الصِّفات الأحيائيَّة للذبابة
يتراوح حجمُ الذُّباب كثيراً من نوعٍ إلى الآخر، فذبابة الهوام التي تعيش في السبخات والمستنقعات لا يتعدَّى طُولها 1.3 ملليمتر، بينما يصل طول ذبابة ميداس التي تعيش في أمريكا الجنوبيَّة إلى 7.5 سنتيمترات، وهو نفس عرض جناحَيْها أيضاً. وتستطيع الذبابة الطيران بسُرعةٍ شديدة، فبعض أنواعها قادرةٌ على رفرفرة أجنحتها لحوالي ألف مرَّة في الثانية الواحدة، وتُحلِّق الذبابة المنزلية عادةً بسُرعة سبع كيلومتراتٍ في السَّاعة، إلا أنَّها قادرةٌ على زيادة سُرعتها لمسافاتٍ قصيرة إذا ما احتاجت لذلك.
لدى الذُّبابة - مثل العديد من الحشرات الأخرى - عينان مُركَّبتان، في داخلهما ما قد يصل إلى 4,000 عدسةٍ سُداسيَّة تعمل كلَّ واحدةٍ منها بطريقة مُستقلِّة، ومع أنَّ نظرها ليس حاداً بصُورة خاصَّة، إلا أنَّها قادرةٌ على مُلاحظة الحركات البسيطة والاستجابة لها بسُرعةٍ شديدة. ويُساعدها قرنا الاستشعار على التوجُّه نحو الغذاء وتجنُّب أعدائها، كما أنَّ لديها فماً ذا شكلٍ قمعيٍّ مُتدلٍّ إلى الأسفل يُسمَّى الخرطوم، تستعمله لامتصاص السَّوائل التي تُؤلِّف غذائها الوَحِيد (على تنوُّعها). وقد تكون هذه السوائل، بالنسبة لبعض أنواع الذباب، دم الكائنات الحيَّة الأخرى، ففي تِلْكَ الأنواع (ومنها البعوض، وذباب الإسطبل، وذباب الرمل) يكون الخرطوم مُزوَّداً بنهايات حادةً تستطيع الذبابة غَرْسَها في جِلد ضحيَّتها، وإفراز لُعابٍ لمنع دم الضحيَّة من التخثُّر، كما أنَّ العديد من أنواع الذباب (مثل ذبابة الفاكهة) قادرةٌ على إفراز لعابٍ يُحوِّل النشا والسكريَّات إلى سوائل تستطيع الذبابة امتصاصها بخُرطومها بسُهولة.
لدى الذُّبابة البالغة ستة أرجل، تستعملُها جميعاً في المشي، وتقف عادةً على أربعةٍ منها فقط، وتُغطِّي أسفل كلِّ واحدةٍ من سيقانها مادَّة لاصقة تسمح لها بالوُقوف على السُّطوح الملساء، مثل زُجاج النوافذ، حتى ولو كانت مائلة أو مقلوبة. وأجنحة الذباب رقيقة جداً، وهي مُزوَّدة بعُرُوقٍ تحمل إليها الدم وتساعد على تدعيمها، ولديها نتوءان خلفيَّان (وراء الأجنحة) يُسمَّيان "دبوسيّ التوازن" يُساعدانها على الحِفاظ على توازنها أثناء الطَّيران. ويستطيع الذباب التحليق من أيِّ مكانٍ دُون الحاجة إلى القفز أو السير. وتتنفَّس الذُّبابة من خلال ثُقوب عديدة على أطراف جسمها.