النتائج 1 إلى 3 من 3
الموضوع:

صناعة الزجاج..عندما يصنع الجمال على نار لاهبة

الزوار من محركات البحث: 45 المشاهدات : 845 الردود: 2
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: October-2013
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 82,297 المواضيع: 78,989
    التقييم: 20699
    مزاجي: الحمد لله
    موبايلي: samsung j 7
    آخر نشاط: منذ 4 دقيقة

    صناعة الزجاج..عندما يصنع الجمال على نار لاهبة

    صناعة الزجاج..عندما يصنع الجمال على نار لاهبة


    عرفت الحضارات القديمة في مصر والعراق والشام فن الزجاج اليدوي، ويقدر عمر أقدم المكتشفات الزجاجية (3500) عام وشكل على مدار التاريخ وحتى اليوم صناعة يدوية رائجة، وعلى الرغم من أنه موجود باعتباره صناعة يدوية مطلوبة لكن وجوده يقاوم الاندثار ليس في مصر وحدها ولكن أيضا في العراق أو سوريا .فمنذ سنوات كانت المدن تغص بالورش الصغيرة إلى جوار أكثر من مصنع كبير لصناعة الزجاج يقارب تاريخها 200 عام، الآن تنقرض الورش ولا يوجد الكثير من هذه المصانع، حيث لا يتجاوز عددها خمسة مصانع كبرى للزجاج اليدوي، ومصنعان فقط لصناعة زجاج التحف والديكور، بل إن المهنة نفسها تتعرض للتآكل والانهيار في ظل نقص العمالة الشديد وعدم قدرتها على منافسة الإغراق الصيني.وأيضا نتيجة للتطور التقني والتكنولوجي لصناعة الزجاج، والأمر الوحيد الذي يحافظ على البقية الباقية من هذا الفن- الصناعة هو حرص الكثير من السياح الأجانب وحتى العرب على شراء المنتجات التي تدخل كتحف جمالية في تزيين القصور والشقق فتعطي الإحساس بالعراقة والأصالة كونها صناعة يدوية .
    في حي الجمالية وعلى مساحة تقرب من المائة متر يوجد مصنع أثري يعود تاريخه إلى مئة وخمسين عاما ويمتلكه حسن عبد الرؤوف الذي ورث المهنة أبا عن جد، حيث اشتهرت العائلة بامتهان صناعة الزجاج، والمصنع بدائي يوجد فيه أربعة صنايعية فقط لأربعة أفران بالمكان، بجوار كل واحد مروحة لتلطيف الجو، فالحرارة داخل أفران صهر الزجاج تكون فوق الألف درجة مئوية .
    فتحة الفرن رغم أنها صغيرة إلا أنها تجعل المكان لا يطاق، وكلما كانت فتحة الفرن أكثر اتساعا كانت الحرارة أشد وبالتالي زادت صعوبة جلوس" الاسطة" أمامها. والأفران الأربعة، اثنان للنفخ والآخران لعمل الخرز، وبجوار كل فرن يوجد مكان للتبريد تصل درجة حرارته مائة درجة مئوية حتى لا تتعرض الصناعات الزجاجية للكسر إذا ما تعرضت للجو ويسمى «محمص»، كذلك هناك جزء مخصص به ماء لتبريد أسياخ الحديد المستخدمة فيه.
    وتعتمد الصناعة في هذا المصنع وبعض الورش الصغيرة المنتشرة هنا وهناك في حي الجمالية وبالقرب من باب النصر على كسر الزجاج والزجاجات الفارغة الذي يتم تجميعه من كل مكان ثم «تسييحه» وخلطة بأوكسيد النحاس والحديد وتشكيله عن طريق النفخ، والأدوات التي يستخدمها الصنايعية عبارة عن ماسورة تستخدم في النفخ وسيخ حديدي توضع عليه العجينة الأساسية ويتم تحريكها لتصل إلى المقاس المراد، ثم يقوم الصنايعي بالنفخ حتى حجم معين، ويستخدم «ماشة» لفتحها على حسب فتحة الكأس أو الفازة، ويوجد أيضا البولين (سيخ حديد لعمل الودان) في الأباريق أو الفازات مثلا ومربع يوضع على القدم كحماية لها.
    ترجع أول آنية زجاجية إلى (1504-1450 قبل الميلاد). وقد ظلت صناعة الزجاج منتعشة في مصر حتى حوالى عام 1200 قبل الميلاد ثم توقفت فعليا لعدة قرون من الزمان. وفي القرن التاسع قبل الميلاد، ظهرت كل من سوريا والعراق كمراكز لصناعة الزجاج، وامتدت الصناعة عبر منطقة البحر المتوسط.
    وابتكر المسلمون التزجيج، ومازالت روائع من أعمالهم في التزجيج باقية في واجهات المساجد والجوامع، وكذلك في الأبنية الأثرية إضافة إلى ما هو محفوظ في المتاحف العالمية. ولقد استخدمت الأصباغ المعدنية في هذه الصناعة الفنية، فلم تتأثر بالتقلبات الجوية، ولم تؤثر فيها حرارة الشمس المحرقة طوال مئات السنين الماضية .
    ويذكر أن علماء المسلمين عرفوا البللور وهو الزجاج الممتاز (الكريستال بحسب التعريف الكيماوي الحديث) الذي يحتوي على نسب مختلفة من أكاسيد الرصاص، وصنعوه بإتقان، وعرفوا منه نوعا طبيعيا. وما زال يستعمل ـ كما استعمله المسلمون من قبل ـ في صناعة الأقداح والأواني والثريات، وكذلك في صناعة الخواتم وأدوات الزينة وكثير من الأدوات المنزلية .
    وصنعوا منه نظارات العيون، وكانوا يسمونها منظرة، ومن العالم الإسلامي انتقلت صناعة الزجاج إلى أوروبا عندما أنشأ فنيون مصريون مصنعين للزجاج في اليونان، ولكن المصنعين حطما في عام 544 هـ / 1147 م، عندما اجتاح النورماديون مدينتهم ففر الفنيون إلى الغرب، مما ساعد على النهضة الغربية في مجال صناعة الزجاج في العصور الوسطى .
    كما فر أيضا بعض الفنيين من دمشق إلى الغرب إبان اجتياح المغول للعالم الإسلامي. هذا بالإضافة إلى التقنيات الخاصة بصناعة الزجاج التي أخذها الأسرى الأوروبيون من المسلمين أثناء الحروب الصليبية. وقد تجمعت أسرار هذه الصناعة مع الفنيين في فينيسيا واحتُكرت صناعة الزجاج في أوروبا حتى القرن السابع عشر عندما علمت فرنسا بالتقنيات المطلوبة وأسرارها، وانتقلت إليها صناعة الزجاج وأصبحت أهم مراكزها في العالم.

  2. #2
    انـثــى التفاصيـــل
    emigrer
    تاريخ التسجيل: January-2014
    الدولة: المنفىّ
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 21,127 المواضيع: 1,960
    صوتيات: 36 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 15097
    مزاجي: وردي
    المهنة: طالبة علم
    أكلتي المفضلة: لا شيئ
    الاتصال: إرسال رسالة عبر ICQ إلى هــاجــر إرسال رسالة عبر AIM إلى هــاجــر
    مقالات المدونة: 35
    شكرٱ

  3. #3
    عضو محظور
    تاريخ التسجيل: September-2017
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 9,861 المواضيع: 28
    صوتيات: 13 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 1579
    شكرا

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال