نبذة عن بعض العناكب الغريبة
كلما ظنّ العلماء أنّهم تمكّنوا من الإلمام بكل التفاصيل المتعلقة بعالم العناكب فاجأتهم هذه الكائنات بأنّ لديها المزيد مما تخبئه من أسرار، وهنا سأعرض عليك عزيزي القارئ بعض الأمور الغريبة المتعلقة بعالم العناكب: عنكبوت الأرملة السوداء : وهي من أخطر أنواع العناكب، وقرصتها مؤذية جداً، ولها سلوك اجتماعي غريب حيث إنها تقوم بقتل زوجها بعد عملية التزاوج.
عنكبوت السلطعون: وسمّيت بذلك لأنها تشبه السلطعون، ولا تستخدم هذه العناكب شباكاً لاصطياد فرائسها كغالبية العناكب، وإنّما تتماهى وتندمج مع البيئة وتتخفي وخاصةً فوق الأزهار التي تشبه لونها، ثم تثبت الفريسة بأقدامها وتلدغها لتصاب بالشلل ثم تقوم بالتهامها. ومنها ما يشبه ملمسه روث الطيور ورائحته كريهة لينفر منه الطيور والعديد من الحيوانات وفي ذات الوقت يستدرج الحشرات نحوه التي تجذبها فضلات الطيور حتى يصطادها ليتغذّى عليها.
العناكب صيادة السمك: ترابط هذه العناكب على ضفاف الأنهار لتصطاد الأسماك، يصل طولها إلى أكثر من 8 سنتيمترات، تلدغ الفريسة وتحقن فيها السم ثم تقطعها باستخدام فكّيها، وهي تمشي على الماء باستخدام خاصية التوتّر السطحي ولونها فضي كالقروش المعدنية. العناكب الآكلة للطيور والفئران: يكثر هذا النوع من العناكب في الصين وفيتنام، حجمه كبير قد يصل إلى 20 سم، يتغذى على الحشرات والفئران والطيور الصغيرة. سمه قوي جداً لدرجة أنّه يقتل الفأر على الفور وقد يشل إنساناً بالغاً إذا ما تعرّض لسمه الفتاك.
العنكبوت النباتي (باغيرا كيبلينغي): وهو أول عنكبوت نباتي في العالم يكتشف حتى هذه اللحظة. يعيش هذا النوع من العناكب في أمريكا الجنوبية ويغتذى على براعم أوراق الأشجار. وهو بحجم أظفر الإبهام. وهو ينسج خيوطه لبناء بيت لأسرته.
العنكبوت الصياد (بولاس): هذه العنكبوت تصطاد فريستها بطريقة راعي البقر ( الكوبوي ) أو بطريقة السنارة، فهي تنتج من جسمها خيطاً وتضع عليه مادة لاصقة قوية، ثم تدلي الخيط وتقوم بضرب الخيط وأحياناً تضع عليه رائحة تشبه رائحة فرائسها كي تجذبهم نحوها، ثمّ حينما تمسك السنارة بالفريسة تسحبها بطريقة الكوبوي إلى حتفها. ومن الجدير بالذكر أن هذا العنكبوت يستطيع صيد فرائس أكبر من حجمه بثلاث مرات، ويبدو شكلها مثل فضلات الطيور كنوع من التمويه الهجومي والدفاعي في آنٍ واحد.
العناكب البهلوانية واسمها (سيبرناس ريشنبرغ) : هذه العناكب مختلفة ومميزة لأنها تنصب سيركاً فوق الكثبان الرملية في وسط الصحراء، وهي تجذب من يشاهدها لكي يستمتع بحركاتها البهلوانية وكأنها لاعبة جمباز، وسميت حركتها ب " فليك – فلاك"، تتميز هذه العناكب أيضاً بأنها تبني ما يشبه الحصن ليقيها لهيب الشمس في الصحراء وذلك بواسطة تجميع الرمال بشكل فريد. ومن شدة إعجاب العالم الذي اكتشفها والتي سميت هذه العناكب على اسمه، صمم روبوت يحاكي حركتها ويأمل العلماء أن يتم استخدام هذا الروبوت على كوكب المريخ ذات يوم بسبب خفته ورشاقته في الحركة. عناكب الطاووس: وتنتمي لعائلة العناكب الوثابة " القفازة" وموطنها أستراليا، وسميت العناكب القفازة بهذا الاسم لأنها تنتقل من مكان لآخر بواسطة القفز، أما سميت عناكب الطاووس بهذه الاسم لأنّ ألوانها زاهية ومتنوعة، وذكورها أجمل من إناثها، بل إنّها تحاول استعراض ألوانها لجذب الإناث إليها مثلها في ذلك كمثل الطاووس من الناحية السلوكية. عناكب الغوريلا (توختلاس) الشديدة التمويه: هذا النوع من العناكب موطنه المكسيك، ولديه قدرات عالية جداً على التمويه. فهي تغطي نفسها بالغبار والأتربة لكي تحمي نفسها وفي ذات الوقت كي تحقق عنصر المفاجأة في الهجوم على فريستها. يساعدها في التمويه ملمسها الخشن كالحراشف والذي تمسك به الجزيئات المختلفة ممّا يزيد من إتقانها لفن التمويه.
عنكبوت الماء: هذا العنكبوت هو الوحيد الذي يعيش بصورة كاملة في الماء، وهو لا يستطيع أن يتنفس من الأكسجين المذاب في الماء، لذا فهو يصنع فقاعة كخزان هوائي تحت الماء يأتي بها من سطح الماء بين الشعر الذي يغطي جسمه وأرجله. يقوم أولاً باختيار مسكنه بين سويقات النباتات المائية. وتقوم بتثبيت بيتها بهذه النباتات وتقوم بإقامة إشارات من النسيج كإشارات إرشادية كي تهتدي إلى بيتها وكذلك كوسيلة إنذار تنبهها من خطر اقتراب مفترس أو فريسة. هذه العنكبوت تندفع فوق سطح الماء بسرعة كبيرة لتكون فقاعات هوائية، تأخذ منها اثنتين تستخدم الأولى للتنفس أثناء الغطس، أما الثانية بين أرجلها وتختزنها في بيتها المنسوج تحت الماء. تكرر العملية هذه حتى تؤمن ما تحتاجه من هواء. بيتها ناقوسي الشكل، وفيه فتحة من أسفل تغلقها بعد أن تؤمن الهواء والطعام وتقيم لشهور ولا تخرج مجدداً إلا لذات الغرض.