نسيم الروح .. العبادة في الهرج



عن مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ أن النَّبِيِّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) قَالَ: (الْعِبَادَةُ فِي الْهَرْجِ كَهِجْرَةٍ إِلَيَّ) رواه مسلم.
والمراد بالهرج هنا الفتنة واختلاط أمور الناس، ولكن ما هو سبب كثرة فضل العبادة فيه؟
يجيبنا عن ذلك الإمام النووي فيقول: سبب كثرة فضل العبادة في الهرج، أن الناس يغفلون ويشتغلون عنها، ولا يتفرغ لها إلاّ الأفراد.
حين تشتد الأزمات وتلح على الإنسان في عقله ونفسه وقلبه، فإننا نراه يترنح من هولها يميناً وشمالاً باحثاً عن الخلاص والملجأ، ربما عند الشخص الفلاني أو المؤسسة الفلانية أو المشروع الفلاني!!!
لكننا نجد – مع الأسف – أن آخر ما يفكر فيه هذا الإنسان هو اللجوء إلى الله تعالى وعبادته والتضرع إليه والاسترشاد بهديه في كتابه وسنة رسوله، وهذا من المشكلات المنهجية الكبرى عند كثير من الدعاة إضافةً لعموم المسلمين.
إن شدة التفكير في المشكلات وتعقيد الروح بسببها لن يكون هو الحل، إن الحل في الانطراح بين يدي الله تعالى بعد الأخذ بالأسباب الممكنة فهو المدبر القهار الذي بيده كل شيء في السماوات والأرض وهذه من أوائل المعاني الإيمانية التي تربى عليها كثير من المسلمين لكن هول الفتنة وثقل الهرج يلهي ويشغل.
وفق الله الجميع لعبادته حق عبادته في كل وقت وحين.