النتائج 1 إلى 2 من 2
الموضوع:

الإمام البيضاوي وأنوار التنزيل

الزوار من محركات البحث: 29 المشاهدات : 546 الردود: 1
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: July-2014
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 1,790 المواضيع: 1,770
    التقييم: 888
    آخر نشاط: 30/September/2021

    الإمام البيضاوي وأنوار التنزيل




    ترجمة الإمام البيضاوي [*]

    اسمه ونسبه:

    هو العلامة المفسر قاضي القضاة، ناصر الدين، أبو الخير وقيل أبو سعيد، عبد الله بن عمر بن علي البيضاوي الشيرازي، الشافعي -بفتح الباء المنقوطة بواحدة وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفتح الضاد المعجمة وفي آخرها الواو، هذه النسبة إلى بيضاء وهي بلدة من بلاد فارس، لم تذكر المصادر سنة ولادته.



    نبوغه:

    قال السيوطي في "بغية الوعاة": كان إمامًا علَّامة، عارفًا بالفقه والأصلين والعربية والمنطق، نظَّارًا صالحًا، متعبِّدًا، شافعيًّا. وقال ابن قاضي شهبة في "طبقاته": "صاحب المصنَّفات، وعالم أذربيجان، وشيخ تلك الناحية". قال السبكي في "طبقاته الكبرى": ولي قضاء القضاء بشيراز، ودخل تبريز، وناظر بها، وصادف دخوله إليها مجلس درس قد عقد بها لبعض الفضلاء، فجلس القاضي ناصر الدين في أخريات القوم، بحيث لم يعلم به أحد، فذكر المدرِّس نكتة زعم أنَّ أحدًا من الحاضرين لا يقدر على جوابها، وطلب من القوم حلَّها، والجواب عنها، فإن لم يقدروا فالحلُّ فقط، فإن لم يقدروا فإعادتها. فلما انتهى من ذكرها، شرع القاضي ناصر الدين في الجواب، فقال له: لا أسمع حتى أعلم أنَّك فهمتها. فخيَّره بين إعادتها، بلفظها أو معناها، فبُهِتَ المدرِّس، وقال: أعدها بلفظها. فأعادها. ثم حلَّها وبيَّن أنَّ في تركيبه إيَّاها خللًا، ثم أجاب عنها، وقابلها في الحال بمثلها، ودعا المدرِّس إلى حلِّها، فتعذَّر عليه ذلك، فأقامه الوزير من مجلسه، وأدناه إلى جانبه، وسأله من أنت؟ فأخبره أنَّه البيضاوي، وأنَّه جاء في طلب القضاء بشيراز، فأكرمه، وخلع عليه في يومه، وردَّه وقد قضى حاجته.

    وأهمله الذهبي ولم يذكره في "العبر" كما قال ابن شهبة.



    ثناء العلماء عليه:

    قال السبكي: "كان إمامًا مبرزًا نظارًا خيِّرًا، صالحًا متعبِّدًا". وقال ابن حبيب: "وتكلَّم كلٌّ من الأئمَّة بالثناء على مصنَّفاته، ولو لم يكن له غير "المنهاج" الوجيز لفظه المحرر لكفاه". ولي القضاء بشيراز.



    ومن أهم مصنفاته:

    1- كتاب "المنهاج" مختصر من الحاصل والمصباح و"شرحه" (في أصول الفقه)، وهو"منهاج الوصول إلى علم الأصول" وهو مطبوع [1].

    2- وكتاب "الطوالع" وهو"طوالع الأنوار" ، مطبوع (في أصول الدين والتوحيد) قال السبكي: وهو أجلّ مختصر ألّف في علم الكلام.

    3- و"أنوار التنزيل وأسرار التأويل" (في التفسير) وسماه بعضهم "مختصر الكشاف". وهذه الكتب الثلاثة من أشهر الكتب وأكثرها تداولا بين أهل العلم.

    4- "المصباح" (في أصول الدين).

    5- "شرح مختصر ابن الحاجب" (في الأصول).

    6- "شرح المنتخب في الأصول" للإمام فخر الدين.

    7- "شرح المطالع" (في المنطق).

    8- "الإيضاح" (في أصول الدين).

    9- "شرح الكافية" لابن الحاجب (في النحو).

    10- "لبُّ اللباب في علم الإعراب".

    11- "نظام التواريخ" كتبه باللغة الفارسية.

    12- "رسالة في موضوعات العلوم وتعاريفها" مخطوط.

    13- "الغاية القصوى في دراية الفتوى" مخطوط (في فقه الشافعية) مختصر "الوسيط".

    14- "شرح المصابيح" (أي مصابيح السُّنَّة للبغوي في الحديث) سماه "تحفة الأبرار".

    15- "شرح المحصول".

    16- "شرح التنبيه" (في أربعة مجلدات).

