بسم الله الرّحمن الرّحيم
اللهم كُن لوليّك الحُجَّة بن الحَسَن صَلواتُكَ عَليه وَعَلى آبائه فيهذه السّاعة وفي كُلّ سَاعَة وَليّاً وَحَافِظا وَقائِداً وَ ناصراً ودَليلاً وَعَينا حَتّى تُسكِنَه أرضَك طَوعاً وَتُمَتِعَه فيها طَوِيلاً
اللهُمَّ ارْزُقْني شَفاعَةَ الحُسَيْن عَلَيهِ السَّلأم يَوْمَ الوُرُودِ ،وَثَبِّتْ لي قَدَمَ صِدْق عِنْدَكَ مَعَ الحُسَيْنِ وَأصْحابِ الحُسَيْن الّذِينَ بَذَلُوامُهَجَهُمْ دُونَ الْحُسَيْن عَلَيْهِ السَّلأم
اللهم صلى علىمحمد وآل محمدالأخيار وعجل فرجهم الشريف
إن الإمام الحسين عليه السلام جامعة كبرى ومدرسة للأجيال كلها، تتلقى منه الفكر الصحيح والثقافةالإسلامي، ومن الدروس التي علمنا اياهاالحسين(ع)
وثورة كربلاء مايلي:
الدرس الأول: عدم الرضوخ إلى الذلة والمهانة، ذلك أن الله كتب العزة للمؤمن،
وفوض إليه أموره كلها إلا أن يذل نفسه، وقد عبر الإمام الحسين (عليه السلام) عن هذا المبدأ بقوله: (هيهات منا الذلة).
الدرس الثاني:الحرية، قال عنها الإمام الحسين (عليه السلام): (يا شيعة آل أبي سفيان إن لم يكن لكم دين.. فكونوا أحراراً في دنياكم).
الدرس الثالث: تصوير أدق عن الموت. هناك القليل من الناس من لا يخاف الموت، وإلا فالغالبية تحمل قلقاً شديداً يساورها تجاه هذا المجهول المسمى بالموت. بينما يأتي الإمام الحسين عليه السلام ليشبه (الموت) بـ (القلادة على جيد الفتاة) وليقول: (فإني لا أرى الموت إلا سعادة).
الدرس الرابع: مناصرة الحق في جميع الأحوال. وفي ذلك يقول: (ألا ترون إلى الحق لا يعمل به والباطل لا يُتناهى عنه؟! ليرغب المؤمن في لقاء الله حقاً.. حقاً..) وهذا ولده وتلميذ مدرسته الغراء يسأل أباه (أولسنا على الحق؟) وحيث يسمع تأكيد الإمام (عليه السلام). على تلك الحقيقة يقول: (إذن لا نبالي أوَقَعنا على الموت أو وقع الموت علينا ).
الدرس الخامس:باب التوبة مفتوح حتى آخر لحظة، وقد تجلى ذلك في تعامله مع ( الحر بن يزيد الرياحي).
الدرس السادس: الوفاء. هذا الدرس نتعلمه من كل أصحاب الحسين (عليه السلام)، ولكن المثال البارز فيه هو جون مولى أبي ذر الغفاري .
الدرس السابع: الإيثار. وقد ضرب أبو الفضل العباس (عليه السلام) أروع الأمثال في ذلك.
الدرس الثامن: أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وقد أعلن الإمام عليه السلام عن ذلك في خطابه المشهور (ألا وإني لم اخرج أشراً ولا بطراً، ولكن خرجت لطلب الأصلاح في أمة جدي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم( آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر).
الدرس التاسع: الغاية لا تبرر الوسيلة. وهذا ما أكده الإمام الحسين (عليه السلام) لعمر بن سعد الذي وعد بإمارة الري فقال له: (من رام أمراً بمعصية الله كان أفوت لما يرجو وأسرع لما يحذر).
الدرس العاشر: أهمية إشراك العنصرالنسوي في النهضة، وقد تمثل بأجلى صوره في الدور الذي قامت به عقيلة بني هاشم وسائرالهاشميات في فضح خطط يزيد، وتفنيد مزاعمه، وتوعية أبناء الأمة وإيقاظها من سباتها العميق.
وهذه أخوتي الاعزاء عشرة دروس نستفيدها من كربلاء.. ومن التضحية الكبرى التي قدمها الإمام الحسين (ع) على ارض الطف انتصارا للحق والعدالة ودحضاً للباطل.