جميل الجميل
في الألف العاشر من عمري وفي أكتوبر تحديداً، كُنتُ أذهب إلى أسواق البالة لأشتري ملابس رخيصة للعام الدراسيّ الجديد!
كُنُتُ أعلم جيّدا بأنّني أختلف عن الطلبة الباقيين،أنا مصابٌ بالتوحّد، وأرتدي ملابس مليئة ببقع الأجانب التي لا تزول بالمعقّم العراقي، وكنت أرتدي حذائا ضيّقاً من فرط ما أعطاني الله من حجم كفوف يده، ولم يكن لي حقيبة مدرسية، كانت أمّي تخيّط لي من أكياس الطحين حقيبة بيضاء مكتوب عليها صنع في العراق، 50كغم، ولم أمشّط شعري أبداً، لقد كسرت الحربُ أسنان الكثيرين وحتى مشطنا الوحيد.