أطلق الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات حاكم دبي والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، الثلاثاء، مشروع بناء مدينة المريخ العلمية، وهي أول مدينة علمية لمحاكاة الحياة على كوكب المريخ.
وذكرت الوكالة الإماراتية الرسمية للأنباء أن المدينة ستتخذ من داخل حديقة مشرف في دبي مقرًا لها، بتكلفة 500 مليون درهم (136 مليون دولار)، وستبنى على مساحة مليون و900 ألف قدم مربع (القدم يساوي 30.48 سنتيمترا).
وأضافت أنها ستصبح “المدينة الفضائية الأولى من نوعها”، وستكون “نموذجًا عمليًا صالحًا للتطبيق على كوكب المريخ”.
ويتضمن المشروع مختبرات متطورة تحاكي تضاريس “الكوكب الأحمر” وبيئته القاسية، وسيتم تنفيذه باستخدام تقنيات مطورة للطباعة ثلاثية الأبعاد وعزل الأشعة والحرارة.
وسيعمل المشروع على استقطاب أفضل العلماء والتجارب العلمية إلى الإمارات، لتلبية احتياجات الدولة العلمية المستقبلية، وتطبيق الدراسات بشكل يساهم في تطوير وتحسين الحياة البشرية والتصدي لتحديات أمن الغذاء والمياه والطاقة على كوكب الأرض، وفق الوكالة.
كما تشمل خطط إنشاء المدينة تجربة نوعية لإشراك فريق بشري مختص سيعيش داخلها لمدة عام، وسط ظروف بيئية وحياتية تحاكي ظروف المريخ، مع إجراء دراسات سلوكية لمتابعة النتائج العلمية والاستفادة منها لاحقا في رحلات استكشاف الفضاء.
ومن المقرر أن يجري الفريق تجاربًا لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة والمياه والغذاء.
وبخصوص الشكل الخارجي فستتكون المدينة من عدة قبب لا ترتكز على أعمدة، ما يتطلب ابتكار تقنيات جديدة لضمان ثباتها وسلامتها، لتشكل هذه القباب السقف الأكبر عالميًا بدون أعمدة.
وسيبلغ عدد المراكز البحثية التي ستستفيد مما ستوفره المدينة من فرص لاكتشاف الفضاء 200 مركز بحثي في مختلف أنحاء العالم.
وبإنجاز هذا المشروع سيكون مبنى مدينة المريخ العلمية أكثر مبنى تطورًا في العالم، وبالإمكان تنفيذه بشكل كامل على كوكب المريخ بحسب الوكالة الإماراتية.
وصمم هذا المبنى المهندس بيارك انغيل الذي صمم مشاريع عالمية متميزة، منها مقر شركة غوغل الجديد، ومقر شركة ليغو.
ويأتي هذا المشروع ضمن جهود الإمارات لتحقيق ريادة في السباق العلمي العالمي لإيصال البشر إلى كوكب المريخ خلال العقود المقبلة، عبر استراتيجية “المريخ 2117″، التي تم إعلانها في فبراير/شباط الماضي بهدف بناء أول مستوطنة بشرية على المريخ.
وكانت الإمارات أعلنت في 2015، بدء العمل على مشروع لإرسال أول مسبار عربي وإسلامي إلى المريخ، بقيادة فريق عمل إماراتي، في رحلة علمية استكشافية تصل الكوكب الأحمر عام 2021.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي تم الإعلان عن اعتماد كافة التصاميم الهندسية والتقنية النهائية للمسبار، وبدء العمل في مرحلة التصنيع والاختبارات.
وتعتبر مهمة المريخ أول برنامج من نوعه تخوضه دولة عربية وإسلامية، وستشرف وكالة الإمارات للفضاء على المشروع وتموله بالكامل، فيما يطوره مركز محمد بن راشد للفضاء.