    17- "تهذيب الأخلاق" (في التصوف).



    وفاته:

    وتُوفِّي بمدينة تبريز. قال السُّبكي والإسنوي: سنة (691هـ) إحدى وتسعين وستمائة. وقال ابن كثير وغيره: سنة (685هـ) خمس وثمانين وستمائة.



    التعريف بأنوار التنزيل وطريقة مؤلِّفه فيه [2]

    تفسير العلَّامة البيضاوي، تفسير متوسِّط الحجم، جمع فيه صاحبه بين التفسير والتأويل، على مقتضى قواعد اللغة العربية، وقرَّر فيه الأدلة على أصول أهل السنة، وقد اختصر البيضاوي تفسيره من "الكشاف" للزمخشري، ولكنَّه ترك ما فيه من اعتزالات، وإن كان أحيانًا يذهب إلى ما ذهب إليه صاحب "الكشاف".

    ومن ذلك أنَّه عند ما فسَّر قوله تعالى في الآية (275) من سورة البقرة: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلَّا كَما يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ مِنَ الْمَسِّ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا فَمَنْ جاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهى فَلَهُ ما سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عادَ فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ}، وجدناه يقول: "إلَّا قيامًا كقيام المصروع، وهو واردٌ على ما يزعمون أنَّ الشيطان يخبط الإنسان فيصرع ...". ثم يُفسِّر المسَّ بالجنون ويقول: "وهذا -أيضًا- من زعماتهم أنَّ الجني يمس الرجل فيختلط عقله". ولا شكَّ أنَّ هذا موافقٌ لِمَا ذهب إليه الزمخشري من أنَّ الجن لا تَسلُّط لها على الإنسان إلَّا بالوسوسة والإغواء.

    كما أنَّنا نجد البيضاوي قد وقع فيما وقع فيه صاحب "الكشاف"، من ذكره في نهاية كلِّ سورة حديثًا في فضلها وما لقارئها من الثواب والأجر عند الله، وقد عرفنا قيمة هذه الأحاديث، وقلنا إنَّها موضوعة باتِّفاق أهل الحديث، ولست أعرف كيف اغتربها البيضاوي فرواها وتابع الزمخشري في ذكرها عند آخر تفسيره لكلِّ سورة، مع ما له من مكانةٍ علمية، وسيأتي اعتذار بعض الناس عنه في ذلك، وإن كان اعتذارًا ضعيفًا لا يكفي لتبرير هذا العمل الذي لا يليق بعالمٍ كالبيضاوي له قيمته ومكانته.

    استمدَّ البيضاوي تفسيره من التفسير الكبير المسمَّى "بمفاتيح الغيب" للفخر الرازي، ومن تفسير الراغب الأصفهاني. وضمَّ لذلك بعض الآثار الواردة عن الصحابة والتابعين، كما أنه أعمل فيه عقله، فضمَّنه نكتًا بارعة، ولطائف رائعة، واستنباطات دقيقة، كل هذا في أسلوب رائع موجز، وعبارة تدق أحيانًا وتخفى إلَّا على ذي بصيرة ثاقبة، وفطنة نيرة.

    وهو يهتمُّ أحيانًا بذكر القراءات، ولكنَّه لا يلتزم المتواتر منها فيذكر الشاذ، كما أنَّه يعرض للصناعة النحوية لكن دون توسُّع واستفاضة، كما أنَّه يتعرَّض عند آيات الأحكام لبعض المسائل الفقهية دون توسُّعٍ منه في ذلك: وإن كان يظهر لنا أنَّه يميل غالبًا لتأييد مذهبه وترويجه، فمثلًا عند تفسيره لقوله تعالى في الآية (228) من سورة البقرة {وَالْمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ}، يقول ما نصه: وقروء جمع قرء، وهو يُطلق للحيض كقوله عليه الصلاة والسلام: دعي الصلاة أيَّام أقرائك، وللطهر الفاصل بين الحيضتين، كقول الأعشى:

    مُوَرِّثَةٌ مَالًا وَفِي الحَيِّ رفْعَةٌ *** لِمَا ضَاعَ فِيهَا مِنْ قُرُوءِ نِسَائِكَا

    وأصله الانتقال من الطهر إلى الحيض، وهو المراد في الآية لأنَّه الدال على براءة الرحم لا الحيض كما قاله الحنفية، لقوله تعالى: {فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ} [الطلاق: 1] أي وقت عدتهنَّ، والطلاق المشروع لا يكون في الحيض. وأمَّا قوله عليه الصلاة والسلام: طلاق الأمة تطليقتان وعدتها حيضتان، فلا يُقاوم ما رواه الشيخان في قصة ابن عمر: مره فليراجعها، ثم ليمسكها حتى تطهر، ثم تحيض، ثم تطهر، ثم إن شاء أمسك بعد، وإن شاء طلق قبل أن يمس، فتلك العدَّة التي أمر الله تعالى أن تُطلَّق لها النساء ... إلخ".

