طرق لتسهيل عملية الحفظ في ذاكرتك
للدراسة أهداف عدة و مختلفة، منها الفهم المعمق للدروس و الدورات. في الواقع الفهم الجيد للدروس هو أمر مهم، لكن لا يجب إغفال جانب الحفظ ! مع ذلك، فإن العديد من التلاميذ و الطلبة يقللون من قيمة الحفظ خلال عملية التحضير لامتحاناتهم، و يحاولون التركيز فقط على الفهم، بالرغم من أن بعض المواد تتطلب حفظ العديد من المفاهيم ! لذلك وجب عليك اتباع بعض الخطوات لتعزيز ذاكرتك و تسهيل عملية الحفظ، و هذا ما سنتطرق إليه من خلال هذه المقالة، تابع معنا.
الخطوة الأولى: اختيار الأولويات
في الوهلة الأولى حاول تحديد المفاهيم الأولية التي يجب عليك حفظها، ابدأ بالمفاهيم التي تلقيتها خلال المحاضرات و الدورات و أيضا بالتمارين إن وجدت، إذ أن التركيز على المفاهيم الرئيسية يسهل عملية الحفظ عكس التركيز على تفاصيل الدورات، و القراءة الأولية للدروس تسمح لك بالفهم الجيد أثناء الحصص، و هكذا تكتمل المعادلة خلال قراءتك الأولية للوحدات، إذا وجدت أي أسئلة استعصت عليك إجابتها، يمكنك تدوينها في ورقة من أجل الرجوع إليها في وقت لاحق من عملية الحفظ و ذلك لغرض استعمالها في توجيه عملية الحفظ لاحقاً.
القراءة و الترديد، أصعب خطوة في عملية الحفظ
من أجل تخزين المعلومة في الذاكرة لأطول مدة ممكنة. غالبية الطلاب يعتمدون على الترديد المستمر للمعلومة،أي يقومون باختبار ذاكرتهم دون الاعتماد على النص الذي يريد حفظه. عند تحديد نص (معلومة، فكرة عامة، أو ما شابه ذلك) لحفظه، يجب عليك قراءته مرارا و تكرارا حتى تتمكن من فهمه. بعدها حاول قراءة (أو كتابة) المعلومة التي رددتها دون الرجوع للمرجع!. هذا الأمر ينشط الذاكرة أفضل من الطريقة العادية للقراءة و التي تعتمد على رؤية النص المراد حفظه و ترديده مباشرة. قد لا تأتي هذه الطريقة بالنتائج المرجوة منها، لكن يمكنك تعديل الطريقة المتبعة بعد اجتياز أول امتحان و رؤية النتائج.
راجع ما حفظته… لكي لا تعود لنقطة الصفر!
من أجل تحديث ذاكرتك. عُدْ بين الحين و الآخر و اتلوا ما حفظته بصوت مسموع، دون إغفال حفظ دروس جديدة بنفس الطريقة التي ذكرنا أعلاه. هذا يجعلك لا تضطر لبدء عملية الحفظ من الصفر. خصوصا إذا تركت ما حفظته دون مراجعة!. لأجل ذلك، يمكنك إنشاء ملخصات تساعدك على التذكر السريع لكل ما حفظته تذكر فيها الكلمات المفتاحية للدرس، و بهذا تنشط الذاكرة ^_^.
علاوة على ذلك. يمكنك تنشيط ذاكرتك للمرة الأخيرة، قبل أيام من الامتحان، و ذلك عن طريق: إعادة تسليط الضوء على المفاهيم الأساسية، قراءة ما كنت قد سطرت عليه في فترة التحضير، عن طريق التحدث مع زميلك في الدرس المراد مراجعته، أو عن طريق كتابة ملخصات يدوية للدروس.
خذ خمسة دقائق مراجعة على الأقل مقابل كل ساعة دراسة قضيتها في عملية الحفظ. فإذا لم تراجع دروسك، فإنه من المرجح أن تنسى جزءا كبيرا من القدر الذي حفظته. اختبار الذاكرة عن طريق المراجعة، يحسن من أداء الطالب، و يسهل عليه تذكر المعلومة عند احتياجها.
الحفظ عن طريق الكلمات و الصور!
لاستخدام كافة قدراتك. يمكنك الاعتماد على طرق الحفظ المبتكرة، التي تعتمد على التركيز على الكلمات المفتاحية، حيث يتوجب على الطالب تذكر الكلمات الأساسية لكل مادة و ربطها في ذاكرته بالمحتويات ! أيضا يمكنك الاعتماد على الصور، فاستخدامها في عملية الحفظ يسهل تخزين المعلومات بسرعة من طرف الدماغ !
احفظ المواد بالتناوب!
إذا حاولت دراسة نفس المادة لساعات طويلة. فإن القدرة التخزينية لديك تنخفض فضلا عن انخفاض الدافع للحفظ!. لهذا ننصحك من تبديل المهام كلما أحسست بالملل من عملية الحفظ. كالانتقال من المواد النظرية، التي تتطلب الحفظ الدقيق، إلى مواد تطبيقية تحتاج حل التمارين.
خذ قسطا من الراحة،… لدمج المعلومة بشكل أفضل!
فضلا عن أنه يساعد في استعادة التركيز. فإن أخذ قسط من الراحة، يسهل أيضا نقل المعلومة في الذاكرة ودمجها مع معارفنا السابقة. خذ فاصلا من 10 دقائق عن كل ساعة دراسة، خلاله يمكنك: التحرك قليلا، التنفس بعمق، استنشاق بعض الهواء النقي، اجتنب في هذه الفترة أن تقوم بممارسة تحبها كثيرا (كالاطلاع على الفيس بوك مثلا)، فقد تأخذ وقتك و تنسى أمر المطالعة.
أحس أن ذاكرتي فارغة خلال الامتحان! … ما العمل؟
أولا، لا داعي للذعر، فارتفاع نسبة القلق قد تتداخل مع الذاكرة و تزيد من التأثير عليها ! بدلا من ذلك، حاول إعادة توجيه تفكيرك نحو المفاهيم الأساسية للمادة التي تجتاز الاختبار فيها، فقط الأفكار العامة و ليس فكرة سؤال محدد من المادة. اسأل نفسك: ماذا درست أنا خلال هذه المادة؟، ما هو الموضوع العام الذي تدور حوله هذه المادة؟ ما هو نوع التمارين التي كنا نقوم بها؟ … و هكذا. بعد ذلك، حاول التعمق أكثر في الفصل الذي تمتحن فيه من هذه المادة، كأن تسأل نفسك: ماذا درسنا في هذا الفصل؟ و لما قمنا بدراسته؟ .. هذا النوع من التفكير يحفز الذاكرة، و يجعلها قادرة على تذكر الروابط بين المفاهيم الأساسية للدرس، و بذلك إيجاد أجوبة مقربة تفيد في الإجابة على السؤال المطروح. أما في حالة لم تتمكن من إيجاد الجواب بهذه الطريقة، غير السؤال و أجب على سؤال آخر، و اترك الأول للإجابة عنه فيما بعد.