سيذكرك التاريخ يا أحساء انك انتفضت
(( إبراهيم سلمان بوخمسين ))
انه مسجد صغير في حارة فقيرة وبين اسر متواضعة، ذلك هو مسجد أئمة البقيع الذي انطلقت منه أوائل الأصوات المطالبة بالملكية الدستورية في وطننا العزيز بل والمساواة وإلغاء الطائفية من حنجرة الشيخ المعتقل الشيخ توفيق العامر.
هو ذاته المسجد الصغير "وليس العبرة بصغر المساحة بل بالدور والرسالة التي يؤديها " أقول هو ذاته المسجد الذي يقع في مدينة الهفوف بمحافظة الأحساء والذي انطلقت منه أول شرارة للانتفاضة الأحسائية وكما قال المثل " إنما النار من مستصغر الشرر" مطالبة بالإفراج عن الشيخ توفيق العامر.
وكما كان المسجد صغيرا كانت كذلك المسيرة صغيرة في حجمها ولكنها كبيرة في معناها وأهدافها ورسالة في نفس الوقت إلى المسئولين بأن ما يجري عندنا ليس ببدع مما جرى في الدول المجاورة أو أننا بمنأى عنه أو انه لا ينطبق علينا، ورسالة بأنه ينبغي الإصغاء إلى صوت الشعب وإعطائهم حقوقهم والإلتفات إلى حقوق الأقليات المذهبية، وإلا فإن سنن التاريخ ستنطبق علينا كما انطبقت على غيرنا ولن تجد لسنة الله تحويلا ولن تجد لسنة الله تبديلا.
نحن نكبر في الشباب والمشاركين روحهم العالية وإقدامهم وشجاعتهم وكسر حاجز الخوف الذي طالما اتهم به الأحسائيين، وان ديمومة أية مسيرات أو انتفاضات تكمن في مواصلتها وتحديد أهدافها ووضوح شعاراتها وان لا تقتصر على شعار واحد وذلك من أجل أن توحد جميع التيارات الموجودة في المجتمع تحت رايتها.
أيضا وان يكون لها قيادة واعية تحفظها من استغلال الآخرين والقفز عليها أو بث الوهن فيها.
بقي أن نقول أن همومنا يجب أن تكون هي بذاتها هموم إخواننا في بقية المناطق والمحافظات التي خرجت بالمسيرات كالقطيف العوامية والرياض على اختلاف اطيافهم ومذاهبهم وتوجهاتهم.
اللهم إنا نرغب إليك في دولة كريمة تعز بها الإسلام وأهله وتذل بها النفاق وأهله وتجعلنا فيها من الدعاة إلى طاعتك والقادة إلى سبيلك وترزقنا بها كرمة الدنيا والآخرة وان تفرج عن أخينا الشيخ توفيق العامر عاجلا.