صربيا تقدّم هدية ثمينة للمنتخب المصري
قدّم المنتخب الصربي بتأهله إلى مونديال روسيا، أول من أمس، هدية ثمينة لنظيره المصري، الذي ضمن الوجود ضمن منتخبات التصنيف الثالث في قرعة مونديال روسيا.
وأكمل المنتخب الصربي، المنتخبات الثمانية أصحاب التصنيف الرابع، بعد أن نجح في الفوز على جورجيا بهدف نظيف أول من أمس، وتأهل إلى المونديال، ليقدم هدية ثمينة للفراعنة.
وسيكون رصيد المنتخب الصربي في تصنيف الفيفا القادم 748 نقطة، مقارنة بـ 818 نقطة، ستكون رصيد مصر في التصنيف ذاته، ليصبح المنتخب الأوروبي خلف الفراعنة.
ويقيم «فيفا» قرعة كأس العالم، بناء على التصنيف الذي سيصدره خلال شهر أكتوبر الجاري، حيث يقسم المنتخبات إلى أربعة تصنيفات، بناء على الترتيب الشهري للاتحاد الدولي لكرة القدم.
واكتمل التصنيف الرابع في قرعة كأس العالم، بانضمام صربيا إلى السعودية، كوريا الجنوبية، اليابان، نيجيريا، الفريق المتأهل من الملحق العالمي، والفريقان المتأهلان عن قارة أفريقيا من المجموعتين الثالثة والرابعة.
المنتخبات الثمانية الموجودة في التصنيف الرابع في الترتيب أقل من مصر في التصنيف الذي سيصدره الفيفا عن شهر أكتوبر الجاري. وضمنت مصر الوجود في التصنيف الثالث بقرعة كأس العالم إلى جانب تونس، بالإضافة إلى عدد من منتخبات أوروبا وأميركا الشمالية.
وكان المنتخب المصري مهدداً بالوقوع في التصنيف الرابع قبل قرعة المونديال، لتراجعه في الترتيب الأفريقي للشهر الحالي، ليصبح في المرتبة الثانية خلف تونس، وهو ما يصاحبه تراجع آخر على المستوى العالمي. المنتخب التونسي بات على بعد نقطة واحدة فقط، يرغب في تحقيقها على أرضه أمام ليبيا، من أجل التأهل الرسمي إلى كأس العالم، وهو ما يجعل حلم نسور قرطاج شبه محقق بالفعل.
زيادة
وقرر الاتحاد المصري لكرة القدم، زيادة الراتب الشهري للأرجنتينى هيكتور كوبر، المدير الفني للفراعنة، إلى 90 ألف دولار شهرياً، بعد حسم التأهل رسمياً لمونديال روسيا 2018. وينص عقد كوبر على زيادة راتبه بنسبة 25 % في حال التأهل للمونديال، بجانب حصوله على مكافأة قدرها 500 ألف دولار أميركي، علماً بأن المدرب الأرجنتيني يتقاضى 72 ألف دولار.
ركيزة
وعندما شاركت مصر في كأس العالم لكرة القدم للمرة الأخيرة عام 1990، لم يكن محمد صلاح ورمضان صبحي وأحمد حجازي قد ولدوا. بعد نحو ثلاثة عقود، بات هؤلاء ركيزة جيل شاب أعاد «الفراعنة» إلى المونديال.
ليل الأحد، حقق صلاح المولود في 15 يونيو 1992، حلماً انتظره أكثر من مئة مليون مصري لأعوام طويلة: التأهل للمشاركة في كأس العالم، التي تقام السنة المقبلة في روسيا. في المباراة ضد الكونغو على ملعب برج العرب بالإسكندرية (2-1)، سجل صلاح هدف التقدم، مانحاً الفرحة لعشرات آلاف المشجعين في المدرجات. ويعد صلاح المنتقل هذا الصيف من روما الإيطالي إلى ليفربول في صفقة قدرت بـ 34 مليون جنيه استرليني، أبرز لاعب في التشكيلة المصرية الحالية، ويحقق أداء لافتاً مع ليفربول منذ مطلع الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، جعله من أفضل اللاعبين في مركزه.
