صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 16
الموضوع:

يهود الموصل

الزوار من محركات البحث: 3 المشاهدات : 722 الردود: 15
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: March-2017
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 2,853 المواضيع: 456
    صوتيات: 5 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 1368
    آخر نشاط: 22/February/2018

    يهود الموصل

    يهود الموصل .... بين التاريخ والسياسة
    التي أريد لها ان تكون تاريخا
    بقلم : اسامة غاندي

    هذه مقالة اجتماعية تاريخية جغرافية الى حد ما ، حول اليهود في الموصل ، وهي قراءة غير سياسية وغير موجهة ولا تتبنى وجهة نظر معينة ، بقدر ما تقرأ واقع الموصل الثقافي والتراثي في حقبة زمنية معينة ،مع اقلية دينية عاشت في الموصل والقت فيها بعض حمولتها الاجتماعية والثقافية .

    وهذه الدراسة تأتي ضمن حلقات ، تشمل مكونات اجتماعية ودينية وعرقية سكنت الموصل ، مثل الاكراد والشبك واليزيدية ، ستكون متاحة لاحقا بإذن الله .

    في سوق الصوافة في باب الطوب ، وفي منتصف الشارع ، كانت نسوةٌ يهوديات يفترشن الارض ، على شكل سلسلة احداهن وراء الاخرى ، ويعرضْنَ خدماتهن في خياطة الثياب على نحو سريع يكاد يكون فوريا يقودهم رجل كبير في السن يهودي ايضا ، هو من يُفَصِّلُ قطعة القماش ، ومن يقيس القماش على الزبون الواقف ، الذي اشترى لتوه قطعة القماش من بزازين يقابلون هذه السلسلة البشرية وهو من يتحاسب عنهم ، وهو مَنْ يدير عملية الادارة برمتها .





    لكن كيف يعمل هؤلاء ؟؟ إنهن يعملْنَ بشكل تكاملي ، حيث يقوم هذا الرجل الكهل في المقدمة باخذ القياسات اللازمة للزبون الذي كان قد اشترى القماش لِتوِّهِ من البزاز المقابل ، ثم يُفصِل اجزاءه على البدن مباشرة ويقصه ، ثم يرمي بالاجزاء المفصّلة الى العاملات خلفه ، فيبدأن بحركة م****ة سريعة، كلٌ منهن ، بخياطة ما يُلقى اليها ، من ردن ، والى الثانية الصدر، والتالية الردن الاخرى، والتالية الجيوب والاخرى الازرار ، وهكذا الاخريات يخطنّ الاجزاء الاخرى لتنتهي الاجزاء المخيطة الى عاملة جالسة في آخر السلسلة فتجمع الاجزاء المخيطة وتوحدها وتربطها كلها وتنهيها على شكل ملابس جاهزة ، يلبسها الزبون من فوره . وهكذا ترى هذا الزبون الذي اشترى القماش ودفع ثمنه ثم فصله وارتداه ، قبل أن يرتد اليه عقرب الربع أو النصف ساعة بالكثير .

    كان هذا يحدث في الشارع الذي يمتد من (( الصَوَّافَة )) شمالا باتجاه ساحة باب الطوب الداخلية وسوق العطارين وخانات دبغ الجلود ، في هذا الشارع الذي يتقاسمه بائعو الصوف والوبر والخز وتجارُه ، وبعض البزازين بائعو الاقمشة الخفيفة والملونة ، يتوسط الصوافين والبزازين فيه بضع دكاكين لصاغة فضة ، من الجانب الايمن ، وبعض بقالين يبيعون الدهن الحر ( السمن البلدي ) ، في الجانب المقابل، ويفصل بين بقالي السمن البلدي فسحة هي عبارة عن مدخل( جانبي ) الى سوق اللحم القديم ( الشارع الموازي لشارع الصوافة ) .وهما شارعان ، لاتمر فيهما المركبات الكبيرة والسيارات




    زبائن هؤلاء العاملات يكونون عادة ، من ابناء الريف الذين ينزلون الى الحاضرة ( الموصل ) بعد فترات جني المحصول وتوفر السيولة النقدية ، ويتجهزون بالمواد الغذائية والتبوغ ، والشاي والسكر واليابسات ( البقوليات ) ، و يشترون ملابس لهم ولذويهم من الاطفال والنساء ، وبالمقابل ، فانهم ( اي ابناء الريف ) يجلبون ما لديهم من مشتقات حيوانية ، من صوف وسمن وشعر ماعز وبعض المحصولات البرية والاعشاب ، وما يمكن أن يكون سلعة قابلة للتسويق . ويتبضعون فيما يتبضعونه ايضا ، مخشلات ( عبارة عن اقراط او خلاخيل خفيفة وصغيرة تربط بها حبات خرز او غيرها ) ومصوغات فضية ، يطلبها ابناء الريف بوفرة ، فتكون في هذا السوق دورة اقتصادية شبه متكاملة يصرف ابن الريف ما عنده ويأخذ ابن الريف ما يحتاجه من بضائع وخدمات .



