يحكي أن كان هناك فتاة جميلة جداً تبلغ من العمر 21 عاماً تدعى رنا ، ولم تكن هذه الفتاة تؤمن بالحب كثيراً ولكن كان يراودها كل ليلة حلم عجيب، فكانت ترى في منامها شاب وسيم جداً يطلب يدها وتقع في حبه من النظرة الأولى ولكنها لم تكن تعرف هذا الشاب ولم تراه من قبل، وتكرر هذا الحلم معها كل ليلة، وفي يوم من الأيام ذهبت الفتاة مع صديقاتها إلي رحلة لإحدى المدن الساحليه وهناك عاشت أجمل اللحظات وصادفت أجمل الاقدار، ففي أحد الأيام طلبت منها صديقتها أن تشتري لها بعض الاشياء فنزلت إلى المحل وفي طريقها تعثرت في شاب، نظرت إليه في غضب وبمجرد أن وقعت عينيها عليه تفاجئت كثيراً وشعرت بداخلها أنها تعرفه أو رأته في قبل، ولكنها فاقت سريعاً من دهشتها و قالت له في غضب مصطنع : ماذا تفعل أنت ألم تراني، فقال لها في عصبيه : أنت تسيري بسرعة شديدة بلا وعي ولا تركيز، ازداد غضبها وهي تصرخ : أنت المخطئ، تجرأ الشاب وأمسك بيديها قائلاً بل انتي المخطئة، سحبت يديها بسرعة وتركته وأكملت طريقها .
طوال الطريق ظلت تفكر فيه ملامحه وفي لمسة يديه التي هزت كيانها، فاقت من تفكيرها علي صوت إحدي صديقاتها قابلتها بالصدفة وأخبرتها أنهم سيذهبون جميعاً إلي حفلة اليوم علي شاطئ البحر، فتحمست رنا كثيراً وحاولت أن تتناسي تماماً ما حدث .
وبالفعل ذهبت رنا مع صديقتها إلي الحفلة ولكن هناك تفاجئت بالشاب الذي رأته، شعرت بالضيق في البداية ولكن بعد ذلك لم تستطع ان تمنع نظراتها واهتمامها به، وهو لاحظ وجودها ونظراتها، اراد ان يتقرب منها ولكنه لا يدري ماذا يفعل، وشعر بالقلق من رد فعلها، ثم اكتشف أن إحدي صديقاتها تكون جارته وهكذا تمكن من التعرف عليها والتقرب منها، في البداية اعتذر عما بدر منه في الصباح وأنه كان موقف غير مقصود، قضوا الوقت معاً ونسوا تماماً الحفلة وكل من حولهم وشعروا كأنهم يعرفون بعض منذ زمن طويل .
انتهت الحفلة وذهب كل منهم إلي منزلة ولكنهما لم يتمكنا من النوم ليلتها سوي دقائق قليلة جداً، رأت فيها رنا الحلم يتكرر من جديد وتأكدت أن هذا الشاب هو الذي تراه في حلمها كل ليلة .
في اليوم التالي بدأت تبحث عنه، كانت تريد ان تعرفه أكثر وتتحدث معه قبل أن تعود إلي مدينتها من جديد، ولكنها لم تتمكن من العثور عليه واضطرت إلي العودة دون أن تراه مرة أخرى، وشعر هو الآخر بمشاعر غريبة تجاهها لأول مرة في حياته يشعر بذلك تجاة أى فتاة غريبة، بحث عنها كثيراً دون أن يعلم أنها عادت إلي بلدها وانتهت الرحلة .
مرت أيام كثيرة وعاش كل منهما حياته ولكن لم يتمكنا من نسيان ما حدث لهما في هذه الرحلة، ولكن علي أى حال لابد للحياة ان تستمر، وفي يوم من الايام جاءتها دعوة فرح إحدى صديقاتها فإتجهت إلي إحدى المولات لشراء فستان جديد، وهناك تكرر نفس الموقف من جديد، تعثرت في شاب ونظرت إليه لتجده هو ! وقفوا ينظرون لبعض في دهشة غير مصدقين ما حدث، ثم انتبهوا أن الناس ينظرون إليهم وسط المول، عرض عليها أن يذهبوا إليى مكان هادئ للتحدث فوافقت، وهناك اتفقا علي موعد الخطوبة وكل منهما أخبر اهله، وبعد 6 أشهر تزوجا، والآن لديهم ثلاثة أطفال، ولا تزال رنا تحلم به كل ليلة، وتكتب في مذكرتها عبارة ” غريب يتسلل إلى أحلامي .. لا اعرفه ولم آراه ولكنني أغرمت به وعشقته وأحببته حد الجنون ” .