعد فإن قرينته شريكة حياته السيدة صفية زغلول تُشهد الله والوطن على أن تضع نفسها في نفس المكان الذي وضع زوجها العظيم نفسه فيه من التضحية والجهاد من أجل الوطن، وأن السيدة صفية في هذا الموقع تعتبر نفسها أماً لكل أولئك الأبناء الذين خرجوا يواجهون الرصاص من أجل الحرية».
منذ ذلك اليوم لقبت صفية زغلول بـ«أم المصريين»، وأصبح بيتها وبيت سعد زغلول «بيت الأمة».
وبعد أن ألقت سكرتيرة صفية زغلول هذا البيان على المتظاهرين هتف أحد قادة المظاهرة قائلا: «تحيا أم المصريين»، ومن يومها أصبح لقب السيدة صفية زغلول هو «أم المصريين»، وبقي هذا اللقب مرتبطا بها إلى الآن وبعد رحيلها في منتصف أربعينيات القرن الماضي، أي منذ ما يقرب من ستين سنة.
6- سميرة موسى
- كان صراع والدتها مع مرض السرطان الدافع الرئيسي وراء اتجاه سميرة موسى إلى دراسة العلوم بهدف التوصل لاستخدامات نافعة للطاقة النووية، خاصة في مجال الطب.
ولدت «موسى» في 1917 في بلدة صغيرة بالغربية، عندما أتمت دراستها بالكتّاب شجعها والدها على الاستمرار في الدراسة، فألحقها بمدرسة بنات الأشراف الثانوية التي أسستها نبوية موسى واحتلت «موسى» المركز الأول على الجمهورية في امتحان البكالوريا عام 1935، فاستحقت منحة التفوق الحكومية واستغلت «نبوية» ذلك لإنشاء معمل لـ«سميرة».
تخرجت «سميرة» بتفوق مع مرتبة الشرف من كلية العلوم، جامعة فؤاد الأول، وساندها الدكتور مصطفى مشرفة عميد الكلية، فأصبحت أول امرأة تحاضر في الجامعة ثم حصلت على درجة الماجستير، وسافرت لإنجلترا حيث حصلت على درجة الدكتوراه في الإشعاع الذري.
وآمنت «سميرة» بالاستخدام السلمي للطاقة الذرية، خاصة لعلاج أمراض السرطانات، وفي 5 أغسطس 1952 وأثناء زيارتها للولايات المتحدة الأميركية لتفقد عدة مراكز بحثية، ظهرت إحدى الشاحنات الكبيرة المسرعة فجأة لتطيح بسيارتها لتسقط من أعلى الطريق الجبلي وتلقى حتفها في الحال، بينما استطاع السائق الذي كان بصحبتها القفز من السيارة قبل اصطدامها بلحظات واختفى للأبد، ما أثار الشبهات حول مصرعها الذي ظل لغزاً حتى اليوم.
7- مفيدة عبدالرحمن
- كانت مفيدة عبدالرحمن أول محامية في مصر، ومن أولى خريجات جامعة فؤاد الأول، وأول من تخرج منهن في كلية الحقوق، إلى جانب كونها ناشطة وعضوه في عدة منظمات ونائبة في البرلمان لأكثر من 17 عاما، وفى الوقت نفسه كانت زوجة وأما لـ9 أبناء.
والقضية الأولى التي ترافعت فيها «عبدالرحمن» هي قضية قتل خطأ، عندما نجحت في إقناع رئيسها في العمل بقدرتها على تولى القضية، فأعطاها الفرصة، وكسبت القضية، وذاع صيتها كمحامية بارعة فأسست مكتب محاماة خاص بعد عدة أعوام.
واشتركت «عبدالرحمن» كعضو في لجنة لإجراء تعديلات على لائحة قوانين الأحوال الشخصية في الستينيات، وتشجيع دخول المرأة لميدان العمل ومشاركتها في الحياة العامة.
8- الأميرة فاطمة إسماعيل
كان لها الفضل الأكبر في تأسيس أول جامعة في مصر في النصف الأول من القرن العشرين، وتعرف بـ«راعية العلم».
