النتائج 1 إلى 2 من 2
الموضوع:

أبو حاتم السجستاني عالم اللغة والقراءات

الزوار من محركات البحث: 9 المشاهدات : 272 الردود: 1
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: July-2014
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 1,790 المواضيع: 1,770
    التقييم: 888
    آخر نشاط: 30/September/2021

    أبو حاتم السجستاني عالم اللغة والقراءات




    نسب أبي حاتم السجستاني

    هو أبو حاتم سهل بن محمد بن عثمان بن يزيد الجشمي السجستاني الجشمي النحوي اللغوي المقرئ. من أهل البصرة، والسجستاني نسبة إلى سجستان أو سجستانة، قرية من قرى البصرة. ولا يعرف مولده على وجه التحديد، ولكن يبدو أنه ولد في النصف الثاني من القرن الثاني الهجري.



    شيوخ أبي حاتم السجستاني وتلاميذه

    أخذ عن أبي زيد الأنصاري (ت 215هـ) والأصمعي (ت 216هـ) وأبي عبيدة معمر بن المثنى (ت 209هـ)، وكان كثير الرواية عنهم. كما أخذ عن غيرهم. وأخذ عنه علماء عصره كأبي العباس المبّرد (ت 286هـ) وابن دريد، وكان المبرد يلازم القراءة عليه. ودخل بغداد، ولم يقم بها، ولم يأخذ عنه أهلها.



    علم أبي حاتم السجستاني

    كان أبو حاتم السجستاني إمامًا في غريب القرآن واللغة والشعر، حسن العلم بالعروض وإخراج المُعَمّى، وله شعر جيد، ويصيب المعنى، وعليه اعتمد ابن دريد (ت 321هـ) في كتابه "الجمهرة"، وروى شيئًا من الحديث. قال المبرد: سمعته يقول: "قرأت كتاب سيبويه على الأخفش مرتين". وقال أبو العباس المبرد أيضًا : "أتيت السجستاني وأنا حدث، فرأيت منه بعض ما ينبغي أن تهجر حلقته، فتركته مدة، ثم صرت إليه بعد ذلك".



    كان جمّاعة للكتب، وكان يتّجِر بها، وكان إذا التقى هو والمازني (ت 249هـ) في دار عيسى بن جعفر الهاشمي تشاغل أو بادر خوفًا من أن يسأله المازني عن النحو.



    قال ابن الغازي: كتب يعقوب بن الليث الصفار والي سِجِسْتان -وكان متغلِّبًا عليها، وكان في مُلكٍ شديدٍ- يسأل أبا حاتم نحوًا مختصرًا، فأراد أن يبعث إليه كُتبَ الأخفشِ. فقيل له: لو أراد كتبَ الأخفش عَلِم مكانَها، وإنما أراد مِن قِبَلك. فبعث إليه كتابه المختصر في النحو المنسوب إليه، وهو على مذهب الأخفش وسيبويه.



    قال محمد بن الحسن الأزدي: حدثنا أبو حاتم قال: وفد علينا عامل من أهل الكوفة ولم أر في عمال السلطان أبرع منه، فدخلت عليه مسلمًا فقال لي: يا سجستاني، من علماؤكم بالبصرة قلت: الزيادي أعلمنا بعلم الأصمعي، والمازني أعلمنا بالنحو، وهلال الرأي أفقهنا، والشاذكوني من أعلمنا بالحديث، وأنا -رحمك الله- انسب إلى علم القرآن، وابن الكلبي من أكتبنا للشروط. قال: فقال لكاتبه: إذا كان غدًا فاجمعهم الي، قال: فجمعنا فقال: أيكم المازني فقال أبو عثمان: ها أنا ذا، قال: هل يجزي في كفارة الطهارة عتق عبد أعور، قال المازني: لست صاحب فقه، أنا صاحب عربية. قال: يا زيادي، كيف يكتب بين بعل وامرأة خالعها على الثلث من صداقها، قال: ليس هذا من علمي، هذا من علم هلال الرأي. قال: يا هلال، كم أسند ابن عون عن الحسن، قال: ليس هذا من علمي، هذا من علم الشاذكوني. قال: يا شاذكوني، من قرأ: (ألا أنهم يثنون صدورهم). قال: ليس هذا من علمي، هذا من علم أبي حاتم. قال: يا أبا حاتم، كيف تكتب كتابًا إلى أمير المؤمنين تصف خصاصة أهل البصرة وما أصابهم بي وتسأله النظر بالبصرة، قلت: لست صاحب براعة وكتابة، أنا صاحب قرآن. قال: ما أقبح بالرجل بتعاطى العلم خمسين سنة لا يعرف إلا فنًا واحدًا، حتى إذا سئل عن غيره لم يحل فيه ولم يمر، لكن عالمنا بالكوفة الكسائي لو سئل عن هذا كله لأجاب.



    مصنفات أبي حاتم السجستاني

    ولأبي حاتم السجستاني مصنّفات كثيرة في اللغة والقرآن، وأهمها : إعراب القرآن، كتاب الإدغام، كتاب القراءات، ما تلحن فيه العامة، الفصاحة، خلق الإنسان، الطير، الوحوش، الهجاء، النحلة، المقصور والممدود، المذكر والمؤنث، النبات، المقاطع والمبادئ، الأضداد، القسي والنبال والسهام، السيوف والرماح، الدرع والترس، الحشرات، الزرع، الشتاء والصيف، النحل والعسل، الإبل، الإتباع، اختلاف المصاحف، الشوق إلى الأوطان، الفرق بين الآدميين وبين كل ذي روح، غريب القرآن.



    وكتابه في "القراءات" مما يفخر به أهل البصرة ؛ فإنه أجلّ كتاب صنّف في هذا النوع إلى زمانه. وله كتاب كبير في إصلاح المزال والمفسد، مشتمل على الفوائد الجمة، وما رُئي كتاب في هذا الباب أنبل منه ولا أكمل.



    أقوال العلماء في أبي حاتم السجستاني

    ثمة بعض التناقض في وصف مكانة أبي حاتم السجستاني، فأبو العباس المبرد يقول: لو قدم بغداد لم يقم له منهم أحد. وقيل: "وكان يعدّ من الشعراء المتوسطين، وكان يُعنَى باللغة، وترك النحو بعد اعتنائه به؛ حتى كأنه نسيه، ولم يكن حاذقًا فيه".



    وأما أبو جعفر الطبري (ت 310هـ) فقال: "ورأيت عنده قومًا من أهل البصرة يعظمونه ويقولون: أنت شيخنا وأستاذنا، ونحو ذلك من القول". وقال الرياشي (ت 257هـ) على قبره: "ذهب بعلم كثير"، قيل له: "كتبه؟" فقال الرياشي: "الكتب تؤدي ما فيها، ولكن صدره!". وقد ذكره ابن حبان في الثقات، وروى له النسائي في سننه والبزار في مسنده.



    وكان أبو حاتم يُتّهم بحب الصبيان، وكان بريئا من ذلك؛ إنما كان كثير الدّعابة، فوجد ذلك السبيل إلى عرضه. وقال ابن خلكان: "وكان صالحًا عفيفًا يتصدق كل يوم بدينار، ويختم القرآن في كل أسبوع، وله نظم حسن".



    وفاة أبي حاتم السجستاني

    توفي أبو حاتم السجستاني رحمه الله سنة 248هـ/ 862م، وقيل غير ذلك، قال ابن خلكان: "وكانت وفاته في الحأرم، وقيل رجب، سنة ثمان وأربعين ومائتين، وقيل سنة خمسين، وقيل أربع وخمسين، وقيل خمس وخمسين ومائتين بالبصرة". قال السيوطي: "توفي سنة خمسين، أو خمس وخمسين، أو أربع وخمسين، أو ثمان وأربعين، ومئتين، وقد قارب التسعين". ودفن بسرّة المصلّى، وصلى عليه سليمان بن جعفر بن سليمان بن على بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، وكان والى البصرة يومئذ.



    وقد ذكرت كتب التراجم أنّ يعقوب الصفار صاحب سجستان ملك بعد موت أبي حاتم شيراز والأهواز، وخاف أهل البصرة أن يستولي على بلدهم، وسمع ابن الصفار بموت أبي حاتم، واشتاقت نفسه إلى كتبه، فسيّر من ابتاعها من ورثته، ووقف أهل البصرة عن المزايدة فيها خشية من ابن الصفار ومصانعةً له، فبيعت بقيمة أربعة عشر ألف دينار.



    ورُوِي عن أبي عثمانَ الخُزاعي أنَّه كان قال لأبي حاتم: كنتُ البارحة بين النائمِ واليقظانِ، فرأيتُني في المحراب، إذْ سمعتُ قائلًا يقول:

    أبو حاتم عالم بالعلومِ *** فأهلُ العلوم له كالخَوَلْ

    عليكم أبا حاتمٍ إنه *** لــه بالقراءة عِلْـمٌ جَلَلْ

    فإن تفقدوه فلن تدركوا *** له ما حييتُمْ بعلْمٍ بَدَل



    وقال يعقوب القارئ:

    استمع القرآن إذ يقرؤُهُ *** سهلٌ القارئ زينُ القرَأهْ



    ودخل أعرابيٌّ مسجدَ البصرة، فتفقَّدَ أبا حاتم -وكان مختلفًا إليه- فأُعلِم بموته، فقال:

    يا بانيَ الدنيا للذَّاتِهِ *** أعظمْ بذكرِ الموت من هادمِ

    أما تَرَى الإخوان قد سارعوا *** بقادمٍ منهمْ على قادمِ

    ومرَّ مَن قد كنتَ تُزْهى به *** ولسـتَ ممَّا ذاق بالسَّالمِ

    وليس نقص الأرض في جاهلٍ *** كلَّا، ولكن ذاك في عالِمِ

    أمَّا العراقان فقد أَقْفَرا *** بحــادثٍ حَلَّهمــا قاصِـمِ

    مَنْ كان للخُطبة يُعنَى بها *** وللغريب المُشكِل العاتِم

    قد ذهب العلم بأَعْلامِهِ *** والنحوُ من بعْدِ أبي حاتِمِ

    مَنْ للدَّواوين إذا حُصِّلَتْ *** وكتْبِ أَمْلاكِ بني هاشِمِ

    مفتاح قفل ضَلَّ مفتاحُه *** ولؤلو يبقـى بـلا ناظمِ

    يا مسجدَ البصرة لمْ تبْكِهِ *** بواكفٍ من دمْعِك السَّاجِمِ

    __________________
    المصادر والمراجع:
    - الزبيدي: طبقات النحويين واللغويين، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، الطبعة: الثانية، الناشر: دار المعارف.
    - ابن الجزري: غاية النهاية في طبقات القراء، عني بنشره ج. برجسترار، مكتبة الخانجي، مصر 1932م.
    - ابن خلكان: وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان، تحقيق: إحسان عباس، دار صادر، بيروت.
    - القفطي: إنباه الرواة على أنباه النحاة، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، الناشر: دار الفكر العربي - القاهرة، ومؤسسة الكتب الثقافية – بيروت، الطبعة: الأولى، 1406هـ = 1982م.
    - السيوطي: بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، المكتبة العصرية، صيدا بيروت، لبنان.
    - محمد موعد: أبو حاتم السجستاني، الموسوعة العربية العالمية، المجلد العاشر، ص737.

  2. #2
    عضو محظور
    تاريخ التسجيل: September-2017
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 9,861 المواضيع: 28
    صوتيات: 13 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 1579
    شكرا لك

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال