في عالم تسريحات الشعر الرجالي، يعود المعنيون بتاريخها إلى قصة شمشون ودليلة، باعتبار أن أفضل دليل على أهمية تسريحات الشعر، فكاهة أم واقع فعلي، لا فرق لكن البداية دائماً تعود إلى شعر شمشمون الطويل.
لكنه لم يكن الوحيد الذي ترك بصمة في عالم تسريحات شعر الرجال، فعدد كبير من الأباطرة والأمراء والرؤوساء ومن دون نية فعلية قدموا للعالم الأسس لقصات ما زالت رائحة حتى يومنا هذا.
البداية مع يوليوس قيصر - سنة 50 قبل الميلاد
السبب الذي يجعلنا نعود لهذه الحقبة هو أن التسريحة هذه رائجة بشكل كبير في يومنا هذا. تسريحة الأمبراطور الروماني جوليوس سيزر تعرف حالياً باسم «سيزر» أو «باز كت». التسريحة المعاصرة هي نسخة معدلة إلى حد ما لأن سيزر كان يعتمد الشعر القصير عند مقدمة الرأس وشعر أطول بقليل عند الأطراف كي تكون ظاهرة عند وضعه للتاج على رأسه.
كلوديون كثيف الشعر - ٣٩٠ إلى ٤٥٠ ميلادية
بعد انهيار الإمبراطورية الرومانية إثر فوز الملك كلوديون عليهم عام ٤٣٥ ميلادية تحول المزاج العام في الأزياء والشعر إلى ما هو نقيض سيزر تماما. فكلوديون كان يعرف بالملك الملتحي كما أن شعره كان طويلاً. خلال تلك الفترة أصبح الشعر الطويل رمزاً للنبالة بينما انحصرت التسريحات القصيرة بالعبيد وعامة الشعب.
صراع أميركي فرنسي على التسريحات -القرنان السادس والسابع عشر
الشعر المستعار الضخم كان المسيطر خلال هذه الفترة. ففي فرنسا كان الملك لويس الثالث عشر يظهر بشعر مستعار ينسدل على كتفيه. التوجه هذا بدأ يتعدل قليلا عندما تخلي الرئيس الأميركي جورج واشنطن عن الشعر المستعار واكتفى بشعره الخاص. صحيح أنه لم يبتعد كثيراً عن الموديلات الرائجة إذ أبقى على حجمه الضخم لكن الأمر لم يرق للفرنسيين إطلاقاً.
تشارلز ديكنز أدب وتسريحة مميزة- القرن الثامن عشر
نعم قد تبدو تسريحة الأديب تشارلز ديكنز مجنونة لكنها في الواقع أسست لعدد كبير من تصريحات الشعر الرائجة حالياً ولعل أشهرها «الكومب أوفر» اي التسريحة الجانبية التي يعتمدها عدد كبير من الرجال حول العالم. صحيح أنه تم التخلي عن الجانب المشعث لكن المبدأ يتم استخدامه في يومنا لعدد كبير من التسريحات.
تسريحة البرت إينشتاين الجنونية
تسريحته العبثية هي علامة فارقة في عالم تسريحات الشعر، صحيح أنه لا يتم اعتمادها حاليا لكن تحولت إلى أيقونة وقد تكون أشهر تسريحة على الإطلاق رغم أنه على الأرجح لم يكترث يوماً أن كان شعره مرتباً أم لا. العبثية هذه تم اعتمادها لتسريحات الشعر المبعثر مع الكثير من التعديلات.
بداية القرن التاسع عشر
الفترة هذه كانت للشعر القصير وإنما بشكل غير طوعي. فالجنود المشاركون في الحرب العالمية الثانية كانوا يحلقون شعرهم بسبب تفشي القمل. لكنها أيضا كانت فترة تسريحات الشعر القصيرة المسرحة إلى الجانب مع الكثير من مثبت الشعر. النمط هذا لاقى رواجاً كبيراً بسبب الممثل رودولف فالتينو والذي باتت تسريحة شعره هدف كل رجل في تلك الحقبة.
خمسينيات وستينيات القرن التاسع عشر
عصر تسريحة جايمس دين والفيس بريسلي. شعر البومادور المرتفع والضخم كان صفة لصيقة بالرجل المغامر الذي تعشقه النساء. التسريحة قصيرة عند الجانبين مع شعر طويل في المنتصف يتم تسريحه إلى الخلف مع الإبقاء على ارتفاعه. وخلافا لدين فإن بريسلي أضاف لمسة السوالف الضخمة. تسريحة دين ما زالت رائجة جداً في عصرنا الحالي أما بريسلي فليست كذلك.
تسريحة البيتلز -ذا شاغ
في حقبة الستينيات أيضاً، راجت قصة شعر من نوع مختلف تماماً عن دين وبريسلي وهي ذا شاغ والخاصة بالبيتلز. شعر بطول متوسط مع تسريح المقدمة برمتها لتغطي الجبين. هذه القصة رغم كونها مريعة إلى حد ستتحول لاحقا لتصبح واحدة من أشهر قصات الشعر على الإطلاق. في الفترة نفسها برزت تسريحة مختلفة مع المغني بوب ديلن، أما سبب رواجها الكبير فهو لأنها جعلت الشعر الخفيف عند مقدمة الرأس يبدو مثيراً.
تسريحات متعددة - ثمانينيات القرن التاسع عشر
تسريحة الشعر المسرح إلى الخلف راجت كثيراً حين اعتمد الممثل مايكل دوغلاس التسريحة هذه في فيلم وول ستريت، في المقابل بدأت تسريحات من نوع مختلف تشق طريقها وهي الموهاك. ورغم كونها ارتبطت بالهنود لفترة طويلة جدا إلا أن اعتمادها من قبل فرق الروك جعلها تجد طريقها إلى الشهرة. ما تزال رائجة اليوم بأشكال مختلفة رغم أن الموهاك المعتدل يعتبر الأشهر.
نهاية القرن التاسع عشر
تسريحة الملت طغت على نهاية القرن التاسع عشر وراجت عند الجنسين. طويلة من الخلف وطويلة بشكل معتدل من الأمام، تبدو وكأنها تسريحتان مختلفتان في قالب واحد. ولعل الحكاية المرتبطة بهذه التسريحة جعلتها ما تزال رائجة حتى يومنا. الملت كانت
ولمدة طويلة كانت مرتبطة بالطبقات الفقيرة وغالبا ما كان أصحابها يصنفون على أنهم من ذوي الأخلاق السيئة، صورة ما لبثت أن انقلبت حين اعتمدها عدد من الممثلين مثل باتريك سوايزي وجون كلود فاندام.. رجال قدموا من حياة فقيرة إلى عالم الشهرة.
بدايات العام ٢٠٠٠
العام ٢٠٠٠ كان مرحلة استكشافية لقصات شعر جديدة قديمة، فعدلت الموديلات القديمة وأدخلت عليها تحديثات تتناسب مع روحية العصر. تسريحة الفوكس هوك كانت الأبرز وهي مزيج من الموهاك والمولت ولعل أشهر من اعتمدها لاعب كرة القدم ديفيد بيكهام.
قصة «ذا شاغ» الخاصة بالبيتلز تعود وإنما بشكل معدل. القصة هذه اكتسحت العالم مع سطوع نجم جاستين بيبر بالإضافة إلى الممثل زاك افرون الذي ظهر بهذه التسريحة في فيلم هاي سكول ميوزكل. العام ٢٠٠٤ أوجد الحل المثالي للرجال الذين يعانون من الصلع حين أصبحت حلاقة الشعر كاملا من التسريحات الرائجة بفضل فين ديزل وبروس ويليس.
٢٠١٠ وحتى يومنا هذا
استمرت تسريحة الشاغ لكنها أصبح بعد العام ٢٠١٠ أقصر وأكثر عشوائية. الهدف من هذه التسريحة هو الحصول على طلة عشوائية وإن كانت القصة نفسها تتطلب الكثير من الجهود لترتيبها لتبدو غير مرتبة. الانتقال كان سريعاً إلى قصة بعيدة كل البعد عن العشوائية فاشتهرت تسريحة الكروب وهي تشبه تسريحات تلامذة المدارس قديماً وإنما مع تعديلات جعلتها أجمل وأكثر أناقة.
مع بداية العام ٢٠١٣ بدأت التسريحات ترتفع عند المنتصف وتصبح أقل طولاً عند الاطراف مثل قصة ذا فايد التي اعتمدها المغني زاين مالك وبراد بيت وبرادلي كوبر. أنماط أخرى من التسريحة نفسها لاقت رواجاً مثل هيبستر فايد.
من العام ٢٠١٣ وحتى يومنا هذا شهدنا على عودة تسريحات شعر من حقبات قديمة مثل قصة سيزر والبومادور التي كانت رائجة في الخمسينيات. تسريحة البومادور العصرية تفرعت منها قصات عديدة أخرى مثل القصة الكلاسيكية التي تشبهها كثيرا باستثناء معدل ارتفاع الشعر في الوسط وقصة التسريحة الجانبية التي يمكن اعتبارها استنساخاً عنها وانما تحت تسمية أخرى.