وتحول صلاح المعروف بسرعته وقدرته على الاختراق والمراوغة، إلى بطل قومي في مصر والعالم العربي. وانتشر على موقع تويتر للتواصل، وسم «صلاح الخير»، بدلاً من التحية الصباحية التقليدية.
وكتب اللاعب نفسه على حسابه الرسمي «ركلة جزاء كانت طريق لتحقيق حلم 100 مليون، ربما هناك ضغط كبير، لكننا كنا نعتمد على دعم 100 مليون لتحويل الحلم إلى حقيقة».
مقارنة
ويقول المحلل الرياضي المصري، خالد بيومي، إن «محمد صلاح هو اللاعب الأهم في المنتخب»، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن «نوعية الجيل الحالي تقارن بالمنتخبات الغربية. التأهل إلى كأس العالم يظهر ذلك، إلا أن المنافسة ستكون شرسة». شكل غياب مصر عن كأس العالم منذ 1990، مفاجأة لمنتخب يعد تاريخياً من الأفضل قارياً، ويحمل الرقم القياسي في عدد ألقاب كأس الأمم الأفريقية (سبعة)، بينها ثلاثة توالياً (بين 2006 و2010).
إلا أن المنتخب عانى أيضاً في الأعوام الماضية، وغاب عن البطولة الأفريقية منذ لقبه الأخير. وفي نسخة 2017 في الغابون، تمكن «الفراعنة» من بلوغ النهائي، قبل أن يخسروا أمام الكاميرون.
ساهمت الكأس الأفريقية الأخيرة في إبراز العناصر الشابة للمنتخب، والتي يدافع العديد منها عن ألوان أندية أوروبية، لا سيما إنجليزية: فصلاح يلعب مع ليفربول، ومواطنه رمضان صبحي (20 عاماً) يلعب مع ستوك سيتي، ومحمد النني (25 عاماً) مع أرسنال، وأحمد حجازي (26 عاماً) مع وست بروميتش ألبيون.
إضافة إلى هؤلاء، تضم التشكيلة محمود عبد المنعم «كهربا» (23 عاماً) لاعب الزمالك المعار إلى اتحاد جدة السعودي، ومحمود حسن «تريزيغيه» (23 عاماً) المعار من أندرلخت البلجيكي إلى قاسم باشا التركي. أما أكبر المخضرمين، فهو القائد، حارس المرمى عصام الحضري، الذي سيصبح أكبر لاعب يشارك في المونديال بعمر 45 عاماً.
يدير هذه «الخلطة»، المدرب الأرجنتيني المخضرم هيكتور كوبر، الذي سيجد نفسه أمام تحدي قيادة لاعبين لم يختبروا اللعب بعد كمنتخب في مواجهة منتخبات دولية، بل اكتفوا بالمواجهات القارية.
ويقول المعلق التلفزيوني كريم سعيد «نحن ركزنا على (اللعب في مواجهة) المنتخبات الأفريقية فقط».
ويضيف أن المواجهة «على المستوى الدولي أو (ضد) أي منتخب أوروبي مثلاً، ستكون مختلفة تماماً، ومواجهة منتخبات من هذه النوعية ستكون مختلفة تماماً عن مواجهة أي منتخبات أفريقية».
وتختلف هذه المجموعة الشابة عن سابقاتها، بأنها موزعة على أندية مختلفة داخل مصر وخارجها، بينما سبق للأجيال الذهبية للمنتخب أن ارتكزت بشكل أساسي على أبرز ناديين في البلاد: الأهلي والزمالك.
ويقول سعيد «المجموعة الحالية ليست من نادٍ واحد، ثمة تنوع، وهم (اللاعبون) ليسوا مع بعضهم البعض في النادي نفسه. اللعب في المنتخب مختلف عن اللعب في الأندية. في الأندية ثمة تواصل دائم».
المصدر جريدة البيان