كان قد بلغ الستين حين اتخذ قراره ... .كانت معاناته .. وكلما التفت إلى وراء ..تمتد مثل طريق صحراوي بلا حدود .. بلا نهايه .. أخيرا قرر أن يتخلى عن كل شيء ....كل شيء . جلس ينظف حذاءه .. بتمعن .. من ذرات التراب العالقه به ... قبل أن يعبر الحدود ..
قال (مخاطبا الحذاء) هناك حيث نمضي .. وطن .... يقولون إن الغبار فيه لايداعب الوجوه وانه قد يلامس .. على استحياء .. سطوح المناضد أو زجاج النوافذ .. ويقولون إن ترابه لايتعطش للدماء وتكفيه زخة مطر ليرتوي ..وان شوارعه تستحم بالنور والمطر فتظل نظيفه على الدوام ولعلّي لن احتاج إليك أنت الأخر ..
رمى الحذاء بعيدا .... وعبر الحدود