    كذلك نجد البيضاوي كثيرًا ما يُقرِّر مذهب أهل السنة: عند ما يعرض لتفسير آية لها صلة بنقطة من نقط النزاع بينهم وبين مذهب المعتزلة؛ فمثلًا عند تفسيره لقوله تعالى في الآيتين (2، 3) من سورة البقرة: {هُدىً لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ (3)} نراه يعرض لبيان معنى الإيمان والنفاق عند أهل السنة والمعتزلة والخوارج، بتوسُّعٍ ظاهر، وترجيحٍ منه لمذهب أهل السنة. ومثلًا عند تفسيره لقوله تعالى في أوَّل سورة البقرة أيضًا: {وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ} [البقرة: 3]، نراه يتعرَّض للخلاف الذي بين أهل السنة والمعتزلة فيما يُطلق عليه اسم الرزق، ويذكر وجهة نظر كلِّ فريقٍ مع ترجيحه لمذهب أهل السنة.

    والبيضاوي رحمه الله مقلٌّ جدًّا من ذكر الروايات الإسرائيليَّة: وهو يُصدِّر الرواية بقوله: رُوِي أو قيل، إشعارًا منه بضعفها. فمثلًا عند تفسيره لقوله تعالى في الآية: (22) من سورة النمل {فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقالَ أَحَطْتُ بِما لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ} [النمل: 22،] يقول بعد فراغه من تفسيرها: رُوِي أنَّه عليه السلام لمـَّا أتمَّ بناء بيت المقدس تجهَّز للحج ... إلخ القصَّة التي يقف البيضاوي بعد روايتها موقف المجوِّز لها غير القاطع بصحَّتها؛ حيث يقول ما نصُّه "ولعل في عجائب قدرة لله وما خص به خاصة عباده أشياء أعظم من ذلك، يستكبرها من يعرفها، ويستنكرها من ينكرها".

    ثم إنَّ البيضاوي إذا عرض للآيات الكونية فإنَّه لا يتركها دون أن يخوض في مباحث الكون والطبيعة، ولعلَّ هذه الظاهرة سرت إليه من طريق "التفسير الكبير" للفخر الرازي، الذي استمدَّ منه كما قلنا؛ فمثلًا عند تفسيره لقوله تعالى: {فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ ثاقِبٌ} [الصافات: 10] نراه يعرض لحقيقة الشهاب فيقول: الشهاب ما يُرى كأنَّ كوكبًا انقضَّ. ثم يرد على من يُخالف ذلك فيقول: وما قيل إنَّه بخارٌ يصعد إلى الأثير فيشتعل فتخمين، إن صحَّ لم يُنافِ ذلك ..." إلى آخر كلامه في هذا الموضوع.

    قال البيضاوي نفسه في مقدِّمة "تفسيره" هذا بعد الديباجة ما نصه: "... ولطالما أُحدِّث نفسي بأن أصنِّف في هذا الفن -يعني التفسير- كتابًا يحتوي على صفوة ما بلغني من عظماء الصحابة، وعلماء التابعين ومن دونهم من السَّلف الصالحين، وينطوي على نكات بارعة، ولطائف رائعة، استنبطتها أنا ومن قبلي من أفاضل المتأخِّرين، وأماثل المحققين، ويعرب عن وجوه القراءات المشهورة المعزية إلى الأئمَّة الثمانية المشهورين، والشواذ المروية عن القرَّاء المعتبرين، إلَّا أنَّ قصور بضاعتي يُثبطني عن الإقدام، ويمنعني عن الانتصاب في هذا المقام، حتى سنح لي بعد الاستخارة ما صمَّم به عزمي على الشروع فيما أردته، والإتيان بما قصدته، ناويًا أن أُسمِّيه "بأنوار التنزيل وأسرار التأويل ...".



    ويقول في آخر الكتاب ما نصُّه: "وقد اتَّفق إتمام تعليق سواد هذا الكتاب المنطوي على فوائد ذوي الألباب، المشتمل على خلاصة أقوال أكابر الأئمَّة، وصفوة آراء أعلام الأمة، في تفسير القرآن وتحقيق معانيه، والكشف عن عويصات ألفاظه ومعجزات مبانيه، مع الإِيجاز الخالي عن الإخلال، والتلخيص العاري عن الإضلال، المرسوم "بأنوار التنزيل وأسرار التأويل ...".



    وكأنِّي به في هذه الجملة الأخيرة، يُشير إلى أنَّه اختصر من تفسير "الكشاف" ولخَّص منه، ضمن ما اختصره ولخَّصه من كتب التفسير الأخرى، غير أنَّه ترك ما فيه من نزعات الضلال، وشطحات الاعتزال.



