ترسل شمسنا موجة كثيفة من الجسيمات المشحونة نحو الأرض كل نحو مئة سنة، ولم يكن هذا مشكلة في الماضي، ولكن حضارتنا التي باتت تعتمد بشكل متزايد على التكنولوجيا أصبحت الآن معرضة بشكل مثير للقلق لهذه العواصف الشمسية التي تعطل الأقمار الصناعية والاتصالات اللاسلكية.
ففي عام 1859 ضربت عاصفة مغناطيسية (geomagnetic) عرفت باسم "حدث كارينغتون" كوكب الأرض وعطلت محطات التلغراف وتسببت بضرر على نطاق واسع في الاتصالات.
ولو قُدّر أن تصاب الأرض اليوم بعاصفة شمسية مشابهة فإنها ستعطل الأقمار الصناعية وشبكات الكهرباء والاتصالات العالمية والنقل وسلاسل التوريد، وقد يبلغ إجمالي الخسائر العالمية عشرة تريليونات دولار، وسيستغرق الانتعاش من تلك الخسائر سنوات عديدة.
ولا يعرف متى ستصيب عاصفة شمسية مثل تلك كوكب الأرض، لكن بحثا في 2012 وجد احتمالية بنسبة 10% فرصة حدوث مثل ذلك في العقد المقبل.
والآن وضع باحثون من مركز هارفارد-سميثسونيان للفيزياء الفلكية دراسة جديدة هي الأولى التي تأخذ بالاعتبار الآثار الاقتصادية لعاصفة شمسية ضخمة في المستقبل، حيث يكون اعتمادنا على التقنية أكبر بكثير مما هو حاليا.
ويتوقع هؤلاء الباحثون أن تصيب الأرض عاصفة شمسية متطرفة في غضون 150 عاما، وأنها ستتسبب بخسائر مادية تصل إلى عشرين تريليون دولار، وستزيد الأضرار في أوقات لاحقة إلى أن تتباطأ التقنية أخيرا وتتوزع على أرجاء العالم.
ويعود ذلك إلى أنه كلما تقدم تطورنا العلمي فإننا سنصبح أكثر تأثرا بهذه النوعية من أحداث الطقس الفضائية الجامحة.
ويقترح العلماء إستراتيجية لدرء مثل تلك المخاطر، وهي بناء درع ضخم في الفضاء الخارجي لحجب الأشعة الضارة من الشمس وتشتيتها بعيدا عن الأرض، وقالوا إن بناء ذلك الدرع سيكلف نحو مئة مليار دولار، لكن هذا المبلغ يظل أقل بكثير من تكلفة الأضرار التي قد تحدث بدونه.