يقوم الزواج بصورة عامة على الود، الإحترام والحب والإعجاب المتبادل ، ولا يخص ذلك العلاقة بين الزوجين فقط ، ولكنه يشمل النسب بين العائلتين ، فالتوافق بين الفتاة و الشاب غير كافي ، بل يجب أن يمتد إلى الآباء والأمهات ، والإخوة والأخوات لكل منهما ، فمثل هذه العلاقات يكون أساسها الحب والرقي في العلاقة الإجتماعية .
إذن ينبغي تحري الدقة واختيار الشريك المناسب ، حتى يمكن تجنب المشاكل الزوجية في المستقبل ، لأن هذه المشاكل تؤثر على أفراد العائلتين بالكامل ، كما تسبب عدم التفاهم بينهما ، وعندما تحدث مشكلة أو إنفصال ما ، تكون النتيجة القطيعة النهائية بينهما .
ويعتبر الزواج المبكر أحد أسباب المشاكل الزوجية التي يمكن حدوثها بين الزوجين ، حيث يتزوج الشريكين في سن صغير ، ولا يكون لديهما الوعي الكافي بمعنى الحياة المستقبلية ، ولا يمتلكون تصورا واضحا عن الحياة الزوجية ، كما لا تكون مشاعرهم مستقرة ولا تتضح ملامح شخصياتهم ، ويؤدي ذلك إلى الشعور بالندم سريعا .
الزواج المبكر ، يكون عندما يقل عمر الشاب أو الفتاة عن 18 عام ، ويعتبر سن صغير نسبيا وخاصة للفتيات ، ويحدث هذا الزواج نتيجة الأفكار السحيقة والأفكار البالية التي تطالب بها بعض المجتمعات مثل العادات القبلية ، والغرض منها هو الحفاظ على عذرية الفتاة وشرفها ، عن طريق تزويجها عندما تصل إلى سن البلوغ ، فتجبر على الزواج من أول شخص يتقدم لخطبتها .
سلبيات الزواج المبكر :
1- المشاكل النفسية : يسبب الزواج المبكر بعض الاضطرابات والمشاكل النفسية التي تعتبر عقبة تواجهها الفتاة ، فالزواج في سن صغير يحرمها من الكثير من الأشياء ، التي كانت ستحظى بها إن لم تتزوج مبكرا ، ومنها أن تعيش حياة طبيعية من رفيقاتها وتحصل على تعليم مناسب ، تضحك ، تمرح وتلعب دون أن تتذكر المسئوليات التي تتخطى عمرها ، مثل الزوج والبيت والأطفال ، وهذه المشاكل النفسية ربما تسبب إصابتها بحالة من الإكتئاب والحقد على مجتمعها الذي تحيا ضمن أفراده .
2- المشاكل الصحية : يسبب الزواج المبكر العديد من المشاكل والأعراض الجسدية على الصحة ، كما أن معظم الفتيات لا تكن على وعي بها ، والحمل في وقت مبكر يمكن أن يسبب فقر الدم ، اضطرابات الرحم لأنه لم يكتمل بعد ، بالإضافة إلى تكرار الإجهاض .
3- المشاكل الإجتماعية : لا تستطيع معظم الفتيات اللاتي تتزوجن في وقت مبكر أن تحسن التعامل مع عائلة الزوج أو الأولاد ، وذلك ينتج عن قلة الخبرة والجهل الإجتماعي ، فمازالت صغيرة على خوض مثل هذه العلاقات والتعامل معها بحكمة وعقل .
4- مشاكل قانونية : يعرض الزواج في وقت مبكر الفتاة للعديد من المشاكل القانونية ، فغاليا لا يتم تسجيل هذا الزواج في السجلات المدنية ، مما يضيع الكثير من حقوقها ويعرضها للمسائلة في بعض الأحيان .
طرق للحد من حالات الزواج المبكر :
ينبغي وضع أسس وتدابير صارمة وموحدة من الدول ، حتى نتمكن من الحد من الزواج المبكر ، وذلك تأكيدا على إعطاء الفتاة جميع حقوقة في الطفولة ، والتصدي للتعدي على حقها ، باستخدام الطرق التالية :
– رسم استراتيجيات لتعديل حقوق الإنسان ، طبقا لإتفاقياتحقوق الطفل ، ووضع خطط وأهداف للقضاء على الممارسات والمواقف السلبية ضد الفتاة .
– تقديم الدعم الإجتماعي لتعديل قوانين الحد الأدنى للزواج ، بالإضافة إلى الحرص على توفير فرص التعليم لجميع الفتيات .
– الحرص على تحقيق العدل والمساواة بين الإناث والذكور داخل كل أسرة في المجتمع .
– الإقرار بأن الفتاة جزء من المجتمع يجب أن يحظى بجميع حقوقه الإجتماعية ، السياسية والإقتصادية .
– وضع قوانين تحد من الزواج المبكر ، وترفع سن الزواج والتشديد على تنفيها .
– تمهيد الطريق للفتيات حتى يتمكن من تطوير المميزات والمهارت التي يتمتعن بها .
– البحث عن وسائل تمكن الفتيات المتزوجات من مواصلة التعليم والنجاح في بعض التخصصات التي تناسبهن .