    تقريظ هذا التفسير:

    1- قول الإمام السيوطي في هذا التفسير:

    ويقول الجلال السيوطي رحمه الله في حاشيته على هذا التفسير المسمَّاة بـ "نواهد الأبكار وشوارد الأفكار" ما نصُّه: "وإن القاضي ناصر الدين البيضاوي لخَّص هذا الكتاب فأجاد، وأتى بكلِّ مستجاد، وماز فيه أماكن الاعتزال، وطرح موضع الدسائس وأزال، وحرَّر مهمَّات، واستدرك تتمَّات، فظهر كأنَّه سبيكة نضار، واشتهر اشتهار الشمس في رائعة النهار، وعكف عليه العاكفون، ولهج بذكر محاسنه الواصفون، وذاق طعم دقائقه العارفون، فأكبَّ عليه العلماء تدريسًا ومطالعة، وبادروا إلى تلقِّيه بالقبول رغبةً فيه ومسارعة".



    2- ويقول صاحب "كشف الظنون" ما نصُّه:

    وتفسيره هذا -يُريد تفسير البيضاوي- كتاب عظيم الشأن، غني عن البيان، لخَّص فيه من "الكشاف" ما يتعلَّق بالإعراب والمعاني والبيان، ومن "التفسير الكبير" ما يتعلَّق بالحكمة والكلام، ومن "تفسير الراغب" ما يتعلَّق بالاشتقاق وغوامض الحقائق ولطائف الإشارات، وضم إليه ما روى زناد فكره من الوجوه المعقولة، فجلا رين الشك عن السريرة، وزاد في العلم بسطةً وبصيرة، كما قال مولانا المنشي:

    أولوا الألباب لم يأتوا *** بكشف قناع ما يتلى

    ولكن كان للقاضي *** يد بيضاء لا تبلى



    ولكونه متبحرًا جال في ميدان فرساون الكلام، فأظهر مهارته في العلوم حسبما يليق بالمقام، كشف القناع تارةً عن وجوه محاسن الإشارة، وملح الاستعارة، وهتك الأستار أخرى عن أسرار المعقولات بيد الحكمة ولسانها، وترجمان المناطقة وميزانها، فحلَّ ما أشكل على الأنام، وذلَّل لهم صعاب المرام، وأورد في المباحث الدقيقة ما يُؤمن به عن الشبه المضلة وأوضح لهم مناهج الأدلَّة، والذي ذكره من وجوه التفسير ثانيًا أو ثالثًا أو رابعًا بلفظٍ قيل، فهو ضعيفٌ ضعف المرجوح أو ضعف المردود. وأمَّا الوجه الذي تفرَّد فيه، وظنَّ بعضهم أنَّه ممَّا لا ينبغي أن يكون من الوجوه التفسيريَّة السنية، كقوله: وحمل الملائكة العرش وحفيفهم حوله مجاز عن حفظهم وتدبيرهم له[3]، ونحوه، فهو ظنُّ من لعلَّه يقصر فهمه عن تصوُّر مبانيه، ولا يبلغ علمه إلى الإحاطة بما فيه، فمن اعترض بمثله على كلامه كأنَّه ينصب الحبالة للعنقاء، ويروم أن يقنص نسر السماء؛ لأنَّه مالك زمام العلوم الدينية، والفنون اليقينية، على مذهب أهل السنة والجماعة، وقد اعترفوا له قاطبة بالفضل المطلق، وسلموا إليه قصب السبق، فكان تفسيره يحتوي فنونًا من العلم وعرة المسالك، وأنواعًا من القواعد المختلفة الطرائق، وقلَّ من برز في فنٍّ إلَّا وصدَّه عن سواه وشغله، والمرء عدوٌّ لِمَا جهله، فلا يصل إلى مرامه إلَّا من نظر إليه بعين فكره، وأعمى عين هواه، واستعبد نفسه في طاعة مولاه، حتى يسلم من الغلط والزلل، ويقتدر على ردِّ السفسطة والجدل. وأمَّا أكثر الأحاديث التي أوردها في أواخر السور، فإنَّه لكونه ممَّن صفت مرآة قلبه، وتعرَّض لنفحات ربِّه، تسامح فيه، وأعرض عن أسباب التجريح والتعديل، ونحا نحو الترغيب والتأويل، عالمـًا بأنَّها ممَّا فاه صاحبه بزور، ودلى بغرور. ثم إنَّ هذا الكتاب رُزِق من عند الله سبحانه وتعالى بحسن القبول عند جمهور الأفاضل والفحول، فعكفوا عليه بالدرس والتحشية، فمنهم من علَّق تعليقه على سورةٍ منه، ومنهم من حشى تحشيةً تامَّة، ومنهم من كتب على بعض مواضع منه"[4] انتهى. وأشهر هذه الحواشي وأكثرها تداولًا ونفعًا: "حاشية قاضي زاده"، و"حاشية الشهاب الخفاجي"، و"حاشية القونوي".



