فجأة وبدون أي مقدمات قبل أيام وتحديدا في السادس من الشهر الجاري تحول نهر يانغتسي بالصين, أطول نهر في آسيا وثالث أطول أنهار العالم إلى اللون الأحمر, هذه الظاهرة الغريبة جذبت أنظار العالم أجمع وخصوصا أنه لا يوجد أي تفسير معلن لهذه الظاهرة الغريبة ولا تزال الأسباب التي أدت بهذا النهر العملاق إلى هذا اللون قيد التحقيق والإستقصاء من قبل الحكومة الصينية.
تسارع العلماء من حول العالم لتفسير هذه الظاهرة الغريبة وأول التفاسير التي ظهرت هي وجود طحالب محبة للأملاح تدعى “دوناليلا سالينا \ Dunaliella Salina” تفرز صبغة حمراء في الماء لكي تزيد من أمكانية سطح الماء من إمتصاص حرارة أكبر من الشمس لتمكن هذه الطحالب من توليد طاقة أكبر, وهو تحليل سرعان ما تم نفيه لأن هذه الأنواع من الطحالب هي طحالب بحرية تعيش في المياه المالحة وليس في المياه العذبة كما هو الحال في نهر يانغتسي وهذه الحالة حصلت مع بحيرات مالحة كبحيرة في “كاماراج \ Camargue” الفرنسية التي تحولت إلى اللون الأحمر للتركيز العالي للأملاح فيها كما تظهر هذه الصورة.
بعد أن أستبعد العلماء الأسباب الطبيعية كمسبب لتحول النهر إلى هذا اللون لم يتبقى إلا الأسباب الخاصة بظواهر التلوث المتسبب بواسطة الإنسان وأستذكر بعض العلماء تحولا قديما حصل للون النهر في ما مضى الذي تبين أن سببه كان سكب كمية ضخمة من الأصباغ الحمراء التي صادرتها الدولة في مياه النهر.وتؤيد فكرة سرعة تلون النهر بكامله إلى اللون الأحمر وجود ظواهر تلوث صناعي لهذا النهر الذي تحيط فيه أكبر التجمعات الصناعية الصينية وهو ما نفته الحكومة الصينية نظرا للرقابة والقوانين المفروضة للحفاظ على نظافة النهر على المناطق الصناعية مبقية الأمر للتحقيق والتحليل والتكهنات. ويفسر السكان المحليون أن هذا اللون الأحمر هو طريقة النهر الخاصة في تنظيف نفسه.ولم يوقف تلون النهر إلى هذا اللون العجيب زخم الحياة الصينية فأستمر الصيادين بالصيد على ضفاف النهر وأستمرت أعمال النقل وإستغلال النهر وجمع بعض السكان عينات من النهر للإحتفاظ بها كما تظهر الصور التالية.
المقطع التالي لتقرير قصير من التيليجراف البريطانية حول النهر.