    وطبيعي ان يكون هذا الريفي ، لا يملك امولا سائلة مثلا ،ليدفعها الى هذا الخياط اليهودي وفريقه ، لكن ذلك لن يشكل عقبة ، لان مشتري السمن البلدي من الفلاح ، سيصرف لهذا اليهودي نقوده لقاء شراء السمن ، او أن الصواف سيضمن لهذا حقوقه ، أو أن صائغي الفضة اليهوديين الوحيدين في السوق ، واللذّين سيبيعان الفلاح اقراطا او خلاخيل فضة ، سيضيفان حساب الخياطة الى القائمة التي سيسددها الصواف او السمان مثلا ، الذي اشترى بضاعة هذا الفلاح ، ولان الصائغين المذكورين ، هما اصلا امينا صندوق ، لهذا الفريق( الخياط ) ، وحيث يحتفظان لديهما بالدخل ويعتمدان عليهم في الصرافة كذلك. وكذلك فان ابناء الموصل الحاضرة ايضا يستعينون بهذا الفريق : الخياط ، في خياطة الاثواب والملابس الداخلية الرجالية ، وحتى الملابس الجاهوية الفخمة الموشاة ( المطخمة ) بالابريسم والحرير ، والتي تتطلب مهارة ودقة في الصنع ، كما أن الخدمات تشمل ايضا ، عملية رثي الثياب ، وصيانة بعض العباءات المصنوعة من شعر الماعز ، وعملية صيانة العقال واعادة ضبطه وشده . ولازالت المنطقة لحد الان ، تحوي الكثير من الخياطين الذين يخيطون الخيم ، والعباءات الثخينة المبطنة بالفرو والتي تسمى ( الحورانيات ) وحاويات الماء القماشية القديمة ، وهو على اغلب الظن مما ترسب من بقايا تلك الخدمة .
    هذه الرواية لصورة كانت في العشرينيات وما قبلها وبعدها بقليل ، رواها لي جدي المولود سنة 1890، والذي كان يمتهن تجارة المواشي والاغنام ، ويدخل في صلب اهتمامه التجاري ، ما يتفرع من المواشي من جلود واصواف ولحوم ، وتعلقات علف ورعي وما شاكل ذلك . والتي تنتهي جميعا الى صلب اختصاص هذا السوق ونوعية مرتادية ومتسوقيه .
    اقول هذا لكي اثبت سند هذه الرواية في الوقت الذي لاتتوافر لدي من المراجع والمصادر الا هذه الرواية . وأظن ان الاسناد الصحيح لها سيوفر لها بعض المصداقية التاريخية .



    غير بعيد عن هذا المكان ، تقبع خانات ومحلات دباغة الجلود ، ومعها جمع امعاء الحيوانات المذبوحة وجمع شحومها ، ويُعرف العاملون بدبغ الجلود ( الدباغين )، والعاملون في تنظيف وتجفيف الامعاء ، بالوتارين ، وهي مهنة سبق اليها اليهود وبقوا فيها ، أما جمع الشحوم ومعالجتها وتخزينها في حاويات صغيرة بعد تجميدها بمعاملة كيمياوية ، فظلت حكرا على اليهود حتى وقت قريب قبل أن تُنشأ مصانع الزيوت ، ومن خانات الجلود والوتارين ، الى سوق العطارين حيث يتصدر المشهد عددٌ من العطارين والعشابين والصيادلة اليهود . الذين يتفننون في هذه الصنعة الى جانب عدد من العطارين الاخرين الذين يتولون عملية بيعها وشرائها فقط . وهم الذين ادخلوا المعالجة الكيمائية الى عملية الدبغ ، بعد ان كان الدبغ يعتمد في مجمله على التجفيف فقط مع اضافة قشور فواكه مجففة وتغطيتها بالملح .
    ومن العطارين الى سوق الصّاغة ، الذي يتولى ادارته الفنية الصّاغة اليهود ، ويتحكمون الى حد ما بعملية العرض والطلب .
    هذه الدورة الاقتصادية التكاملية المتسلسلة . تتوسط الحالة الاقتصادية الكبيرة التي تقوم عليها مدينة الموصل انذاك . يكون اليهود فيها سداها ولحمتها ، مع ملاحظة شديدة الاهمية ، أن اليهود في كل هذا لم يكونوا ملاكين للعملية ، بمعني لا يملكون رأسمالها المادي والسلطوي ، وكذلك لم يكونوا في اسفلها ، اي خارج الموضوع او يمكن الاستغناء عنهم في ادامة وتكامل هذه الدورة الاقتصادية ، لذلك فهم لبنة اساسية فيها ، اذا خرجوا انهارت العملية كلها ، وارتبك التخطيط . وهذه هي الفلسفة القصوى المختصرة لكيفية ادائهم الاقتصادي ، وترتيب وضعهم الاجتماعي ، بحيث لا يكونون فوق الكل ، ولا تحت الكل ، لكن الكل لا يستغني في عملية اقتصادية سلسلة ومريحة ومحسوبة عن خدماتهم . ربما تثير هذه الفقرة بعض الالتباس والاعتراض نتيجة سوء الفهم ، وهو هل أن غير اليهود لم يكونوا فاعلين وناشطين وحاضرين في الحراك الاقتصادي ، الجواب بالتأكيد كلا ، ولكن العينة الصغيرة قيد البحث ، تحتاج الى هذا التركيز على نقطة معينة ضمن دائرة اوسع .
    يُقال أن اليهودية دين اقتصادي بحت ، كما كانت المسيحية دينا اخلاقيا بحتا ، فان صحت هذه المقولة او لم تصح ، فإن اليهود قد قربونا من فهم هذه المقاربة كثيرا

  2. #2
    من المشرفين القدامى
    عاشق الملكي
    تاريخ التسجيل: July-2013
    الدولة: العراق _ذي قار _ ناحية الفهود
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 143,815 المواضيع: 21,897
    صوتيات: 2305 سوالف عراقية: 12
    التقييم: 65969
    مزاجي: الحمد لله
    أكلتي المفضلة: السمك المسكوف
    موبايلي: الترا 23
    آخر نشاط: منذ 5 يوم
    شكرا ع النقل

  3. #3
    من اهل الدار
    سجاد محمد
    تاريخ التسجيل: October-2016
    الدولة: العراق
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 24,076 المواضيع: 8,224
    صوتيات: 50 سوالف عراقية: 102
    التقييم: 12648
    مزاجي: جيد
    المهنة: digital media
    أكلتي المفضلة: مقلوبة - السمك
    موبايلي: Samsung S24 Ultra
    مقالات المدونة: 21
    شكرا سماره

  4. #4
    من المشرفين القدامى
    ⚘Thanks God⚘
    تاريخ التسجيل: May-2016
    الدولة: Great Iraq
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 1,771 المواضيع: 215
    صوتيات: 40 سوالف عراقية: 87
    التقييم: 442
    مزاجي: متفائل جداً
    المهنة: Journalist
    أكلتي المفضلة: All Healthy Eating
    موبايلي: Galaxy / Changeable
    آخر نشاط: 1/March/2021
    مقالات المدونة: 15
    ارجوا الأبتعاد عن المواضيع الدينية والتي تفتح محور لايمكن سده والتناظر فية فقط للمرجعيات العليا والذي لا علاقة لنا به

  5. #5
    من المشرفين القدامى
    احلام لناس لا تنتهي
    تاريخ التسجيل: September-2015
    الدولة: IRAQ - كـــــركـــــــــوك
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 4,938 المواضيع: 678
    صوتيات: 11 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 4465
    مزاجي: متفائل دوماً
    المهنة: طالب كلية علوم الحاسوب وتكنلوجيا المعلومات
    أكلتي المفضلة: الدجاج
    موبايلي: لاب hp مو موبايل :)
    آخر نشاط: منذ 2 أسابيع
    عملية البيع والشراء وطريقتها اربكتني كلش وما فهمتها ابد

    شكرا ع الموضوع

  6. #6
    من أهل الدار
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صفاء العامري مشاهدة المشاركة
    شكرا ع النقل
    شكرا لتواجدك الكريم

  7. #7
    من أهل الدار
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ســـــجـــــودي ﹩ʝ☹ مشاهدة المشاركة
    شكرا سماره
    شكرا لحضورك خويه سجودي

  8. #8
    من أهل الدار
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كرارالحسيني مشاهدة المشاركة
    ارجوا الأبتعاد عن المواضيع الدينية والتي تفتح محور لايمكن سده والتناظر فية فقط للمرجعيات العليا والذي لا علاقة لنا به
    اشكر حضورك القيم سيد

  9. #9
    من أهل الدار
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Levai مشاهدة المشاركة
    عملية البيع والشراء وطريقتها اربكتني كلش وما فهمتها ابد

    شكرا ع الموضوع
    ممنونة منك مشرفنه الكريم

  10. #10
    λUτħΘર Θʃ τħε ȘħλɖΘώȘ
    ألمؤَّلِف للظِلال
    تاريخ التسجيل: March-2013
    الدولة: جهنم وبئس المصير
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 18,163 المواضيع: 746
    صوتيات: 38 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 9982
    مزاجي: من الزواحف المهددة بالانقر
    المهنة: خلفة مال ديكور
    أكلتي المفضلة: كل نعمة الله(عدى الباچة)
    موبايلي: Galaxy S6 كان
    آخر نشاط: منذ 6 ساعات
    الاتصال:
    مقالات المدونة: 179
    ذكرتي مدينتي التي احيا بها الى الان وما ذكر صار حطاما

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال