عن الامام الصادق عليه السلام قال: أقبل أمير المؤمنين عليه السلام يوماً ويده على عاتق سلمان ومعه الحسن عليه السلام حتَّى دخل المسجد، فلمَّا جلس جاءه رجل عليه برد خزّ، فسلَّم وجلس بين يدي أمير المؤمنين فقال: يا أمير المؤمنين أريد أن أسألك عن مسائل، فإن أنت خرجت منها علمت أنَّ القوم نالوا منك وأنت أحقُّ بهذا الأمر من غيرك، وإن أنت لم تخرج منها علمت أنَّك والقوم شرع - سواء -
فقال له أمير المؤمنين: سل ابني هذا ـ يعني الحسن ـ، فأقبل الرجل بوجهه على الحسن عليه السلام فقال له: يا ابني، أخبرني عن الرجل إذا نام أين تكون روحه؟ وعن الرجل يسمع الشيء فيذكره دهراً ثمّ ينساه في وقت الحاجة إليه كيف هذا؟ وأخبرني عن الرجل يلد له الأولاد منهم من يشبه أباه وأعمامه ومنهم من يشبه اُمّه وأخواله، فكيف هذا؟
فقال له الحسن عليه السلام : نعم، أمَّا الرجل إذا نام فإنَّ روحه تخرج مثل شعاع الشمس، فتعلق بالريح والريح بالهوى، فإذا أراد الله أن ترجع جذب الهوى الريح وجذب الريح الروح فرجعت إلى البدن، وإذا أراد الله أن يقبضها، جذب الهوى الريح وجذبت الريح الروح فيقبضها إليه
وأمَّا الرجل الذي ينسى الشيء ثمّ يذكره، فما من أحد إلاَّ على رأس فؤاده حقّة مفتوحة الرأس، فإذا سمع الشيء وقع فيها، فإذا أراد الله أن ينسيها أطبق عليها، وإذا أراد الله أن يذكره فتحها، وهذا دليل الإلهية
وأمَّا الرجل الذي يلد له أولاد، فإذا سبق ماء الرجل ماء المرأة فإنَّ الولد يشبه أباه وعمومته، وإذا سبقت ماء المرأة ماء الرجل يشبه اُمّه وأخواله.
فالتفت الرجل إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال: أشهد أن لا إله إلاَّ الله ولم أزل أقولها، وأشهد أنَّ محمّداً عبده ورسوله ولم أزل أقولها، وأشهد أنَّك وصي محمّد وخليفته في أمّته وأمير المؤمنين حقّاً حقّاً، وأنَّ الحسن القائم بأمرك من بعدك، وأنَّ الحسين القائم من بعده بأمره، وأنَّ علي بن الحسين القائم بأمره من بعده، وأن محمّد بن علي، وجعفر بن محمّد، وموسى بن جعفر، وعلي بن موسى، ومحمّد بن علي، وعلي بن محمّد، والحسن بن علي، ووصي الحسن بن علي القائم بالقسط المنتظر الذي يملأها قسطاً وعدلاً كما مُلئت ظلماً وجوراً، ثمّ قام وخرج من باب المسجد، فقال أمير المؤمنين عليه السلام للحسن: هذا أخي الخضر
تفسير القمي