تحضى القهوة بشعبية كبيرة بين كبار السن والصغار أحياناً، حتى أصبحت روتيناً يومياً صباحياً ممتعاً، تعطي شعوراً بالتفاؤل وبداية منعشة لليوم، وهناك طقوس مُعينة يتبعُها محبو القهوة التي يتفننون بإعدادها في كل دولة.
ومن أكثر الأسئلة التي تتبادر إلى أذهاننا من الذي اكتشف القهوة؟ وما هي أنواعها؟ وما هي بلدة المنشأ؟
*كان أول دليل موثوق لظهور البن أو القهوة في منتصف القرن الخامس عشر في الأديرة الصوفية باليمن جنوب شبه الجزيرة العربية، وخلال القرن السادس عشر وصلت القهوة إلى بقية الشرق الأوسط كبلاد فارس وتركيا وشمال أفريقيا، وكان أول تصدير لبذور القهوة من إثيوبيا إلى اليمن، فكان التجار اليمنيون يحضرون القهوة عند عودتهم إلى وطنهم وبدؤوا بزراعة بذورها.
الطريقة التقليدية لزراعة القهوة:
وضع عشرين بذرة في كل حفرة بداية موسم الأمطار، وتفقد هذه الطريقة حوالي 50% من البذور، أما النصف المتبقي يثبت وينمو، ولكن هناك طريقة برازيلية أكثر فاعلية لزراعة القهوة بأن توضع الشتلات في حاضنة حتى تنمو في الخارج لمدة ستّة إلى اثني عشر شهراً، ومن ثم يتم إنتاج ثمار البن التي تحتوي على حبوب القهوة.
للقهوة عادات قبلية اجتماعية متعارف عليها، ومن بلدٍ لآخر تختلف طقوس تقديمها:
• في دول الخليج:
- يجب أن تسكُب القهوة للضيوف وأنت واقف.
- لابد من صب القهوة باليد اليسرى وتقديم الفنجان باليد اليمنى.
- لا تجلس أبدًا حتّى ينتهي جميع الحاضرين من شرب القهوة.
- هناك بعض المناطق في السعودية يشترط لديهم أن تكون القهوة بالفنجان ليست مملوءة وإنما تُصب بنصف مقدار الفنجان، لأنه إذا امتلأ وتم تقديمه للضيف تعتبر إهانة، بينما عند بعض القبائل فيشترطون أن يكون الفنجان مملوءاً بالقهوة ويعتبرونه من الكرم.
- عند سكب القهوة وتقديمها للضّيوف يجب أن تبدأ من اليمين عملاً بالسّنة الشريفة، أو تبدأ بالضيف مباشرةً إذا كان من كبار السّن.
- عليك أن تُكرر صب القهوة حتّى يقول الضّيف «كفى» أو يهز فنجانه.
بلغ من احترام البدو والعرب في السابق للقهوة أنّه إذا كان لأحدهم طلب عند شيخ العشيرة أو المُضيف، يضع فنجانه وهو مليء بالقهوة على الأرض ولا يشربه، فيلاحظ المُضيف أو شيخ العشيرة ذلك، فيُبادره بالسؤال: «ما حاجتك؟» فإذا قضاها له، أَمَره بشرب قهوته اعتزازًا بنفسه.
• تركيا:
- في تركيا أيضاً إذا شَرِب الضيف قهوته فذلك يعني أن سؤاله مجاب، وحاجته مقضية.
- أما الجنس اللطيف فله قصة خاصة مع القهوة، حيث اعتادت النساء على قراءة مستقبلهن بعد احتساء القهوة مباشرة.
- تقديم كأس الماء مع القهوة، تعود هذه العادة إلى عهد العثمانيين، حيث كانوا يقدمون الماء مع القهوة عند استقبال ضيوفهم.
- لاحتساء القهوة التركية وقت محدّد تماماً كما هو شاي الساعة الخامسة بالنسبة للإنكليز، فهي تُشرَب على العموم في الصباح والظهيرة.
- ومن التقاليد الغريبة المتعلقة بشرب القهوة في الثقافة التركية، هي تقديم القهوة المالحة للعريس أثناء الخطبة، ولابد أن يشربها وهو مبتسم دون أي نفور، وهذا الإجراء اختبار سريع، حتى يظهر للعروس مدى التحمّل والصبر الذي يتمتع به العريس.
• القهوة عند المصريين:
- يهتمّ المصريّون بأن تُقدّم القهوة بـ«وش»، أي أن تكون الكميّة أعلى الفنجان متماسكة قليلاً.
- على من يقدم القهوة أن يحافظ عليه دون أن يفقد شيئاً منها،
ومن العادات الطريفة أن صنع القهوة يكون امتحاناً للعروس إن لم تكن بـ«وش»
وإن لم تحافظ عليه عند تقديمها يحكم عليها أنها «مش ست بيت».
• أما في بلاد الشام:
- الحفاظ على شرب القهوة المغليّة في كل صباح على أنغام فيروز.
- وعادة ما تقدم القهوة مرتين للضيوف، مرّة في أول الجلسة والأخرى في آخرها،
وتعرف بقهوة «أهلاً وسهلاً» وقهوة «الله معكن».
• وللمغرب طريقتها الخاصة في تقديم القهوة:
القهوة في المغرب تتميز برائحتها الزكية لما تحتويه من أعشاب،
ويضاف إليها جوز الطيب، وعيدان القرفة، والقرفة المطحونة والزنجبيل.