«عمالقة اللاتين».. معاناة التصفيات مفتاح نجاح في النهائيات
ساحرة هي كرة القدم في أميركا اللاتينية في أي شيء، مختلفة عن غيرها، مثيرة جميلة متفردة عن كرة القدم في أي بقعة أخرى في العالم، ولعل من غرائب ما تتميز به الكرة اللاتينية أن المعاناة التي يواجهها أحد العمالقة من القارة في التصفيات المؤهلة للمونديال، تكون المفتاح لنجاحات كبرى في المحفل العالمي.
ثلاثة منتخبات تصنف في خانة العمالقة في القارة اللاتينية من واقع حصولها على لقب المونديال من قبل، البرازيل أكثر من حمل لقب المونديال، وأوروغواي، أول من توج بكأس العالم، ومنتخب الأرجنتين الذي عرف فرحة الحصول على اللقب مرتين، أولهما كانت على أرضه والثانية كانت في المكسيك، التي لم يكن بمقدور المنتخب الأرجنتيني أن يصل إليها لولا هدف متأخر من ريكاردو غارسيا، وتحديداً قبل 9 دقائق من نهاية مباراة التانغو على أرضه أمام بيرو، التي كانت ستتأهل عن المجموعة اللاتينية الأولى، إذا أنهت المباراة منتصرة لتتحول الأرجنتين إلى معمعة الملحق اللاتيني.
وبعد هذه المعاناة في التصفيات، نجح منتخب التانغو في الحصول على اللقب العالمي، بعد أن بهر العالم في المكسيك بفضل إبداع الأسطورة مارادونا الذي قاد التانغو إلى ثاني ألقابه العالمية، وآخرها حتى الآن، في انتظار أن يعيد التاريخ نفسه إذا نجح المنتخب الأرجنتيني في حجز مقعده في المونديال الروسي، عبر اليوم الأخير من تصفيات أميركا اللاتينية، أو حتى عبر الملحق.
2002
ما حدث لمنتخب التانغو حدث مع أكبر عمالقة أميركا اللاتينية في كأس العالم وتحديداً منتخب السامبا الذي كاد أن يفشل في التأهل إلى مونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان، عندما واصل رحلة التعثر في التصفيات، مع سلسلة من تغير المدربين، وصولاً إلى سكولاري في عهده الأول مع المنتخب البرازيلي، وتمكن الرجل من إنقاذ منتخب السامبا، وحافظ له على صفة المنتخب الوحيد الذي لم يغب عن النهائيات، بل ومضى الرجل أكثر من ذلك عندما تمكن من قيادة المنتخب البرازيلي إلى حصد لقبه الخامس، في حدث لم يتوقعه أي متابع لكرة القدم العالمية، استناداً إلى رحلة التصفيات التي تواصلت فيها معاناة منتخب السامبا حتى اليوم الأخير عندما فاز على فنزويلا على أرضه 3 ــ 0، وحجز المقعد الأخير المؤهلة مباشرة إلى المونديال، مكتفياً بـ30 نقطة، متأخراً عن التانغو الذي تصدر بفارق 13 نقطة، ولكن المفارقة أن المنتخب الأرجنتيني غادر المونديال من الدور الأول بعد أن حل ثالثاً في مجموعة ضمت إلى جانبه السويد وإنجلترا ونيجيريا.
2010
وبعد سنوات من الغياب عن لعب الأدوار الأولى في البطولة العالمية، وتحديداً منذ أن حصل المنتخب السماوي اللاتيني على لقبه الثاني في المونديال عام 1950، نجح منتخب أوروغواي في إعادة اسمه إلى خارطة المنتخب الكبرى في العالم، بعد أن حل رابعاً في المونديال الذي احتضنته جنوب إفريقيا عام 2010.
وكاد منتخب أوروغواي ألا يلحق بالمونديال بعد أن حل خامساً في تصفيات أميركا اللاتينية، لكنه نجح في حجز مقعده، ولكن أيضاً بصعوبة عندما تأهل عبر ملحق التصفية بين أميركا اللاتينية وكوكاكاف على حساب منتخب كوستاريكا، بعد صعوبة شديدة بالفوز 1 ــ 0، والتعادل 1 ــ 1، لكن منتخب أوروغواي، عرف أفضل مركز له بعد ذلك خلال البطولات العالمية الأخيرة.
المصدر جريدة البيان