بطل اليوم: أسطورة المغرب الإسلامي
الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي
الثائر الشيوعي تشي غيفارا: "لقد أتيت إلى القاهرة خصيصا لكي أتعلم منك"
وعن السير كورتي عضو مجلس العموم البريطاني 1921: "إن هذا الرجل الذي ينادي باسمه أهل آسيا وأفريقيا والهند، ويتغنون باسمه، إن هذا الرجل الذي يقاتل باسم الإسلام ويعيد إمارة المؤمنين والخلافة الإسلامية، هو الخطر القادم على البلاد الأوروبية"
وعن الصحفي الأمريكي فانسن شون 1926: "دخلت على عبد الكريم في خندق أمامي، والطائرات الاسبانية والفرنسية تقذف المنطقة بحمم هائلة فوجدته متبسما مرحا مقبلا يضرب ببندقيته الطائرات فتعجبت من هذه الظاهرة الإنسانية الفريدة".
تلقى عبد الرحمن عزام باشا، أول أمين للجامعة العربية وعينيه لم تصدق ما قرأته في برقية سرية وصلته من مجموعة مجاهدين العرب في اليمن عام 1947 تقول: "لقد نزلت بميناء عدن اليوم سفينة فرنسية تحمل على متنها شيخا أسيرا مكبلا بالسلاسل، يشتبه أن يكون هو ذلك البطل الإسلامي الأسطوري الذي اختفى منذ عشرين عاما... والسفينة في طريقها إلى فرنسا وستمر غدا بميناء بور سعيد المصري لذا وجب التنبيه" وما إن أفرغ عزام باشا من قراءة البرقية حتى طلب على الفور مقابلة مستعجلة مع الملك فاروق لمناقشة أمر هذه البرقية الخطيرة التي وصلته للتو من مضيق باب المندب، فدار نقاش سري بينهما في القصر، وما هي إلا لحظات حتى صدر قرار إلى الضباط المصريين في قناة السويس باعتراض طريق تلك السفينة الفرنسية وإحضار ذلك الشيخ العظيم إلى قصره، وبأقل من أربع وعشرين ساعة قام ضباط الملك بإحضاره وكان بلحية بيضاء كالثلج يمشي بخطوات ثابتة رغم بطئها، تبدو من بين قسمات وجهه مظاهر الشموخ والعظمة، مرتديا لباسا غاية في البساطة وتظهر على يديه ورجليه آثار السلاسل وكأنها نقشت عليه، فلما سأله الملك فاروق عن هويته قال: "رفع الشيخ رأسه ونظر نحو الملك بعينين تشبه نظرات الصقر الجارح ثم قال بكل شموخ وثقة، أنا الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي.
الأمير محمد عبد الكريم الخطابي من مواليد مدينة أغادير المغربية سنة 1301 هجرية المقابلة لسنة 1883، من عائلة حاكمة في السلالة البربرية في المغرب الأقصى وعند ولادته وتيمنا باسم نبينا محمد عليه ازكى الصلاة والسلام سمى ابنه محمد، فقام الوالد بتربية ابنه تربية صالحة فأتقن اللغة العربية وحفظ القرآن الكريم ثم رحل إلى جامعة القرويين بمدينة فاس أين درس الحديث والفقه الإسلامي، وما هي إلا سنوات قليلة حتى أصبح قاضي قضاة مدينة مليلية المغربية التي وقعت تحت سيطرة الاستعمار الاسباني مؤخرا، وكانت ظروف المغرب العربي صعبة جدا بسبب أعمال الاستخراب والتدمير التي شنتها القوى الأوروبية وخصيصا الفرنسية والاسبانية وبنفس الوقت كان المغرب العربي مصنعا لعظماء التاريخ الاسلامي، فانضم الى مجموعة ملقبة بكتائب النور الإسلامية لتحرير الأراضي المغربية من الاستعمار الفرنسي منها مدينتي سيوتا ومليلية والصحراء الغربية التي كانت أرض مهملة ومهمشة لصعوبة الحياة فيها، فكانت تقاتل مجموعة أخرى متكونة من 12 جنسية أوروبية من أجل تحرير المغرب ورفض تقسيمه ونصب جواسيس على أرضه إلا أن كثرة القبائل في المغرب تعرضت إلى التفرقة فاستطاع الاستعمار تشتيت شملهم، فأعاد الأمير محمد عبد الكريم الخطابي بتوحيد القبائل المتناحرة من جديد وبطريقة أسطورية لا توصف، وتبنى هذا الاخير نظاما سياسيا مقتبس من سياسة الثوري الفيتنامي هو شي منه وهي سياسة مقتبسة من سيرة نبينا محمد عليه السلام وهي تقنية حفر الخنادق لتلقين الاسبان درسا جديدا في كل يوم قتال، فبقي مسيطرا على الأراضي الاسبانية لمدة أطول مما جعل الملك الاسباني ألفونسو الثالث بخطورة المد الاسلامي فبعث جيشا كاملا وكبيرا متحدا مع القوى الفرنسية إلا أن هذا لم يزعزع ثقة القبائل الاسلامية بل جعل الإسبان تفر كالكلاب الفزعة.