دراسة: الرضاعة الطبيعية تحمي من سرطان الثدي والمبايض
ينصح جميع الأطباء بأهمية الرضاعة الطبيعية نظرًا لفوائدها العديدة للطفل حيث أنها تعمل على حماية الجهاز المناعي لدى الطفل منذ السن المبكر.
لكن الغريب والذي لا يعرفه الكثيرون أن الرضاعة الطبيعية مهمة جدًا بالنسبة للأم أيضًا حيث أنها تعمل على وقايتها من الإصابة بمرض سرطان الثدي وسرطان المبايض أيضًا. تقوم الرضاعة الطبيعية بتخفيض نسبة هرمون الاستروجين في الدم والذي يعد من أحد العوامل الأساسية في إصابة المرأة بسرطان الثدي كما يساعد حليب الأم على تفكك الدهون المتكدسة داخل الجسم والمسببة لمرض سرطان الثدي.
أثبتت العديد من الدراسات العلمية الحديثة وأجمعوا على أن الرضاعة الطبيعية تلعب دورًا وقائيًا للمرأة و تحميها من التعرض للإصابة بسرطان الثدي والمبايض. ليس هذا فقط بل أثبتت أيضًا أن الرضاعة الطبيعية تساعد الرحم على إعادته إلى مكانه الطبيعي بعد الولادة سواء كانت قيصرية أو طبيعية وانها تساهم بنسبة كبيرة في حرق الدهون واستعادة الوزن المثالي مثلما كانت قبل فترة الحمل والولادة.
من أهم الدراسات العلمية التي أثبتت ذلك هي دراسة بريطانية أجراها الباحثون في الجامعة الأمريكية جورجيا، شارك في الدراسة حوالي 493 امرأة مصابة بمرض سرطان المبيض و 472 امرأة لم تعاني من المرض، جميعهن من نفس المرحلة العمرية. قامت المجموعة الاولى من النساء المصابات بسرطان المبيض بإرضاع أطفالهن لمدة 13 شهرًا، بينما المجموعة الثانية من النساء الأصحاء قامن بإرضاع أطفالهن لأقل من سبعة أشهر فقط.
بعد مرور فترة معينة وبعد الفحص والتحاليل، ظهرت نتائج الدراسة وكشفت أن النساء اللواتي تعانين من سرطان المبيض واللواتي انتظمت في الرضاعة الطبيعية بشكل كامل تراجعت لديهم نسبة الإصابة بالمرض بنسبة 63%. بينما النساء اللواتي لم ينتظمن بإرضاع أطفالهن رضاعة طبيعية والتي تقتصر فقط على مدة اقل من سبعة أشهر ازدادت لديهن مخاطر الإصابة بسرطان المبيض.
هناك دراسة أخرى تم إجرائها في أمريكا بجامعة كولومبيا تم نشرها في مركز السرطان للأبحاث في بريطانيا، أشارت إلى أن الرضاعة الطبيعية تمنع المرأة من مخاطر الإصابة بسرطان الثدي وأن المرأة التي تهمل في ارضاع طفلها رضاعة طبيعية قد تزداد خطورة إصابتها بسرطان الثدي بأكثر من مرة ونصف. هذه النتيجة جاءت بعد تشخيص أكثر من 1.7 مليون سيدة حول العالم قبل عدة سنوات مصابات به، ذلك لأن حليب الأم يقوم بإفراز بعض المركبات الخاصة التي تعمل على حماية خلايا الثدي من إصابته بالورم السرطاني.
كشفت دراسة أسترالية أخرى قد تم إجرائها في معهد الأبحاث الطبي في أستراليا، أن الأم المرضعة لطفلها رضاعة طبيعية تتجنب الإصابة بسرطان الرحم بنسبة 11% مقارنة بالأم غير المرضعة. ذلك لأن الرضاعة الطبيعية قد تقوم بإفراز هرمون (الأوكسيتوسين) في الدم الذي يساعد حليب الأم على الخروج مع زيادة تقلصات الرحم وزيادة سرعة انكماش الرحم وبالتالي يعود إلى وضعه الطبيعي.