    وجملة القول، فالكتاب من أمَّهات كتب التفسير، التي لا يستغني عنها من يُريد أن يفهم كلام الله تعالى.



    الحواشي والتعليقات المكتوبة على تفسير البيضاوي[5]

    وهي كثيرةٌ جدًّا، وصل بها صاحب "كشف الظنون" إلى نحو خمسين، منها ما يقع في مجلَّدات، ومنها دون ذلك، وهي تعكس أهميَّة هذا التفسير، ومنها:

    1- حاشية العالم الفاضل محيي الدين محمد بن الشيخ مصلح الدين مصطفى القوجوي المتوفَّى سنة إحدى وخمسين وتسعمائة (ت 951هـ)، وهي أعظم الحواشي فائدةً وأكثرها نفعًا وأسهلها عبارة، كتبها أوَّلا على سبيل الإيضاح والبيان للمبتدئ في ثماني مجلَّدات، ثم استأنفها ثانيًا بنوع تصرف فيه وزيادة عليه، فانتشرت هاتان النسختان وتلاعب بهما أيدي النسَّاخ حتى كاد أن لا يُفرَّق بينهما. ولبعض الفضول منتخب تلك الحاشية، ولا يخفى أنَّها من أعزِّ الحواشي وأكثرها قيمةً واعتبارًا وذلك لبركة زهده وصلاحه.

    2- حاشية العالم مصلح الدين مصطفى بن إبراهيم المشهور بابن التمجيد (ت نحو 880هـ)، معلم السلطان محمد خان الفاتح وهي مفيدةٌ جامعةٌ -أيضًا- لخَّصها من حواشي "الكشاف" في ثلاث مجلدات.

    3- حاشية الفاضل القاضي زكريا بن محمد الأنصاري المصري[6]، المتوفَّى سنة ست وعشرين وتسعمائة (926هـ)، وهي في مجلَّدٍ سمَّاها "فتح الجليل ببيان خفي أنوار التنزيل"، أولها: الحمد لِلَّهِ الذى أَنْزَلَ على عبده الكتاب، نبَّه فيها على الأحاديث الموضوعة التي في أواخر السور.

    4- حاشية الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفَّى سنة إحدى عشرة وتسعمائة (ت 911هـ)، وهي في مجلَّدٍ -أيضًا- سمَّاه "نواهد الأبكار وشوارد الأفكار".

    5- حاشية الفاضل أبي الفضل القرشي الصديقي الخطيب المشهور بالكازروني المتوفَّى في حدود سنة أربعين وتسعمائة (945هـ). وهي حاشيةٌ لطيفةٌ في مجلَّد، أورد فيها من الدقائق والحقائق ما لا يُحصى، أولها الحمد لِلَّهِ الذى أَنْزَلَ آيات بينات محكمة.

    6- حاشية شمس الدين محمد بن يوسف الكرماني المتوفَّى سنة ست وثمانين وسبعمائة (786هـ)، في مجلَّدٍ -أيضًا- أوَّلها الحمد لله الذي وفَّقنا للخوض.

    7- حاشية العالم الفاضل محمد بن جمال الدين بن رمضان الشرواني (ت 1063هـ)، في مجلَّدين، أولها: قال الفقير بعد حمد الله العليم العلام.

    8- حاشية الشيخ الفاضل صبغة الله بن إبراهيم الحيدري شيخ مشايخ بغداد في عصره (ت 1187هـ)، وهي كبرى وصغرى، جمع من ثماني عشرة حاشية.

    9- وحاشية صبغة الله بن روح الله بن جمال الله البروجي الحسيني النقشبندي الفقيه المتصوِّف (ت 1015هـ) وسمَّاها "إراءة الدقائق".

    10- حاشية الشيخ الفاضل جمال الدين إسحاق القراماني المتوفَّى سنة ثلاث وثلاثين وتسعمائة (ت 933هـ)، وهي حاشيةٌ مفيدةٌ جامعة.

    11- حاشية العالم المشهور بروشني الآيديني.

    12- حاشية الشيخ محمود بن الحسين الأفضلي الحاذقي الشهير بالصادقي الكيلاني المتوفَّى في حدود سنة سبعين وتسعمائة (ت 970هـ). وهي من سورة الأعراف إلى آخر القرآن سمَّاها "هداية الرواة إلى الفاروق المداوي للعجز عن تفسير البيضاوي"، وفرغ من تحريرها سنة ثلاث وخمسين تسعمائة.

    13- حاشية الشيخ بابا نعمة الله بن محمد النخجواني المتوفَّى في حدود سنة تسعمائة (ت 900هـ).

    14- حاشية العالم مصطفى بن شعبان الشهير بالسروري، المتوفَّى سنة تسع وستين وتسعمائة (ت 969هـ)، وهي كبرى وصغرى، أول الكبرى الحمد لله الذي جعلني كشاف القرآن، ذكر العاشق في ذيل الشقائق أنَّه كان يكتب كلَّ ما يخطر بالبال في بادي النظر والمطالعة ولا ينظر إليه بعد ذلك.

    15- وحاشية المولى الشهير بمنا وعوض المتوفَّى سنة أربع وتسعين وتسعمائة (ت 994هـ)، وهو في نحو ثلاثين مجلدًا.

    16- وحاشية الشيخ أبي بكر بن أحمد بن الصائغ الحنبلي المتوفَّى سنة أربع عشرة وسبعمائة (ت 714هـ)، وسمَّاه "الحسام الماضي في إيضاح غريب القاضي" شرح فيه غريبه، وضمَّ إليه فوائد كثيرة.



    وأمَّا التعليقات والحواشي غير التَّامَّة فكثيرةٌ جدًّا: فنذكر منها ما وصل إلينا خبره، ونقدِّم الأشهر فالأشهر فمنها:

    17- حاشية المولى المحقق محمد بن فرامرز الشهير بملا خسرو المتوفى سنة خمس وثمانين وثمانمائة (ت 885هـ). وهي من أحسن التعليقات عليه بل أرجحها إلى قوله سبحانه وتعالى: {سَيَقُولُ السُّفَهاءُ} وذيلها إلى تمام سورة البقرة لمحمد بن عبد الملك البغدادي الحنفي (المتوفى بدمشق سنة 1016هـ) ، أوله الحمد لله هادي المتَّقين.

    18- وحاشية العالم الفاضل نور الدين حمزة "بن محمود" القراماني المتوفَّى سنة إحدى وسبعين وثمانمائة (ت 871هـ)، وهي على الزهراوين سمَّاها "تقشير التفسير".

    19- وتعليقة سنان الدين يوسف البردعي الشهير بعجم سنان المحشي لشرح الفرائض، كتبها إلى قوله سبحانه وتعالى: {وَما كادُوا يَفْعَلُونَ}، وهي كالخسروية حجمًا عبَّر فيها عن ملا حمزة بالأستاذ الأوسط وعن ملا خسرو بالأستاذ الأخير، أوله الحمد لله الذي نوَّر قلوبنا.

    20- وحاشية الفاضل المحقق عصام الدين إبراهيم بن محمد بن عربشاه الإسفرايني المتوفى سنة ثلاث وأربعين وتسعمائة (ت 943هـ). وهي مشحونة بالتصرُّفات اللائقة والتحقيقات الفائقة من أول القرآن إلى آخر الأعراف ومن أول سورة النبأ إلى آخر القرآن، أهداها إلى السلطان سليمان خان أوله: الحمد لله الذي عمَّ بارفاد إرشاد الفرقان.

    21- وحاشية المولى العلامة سعد الله بن عيسى الشهير بسعدي أفندي المتوفَّى سنة خمس وأربعين وتسعمائة (ت 945هـ)، وهي من أوَّل سورة هود إلى آخر القرآن، وأمَّا التي وقعت على الأوائل فجمعها ولده پير محمد من الهوامش فألحقها إلى ما علقه، وفيها تحقيقات لطيفة ومباحث شريفة لخَّصها من حواشي "الكشاف" وضمَّ إليها ما عنده من تصرُّفاته المسلمة فوقع اعتماد المدرسين عليها ورجوعهم عند البحث والمذاكرة إليها، وقد علقوا عليها رسائل لا تحصى.

    22- وحاشية الفاضل سنان الدين يوسف بن حسام المتوفى سنة ست وثمانين وتسعمائة (ت 986هـ). وهي-أيضًا- حاشية مقبولة من أول الأنعام إلى آخر الكهف، وعلَّق على سورة الملك والمدثر والقمر وألحقها وأهداها إلى السلطان السليم خان الثاني.

    23- وحاشية المولى محمد بن عبد الوهاب الشهير بعبد الكريم زاده المتوفَّى سنة خمس وسبعين وتسعمائة (ت 975هـ)، وهي من أول القرآن إلى سورة طه ولم تنتشر.

    24- وتعليقة المولى مصطفى بن محمد الشهير ببستان أفندي المتوفَّى سنة سبع وسبعين وتسعمائة (ت 977هـ)، وهي على سورة الأنعام خاصَّة.

    25- وتعليقة محمد بن مصطفى بن الحاج حسن المتوفَّى سنة إحدى عشرة وتسعمائة (ت 911هـ)، وهي -أيضًا- على سورة الأنعام.