وكان مشروع بناء الجامعة يواجه أزمات مالية كبيرة، وعجزوا عن سداد إيجار المبنى، وتم استبداله بمبنى آخر كمقر مؤقت للجامعة، وظل المشروع يعانى من مصاعب مالية لما يفوق الـ10 سنوات إلى أن تلقى دفعة قوية ودعماً كبيراً من الأميرة فاطمة التي قررت التبرع بقطعة أرض شاسعة تملكها في الجيزة لبناء مقر دائم للجامعة عليها، وتبرعت أيضا بمعظم ما تملكه من مجوهرات للإنفاق على إنشاءات الجامعة، ولكي تضمن الأميرة فاطمة استدامة المشروع أوقفت علية 600 فدان من أطيانها لتغطية نفقاته السنوية.
9- روز اليوسف
- ولدت روز اليوسف في لبنان وعندما بلغت الـ10 من عمرها جاءت إلى مصر وعاشت في الإسكندرية مع أسرة اسكندر فرج صاحب الفرقة المسرحية ومن هنا جاءت بداية علاقتها بالمسرح، حيث عملت ممثلة مسرحية في عدة فرق ونجحت في أن تصنع لنفسها اسماً وشهرة، حتى اعتزلت التمثيل في 1925، وتقدمت بطلب ترخيص لإنشاء دار نشر.
ونجحت «روز» بمواردها المحدودة ومساندة أصدقائها في الوسط الفني أن تنشأ مجلة «روز اليوسف» وكانت بداية مشوارها في عالم الصحافة والنشر، وبدأت كمجلة أدبية ثقافية، ثم تحولت إلى مجلة ذات طابع سياسي.
تعرضت «روز» للاعتقال أكثر من مرة، وسُحبت رخصة المجلة منها بسبب نشرها للمقالات النارية ضد الاحتلال الإنجليزي التي أثارت الحكومة.
تزوجت «روز» من محمد عبدالقدوس المهندس الذي عشق التمثيل وعمل به وأنجبت منه إحسان، الذي أصبح أحد أشهر الروائيين المصريين.
10- سيزا نبراوى
- في واقعة خلع النساء حجابهن في محطة القطار في 1923 كانت هي أصغرهن، وسارت «نبراوي» على خطى هدى شعراوي وتقدمت معها صفوف المتظاهرات في ثورة 1919، وأكملت كفاحها في الاتحاد النسائي بعد وفاة مؤسسته هدى شعراوي.
كان اسمها عندما ولدت زينب مراد ولما انفصل أبواها تبنتها إحدى قريبات أمها وعاشت في الإسكندرية ثم سافرت إلى فرنسا وتعلمت في مدرسة ليسيه دو فرساى حتى سن الـ17، وعندما عادت لحياتها المرفهة الخاوية في مصر أصيبت بالاكتئاب إلى أن احتضنتها هدى شعراوي وبدأتا معاً مسيرة كفاحهما لتحرير المرأة المصرية.
وإلى جانب رئاستها لتحرير مجلة L'Egiptienne الفرنسية، التي يصدرها الاتحاد النسائي، كانت «سيزا» أشهر عضوات الاتحاد لعقود طويلة، وأصبحت رئيسة للاتحاد النسائي الديمقراطي الدولي، ومقره في برلين، واستقالت منه فيما بعد اعتراضاً على موقفه من القضية الفلسطينية.
تحقق في عهدها للرئاسة الاتحاد النسائي، عدة مطالب منها رفع سن الزواج للفتيات ليصبح 16 عاماً، والتأكيد على حق الفتاة في التعليم، ومن ثم السماح لها بالترشح للبرلمان والمناصب المختلفة.
11- لطفية النادي
- أول كابتن طيار مصرية، ولدت في 1907، كانت مولعة بالطيران منذ طفولتها وتلقت دروساً فيه، بينما أوهمت والدها أنها تتلقى حصص تقوية لرفع مستواها الدراسي مرتين أسبوعيا، وعندما علم والدها بالأمر اضطرت للعمل كموظفة استقبال في مطار القاهرة لتوفر نفقات دروس تعلم الطيران.
وحصلت «النادي» في 1933 على رخصة الطيران وكان عمرها آنذاك 26 عاما، لتحقق بذلك حلمها بالطيران بمفردها بين القاهرة والإسكندرية في سباق استطاعت أن تحتل فيه المركز الأول.
ويذكر أن هدى شعراوي قادت حملة لجمع المال لشراء طائرة لـ«النادي» لتحلق بها في جميع أنحاء العالم، واصطحبت والدها معها على متن الطائرة في جولة طارت فيها فوق الأهرامات عدة مرات، وما لبث والدها أن أصبح اكبر المشجعين لها.