كيف تدرب عقلك للتوقف عن القلق؟
يمكن تدريب العقل للتوقف عن القلق
العقل عضو قابل للتكيف
خصص وقتاً محدداً للقلق
منع العقل من القلق بكتابة مخاوفك
تعلم التأمل
تمارين للعقل والجسم
القلق باعتدال امر طبيعي
القلق من المشاعر الطبيعية، فإن لم تكن تقلق حيال أي شيء في حياتك فأنت بالتأكيد تعاني من مشكلة ما.
القلق باعتدال مطلوب، ولكن بما أنه من المشاعر التي يصعب السيطرة عليها فهو غالباً ما يهيمن على حياتنا ويحولها إلى جحيم.
القلق يمكنه أن يتحول إلى حالة مرضية لا تؤثر فقط على صحتنا النفسية، بل يمكنها أن تطال صحتنا البدنية أيضاً.
ولكن العقل عضو قابل للتكيف أكثر مما يخيل للبعض، ولذلك تعديلات بسيطة يمكنها أن تحدث فارقاً كبيراً جداً.
خصص وقتاً محدداً للقلق
بطبيعة الحال لا يمكن الطلب من أي شخص عدم القلق، فهناك ملايين الأمور في حياتنا التي نقلق حولها. ولكن عوض التفكير بالأمر طوال النهار ومضاعفة مشاعر القلق وما يرتبط بها من توتر وعصبية وإحباط خصص نصف ساعة يومية للتفكير بالأمر الذي أو الأمور التي تشغل بالك.
الخبراء وضعوا خطة لوقت القلق هذا وقاموا بتطبيقه على مجموعة من الأشخاص الذين يعانون من القلق، وقد عادت عليهم بفائدة كبيرة لم تخفف من مستويات القلق فحسب، بل ساهمت بحل المشاكل التي كانت تسببت بالقلق.
الخطوة الأولى هي تحديد الموضوع الذي يثير القلق، الخطوة الثانية هي تخصيص الوقت والمكان المناسبين للتفكير بالأمر. الخطوة الثالثة هي التفكير بأمر آخر في حال وجد الشخص نفسه يفكر بمشكلته خارج الوقت المخصص للقلق أما الخطوة الرابعة، فهي استخدام الوقت المخصص للقلق لمصلحة الشخص والتفكير بحلول للمشكلة واحدة تلو الأخرى.
منع العقل من القلق بكتابة مخاوفك
التقنية هذه هامة جداً ومعتمدة في الغالبية الساحقة من البرامج التي تعالج الذي يعانون من القلق، وذلك لكونها أثبتت أنها فعالة للغاية. إن كان القلق يمنعك من النوم قم بكتابة ما تفكر به، سواء على هاتفك أو على ورقة بالطريقة التقليدية. كتابة ما تشعر به يجعل عقلك يختبر راحة ما؛ لأنه لم يعد ملزمًا بصرف الطاقة لتذكر هذه التفاصيل، كما أن إشارة لدماغك بأن الأمر هام، ولذلك كان عليك كتابته. الأمر أشبه بحالة تأهب تضع دماغك في مرحلة يوظف فيها كل موارده من أجل حل هذه المشكلة عوض أن يستمر بالدوران في الحلقة المفرغة من القلق.
السؤال المطروح هنا هو لماذا الكتابة؟ الخبراء وجدوا أن الذين يعانون قلقًا دائمًا هم عادة الفئة التي تحاول تفادي المشاكل أو التي لا تعرف إيجاد الحلول. في إحدى الدراسات طلب من الذين يعانون القلق كتابة ٣ احتمالات لنتائج الموقف الذي يشعرون بالقلق حياله، ثم طلب منهم تحليل أجوبتهم ثم وبشكل تلقائي تمكنوا إما من حل مشاكلهم أو بتحديد الخطوات الأولى للحل. ما تمكن العلماء من حسمه هو أن هناك علاقة عكسية بين القلق والواقعية، أي أنه كلما كان القلق أكبر كانت الاحتمالات والتحليلات أقل واقعية والعكس صحيح.
تعلم التأمل
التأمل هو أفضل تدريب ممكن للعقل للتوقف عن القلق. ليس بالضرورة تعلم المراحل المتقدمة منه، بل تعلم إيجاد المساحة التي تمكنك من اختبار لحظات الهدوء العقلي والنفسي. أبسط طريقة ممكنة هي خلق صورة لشيء ما في عقلك ثم التركيز عليه بشكل كلي، لدرجة أنه لن يمكنك التفكير بأي شيء آخر. غالبية الدراسات أكدت أن للتأمل تأثيرًا كبيرًا على خفض مستويات القلق والتوتر. البعض يظن بأنه لا يملك الوقت للتأمل، ولكن كل ما تحتاج إليه هو ٣٠ ثانية لا أكثر، بالاضافة إلى مكان هادئ لتنفصل فيه عن الواقع. قد تجد نفسك تفكر بما يقلقك خلال التأمل ولا بأس بذلك، فهذا طبيعي خلال المراحل الأولى، ولكن حين تتمكن من الأمر ستجد نفسك وبشكل تلقائي تتعلم الابتعاد عن هذه الأفكار وغلق الباب أمامها. وبالتالي ستلمس انخفاضاً كبيراً في مستويات القلق على المدى البعيد.
تمارين للعقل والجسم
القلق هو الطريقة التي يتعلم فيها الدماغ النجاة من خلال تحديد ما إن كان عليه المواجهة أو عدم المواجهة. مثلاً عندما تجد نفسك أمام حيوان بري فإن معدلات الإدرينالين سترتفع فوراً.. وردة فعل الخوف هذه تشبه تماماً ما يحدث داخل جسمك عندما تقلق وإنما بمستوى أقل وعلى فترة زمنية أطول.
التمارين البدنية هامة جداً، خصوصاً إن كنت قد وصلت فيها لمراحل بدأت فيه مشاعر القلق بالتأثير عليك صحياً. الأمر بسيط للغاية عندما تمارس التمارين فإن جسدك سيختبر أعراض القلق بشكل أقل، وبالتالي فإن العقل سيترجم ما يحصل على أنه لم يعد هناك الكثير من المسائل التي يجب القلق حولها، وذلك لأن جسدك بات في حالة أفضل.
التمارين تمنح العقل تفسيراً ثانياً لنبضات القلب السريعة والتنفس السريع الذين نختبرهما عندما نشعر بالقلق، لأن الرياضة تزيد من نبضات القلب، وبالتالي تتنفس بشكل أسرع. التمارين أيضاً تساعد على خفض مستويات ضغط الدم، والتي عادة ارتفاعها يرتبط بالقلق والتوتر. هذه التفسيرات البديلة والنتائج العكسية تمنح العقل خيارات جديدة لتفسير الأمور. لذلك في كل مرة تشعر فيها بأن مشاعر القلق بدأت بالسيطرة عليك قم بنزهة قصيرة لخمس أو ١٠ دقائق. وفي حال وجدت نفسك لا يمكنك سوى التفكير بما يزعجك احصر تركيزك كاملاً بحركة قدميك وصوت تنفسك، وهكذا ستجد مخاوفك تختفي من تفكيرك، وبالتالي تمنح عقلك الفرصة لإعادة النظر بالقلق.