    26- وتعليقة العالم الفاضل مصلح الدين محمد اللاري المتوفَّى سنة سبع وسبعين وتسعمائة (ت 977هـ). وهي إلى آخر الزهراوين مشحونة بالمباحث الدقيقة.

    27- وتعليقة نصر الله الرومي، وفي "أعلام" الزركلي (8/31) : نصر الله بن محمد العجمي الخلخالي الشافعي (ت 962هـ) له "حاشية على أنوار التنزيل" للبيضاوي.

    28- وتعليقة الشيخ الأديب غرس الدين الحلبي الطبيب.

    29- وتعليقة المحقق الملا حسين (حسن) الخلخالي الحسيني (ت 1014هـ)، من سورة يس إلى آخر القرآن، أولها: الحمد لله الذي توله العرفاء في كبرياء ذاته.

    30- وتعليقة محيي الدين محمد الإسكليبي المتوفَّى سنة اثنتين وعشرين وتسعمائة (ت 922هـ).

    31- وتعليقة محيي الدين محمد بن القاسم الشهير بالأخوين المتوفَّى سنة أربع وتسعمائة (ت 904هـ)، وهي على الزهراوين.

    32- وتعليقة السيد أحمد بن عبد الله القريمي المتوفَّى سنة خمسين وثمانمائة (850هـ)، وهي إلى قريب من تمامه.

    33- وتعليقة الفاضل محمد بن كمال الدين التاشكندي، على سورة الأنعام، أهداها إلى السلطان سليم خان.

    34- وتعليقة المولى زكريا بن بيرام الأنقروي المتوفَّى سنة إحدى وألف (ت 1001هـ)، وهي على سورة الأعراف.

    35- وتعليقة المولى محمد بن عبد الغني المتوفَّى سنة ست وثلاثين وألف (ت 1036هـ)، إلى نصف البقرة في نحو خمسين جزءًا.

    36- وتعليقة الفاضل محمد أمين الشهير بابن صدر الدين الشرواني المتوفَّى سنة عشرين وألف (ت 1020هـ)، وهي إلى قوله تعالى: {الم ذلِكَ الْكِتابُ} أورد عبارة البيضاوي تمامًا بقوله وبدأ بما بدأ في الصفدي في "شرح لامية العجم" وهو قوله: الحمد لله الذي شرح صدر من تأدَّب.

    37- وتعليقة المولى هداية الله العلائي المتوفَّى سنة تسع وثلاثين وألف (ت 1039هـ).

    38- وتعليقة الفاضل محمد الشرانشي، وهي على جزء النبأ.

    39- وتعليقة الفاضل محمد أمين بن محمود الشهير بأمير بادشاه البخاري الحسيني نزيل مكة المتوفَّى سنة (972هـ)، وهي إلى سورة الأنعام.

    40- وتعليقة الفاضل محمد بن موسى البسنوي المتوفى سنة ست وأربعين وألف (ت 1046هـ)، وهي إلى آخر سورة الأنعام كتبها على طريق الإيجاز؛ بل على سبيل التعمية والألغاز، أولها: الحمد لله الذي فضل بضله العالمين على الجاهلين.

    41- وتعليقة الفاضل المشهور بالعلائي ابن محبِّي الشيرازي "علاء الدين علي بن محيي الدين محمد المتوفى سنة (945هـ)، وهي على الزهراوين، أولها: الحمد لِلَّهِ الذى أَنْزَلَ على عبده الكتاب، فرغ عنها في رجب سنة خمس وأربعين وتسعمائة وسمَّاها "مصباح التعديل في كشف أنوار التنزيل".

    42- وتعليقة المولى أحمد بن روح الله الأنصاري المتوفى سنة تسع وألف (ت 1009هـ). وهي إلى آخر الأعراف.

    43- وتعليقة محمد بن إبراهيم ابن الحنبلي الحلبي المتوفَّى سنة إحدى وسبعين وتسعمائة (ت 971هـ).

    44- وصنف الشيخ الإمام شمس الدين محمد بن يوسف بن علي بن يوسف (ت 942هـ) الشامي الشافعي مختصرًا سمَّاه "الإتحاف بتمييز ما تبع فيه البيضاوي صاحب الكشاف". أوله الحمد لله الهادي للصواب.

    45- والشيخ عبد الرءوف المناوي خرج أحاديثه في كتاب أوله: الله أحمد أن جعلني من خدَّام أهل الكتاب، وسمَّاه "الفتح السماوي بتخريج أحاديث البيضاوي".

    46- وممَّن علق عليه كمال الدين محمد بن محمد بن أبي شريف القدسي المتوفَّى سنة ثلاث وتسعمائة (ت 903هـ).

    47- والشيخ قاسم بن قطلوبغا الحنفي المتوفي سنة تسع وسبعين وثمانمائة (ت 879هـ)، كتب إلى قوله سبحانه وتعالى {فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ}.

    48- والعلامة السيد الشريف علي بن محمد الجرجاني المتوفى سنة عشرة وثمانمائة (ت 816هـ)، ذكره السخاوي نقلًا عن سبطه.

    49- ومن التعليقات عليه مع الكشاف وتفسير أبي السعود تعليقة الشيخ رضي الدين محمد بن يوسف الشهير بابن أبي اللطف القدسي (المتوفى سنة 1028هـ)، وهي في مجلَّدٍ ضخم أوله: الحمد لِلَّهِ الذى أَنْزَلَ على عبده الكتاب، علقها في درسه عند الصخرة إلى آخر الأنعام، فبيضها وأرسلها إلى المولى أسعد المفتي.

    50- و"مختصر تفسير البيضاوي" لمحمد بن محمد بن عبد الرحمن المعروف بإمام الكاملية الشافعي القاهري المتوفى سنة أربع وسبعين وثمانمائة (ت 874هـ).

    ____________________

    المصدر: البيضاوي: أنوار التنزيل وأسرار التأويل، تحقيق: محمد عبد الرحمن المرعشلي، الناشر: دار إحياء التراث العربي - بيروت، الطبعة: الأولى، 1418هـ.[*] مصادر ومراجع للترجمة: "البداية والنهاية" لابن كثير (13/309) ، و"الفهرس التمهيدي" الصفحة (205) و(561) ، وبروكلمان "دائرة المعارف الإسلامية" (4/418) ، و"بغية الوعاة" للسيوطي (2/ 50-51) ترجمة رقم (1406) ، و"نزهة الجليس ومنية الأديب النفيس" للموسوي (2/87) ، و"مفتاح السعادة" لطاش كبرى زاده (1/436) ، و"طبقات الشافعية الكبرى" للسبكي (8/157) بتحقيق الحلو، ترجمة رقم (1153) و"طبقات الشافعية" لابن قاضي شهبة (2/ 28) ترجمة (469) بتحقيق عبد العليم خان، و"طبقات الشافعية" للإسنوي (1/ 136) ترجمة (260) ، و"شذرات الذهب" لابن العماد (5/ 392 - 393) ، و"مرآة الجنان" لليافعي (4/ 220) ، و"إيضاح المكنون" (2/ 569) ، و"هدية العارفين" للبغدادي (1/462، 463) و"كشف الظنون" لحاجي خليفة الصفحة (186، 1032، 1116، 1192، 1273، 1481، 1546، 1698، 1704، 1705، 1854، 1858، 1878)، و"طبقات المفسرين" للداوودي الصفحة (102-103) ، و"معجم المؤلفين" لكحالة (6/97) ، و"الأعلام" للزركلي (4/110).
    [1] وهو من أهم كتب الأصول عند الشافعية، وله شروح كثيرة، منها "نهاية السّول في شرح منهاج الأصول للبيضاوي" للإسنوي جمال الدين عبد الرحيم بن الحسن (ت 772هـ) وهو مطبوع في القاهرة عام (1443هـ) ويقع في (4) أجزاء بإدارة جمعية نشر الكتب العربية، ومنها "معراج المنهاج شرح منهاج الوصول إلى علم الأصول للقاضي البيضاوي" تأليف شمس الدين الجزري، محمد بن يوسف (ت 711هـ) ، وهو مطبوع أيضا ويقع في جزءين بتحقيق د/ شعبان محمد إسماعيل، مطبعة الحسين الإسلامية الطبعة الأولى عام (1413هـ= 1993م) ، ومنها شرح البدخشي "مناهج العقول" للإمام محمد بن الحسن البدخشي وهو مطبوع في ثلاثة أجزاء في القاهرة وطبع بدار الكتب العلمية- بيروت في طبعته الأولى عام (1405هـ= 1984م) وبأسفله "نهاية السَّول" للإسنوي.
    [2] اقتبسنا هذا من كلام الدكتور محمد حسين الذهبي في كتابه "التفسير والمفسرون" (1/296) وما بعدها.
    [3] انظر تفسير البيضاوي عند قوله تعالى في الآية (7) من سورة غافر {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ... الآية}.
    [4] "كشف الظنون" : لحاجي خليفة (1/187-188).
    [5] انظر "كشف الظنون" لحاجي خليفة، الصفحات (188-193).
    [6] ذكر الشعراني في "المنن" أن القاضي زكريا علَّقه إملاء بعد أن كفَّ بصره لمـَّا قرأ عليه، قال: وغالبها بخطي وخط ولده جمال الدين، انتهى منه.

  2. #2
    عضو محظور
    تاريخ التسجيل: September-2017
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 9,861 المواضيع: 28
    صوتيات: 13 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 1579
    شكرا للنقل

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال