TODAY - 04 August, 2010
قيادي كبير في العراقية لـ «العالم»: بناء الثقة مع المالكي صعب ولن نتورط معه في صفقةبغدادبينما كشف قيادي كبير في القائمة العراقية ان كتلته اتخذت "قرارا نهائيا بعدم التطبيع مع رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي"، عبر قياديون في المجلس الاعلى والتيار الصدري، عن "اسفهم" لأن الانتقادات الاعلامية اللاذعة التي وجهها المالكي، قد حلت محل المحادثات المفيدة، وقالوا ان رفضهم تجديد ولايته قائم على اساس ادراكهم لكونه مرشحا "مرفوضا" داخل البرلمان العراقي.
وابلغ القيادي الكبير في العراقية "العالم" أمس الثلاثاء ان "القائمة العراقية اتخذت قرارا نهائيا بعدم التطبيع مع المالكي". واضاف، مفضلا عدم الكشف عن هويته، ان "المالكي منفعل الآن بسبب صراعات حزبه (الدعوة) المحتدمة حول سحب تشريحه لرئاسة الوزراء"، موضحا ان "لا بد لحواراتنا مع الائتلاف الوطني العراقي من النجاح من أجل تشكيل الحكومة في اسرع وقت".
وأشار إلى أن "عملية بناء الثقة مع المالكي صعبة ولن نتورط في صفقة معه".
وعن حقيقة الموقف الاميركي من قضية المرشح لرئاسة الوزراء، قال ان "الاميركان لا يفرضون المالكي، بل يفضلونه"، مشددا على ان "العراقية رفضت بشدة المساعي الاميركية هذه". وتأتي هذه التطورات بينما تنتظر بغداد نتائج جلسة مهمة يعقدها مجلس الامن مساء اليوم الاربعاء لبحث الملف العراقي، واستعراض تقرير المبعوث الدولي في العراق اد ميلكرت، وسط مخاوف بعض الاطراف من تدويل محادثات تشكيل الحكومة. كما ينتظر الساسة زيارة مستشار الامن القومي الاميركي المرتقبة، والتي يتوقع ان تحمل سيناريو جديدا لتشكيل الوزارة المقبلة، الامر الذي يثير ريبة اطراف مثل التيار الصدري الذي يعرب عن اعتقاده بأن واشنطن تريد "اخراجه" من صفقة الحكومة.
وفي تطور لافت، شن المالكي زعيم ائتلاف دولة القانون، هجوما غير مسبوق على حلفائه في "التحالف الوطني" كما تحداهم بأن ينجحوا في طرح مرشح بديل يحظى بالقبول.
وفي تصريح لـ"العالم" قال الشيخ جلال الدين الصغير القيادي في المجلس الاعلى، ان تصريحات رئيس الوزراء "لا تعني نهاية التحالف الوطني، لكنها تعكس شعوره بالحزن نتيجة رفض واسع لترشيحه ثانية لمنصب رئيس الحكومة". وقال الصغير ان تصريحات المالكي تعني "انه لا يمتلك خط رجعة مع الشركاء، اي انه قرر ان لا يعود للعمل معهم الى درجة انه صار يتحدث عنهم خارج اطار اللياقة العامة".
ويقول الصغير ان المالكي استند في هجومه على الائتلاف الوطني "على مبادرة اميركية تستهدف ابقاءه في السلطة" لكن التفاهمات حول من سيشغل المنصب "تتجه نحو اطار اوسع بين الكتل الاخرى".
وقالت مصادر في القائمة العراقية في وقت سابق، ان الاميركان طلبوا من زعيمها اياد علاوي دعم المالكي كي يبقى في منصبه، وتقاسم السلطة معه، لكنه رفض بشدة مؤكدا احقية كتلته بالمنصب. وتابع الصغير "سيكتشف المالكي انه اخطأ في تقدير حجم الائتلاف الوطني، وسنكشف له ان لدينا القدرة على حسم الامور، ومن المؤسف انه بدا منفعلا للغاية". وزاد "انتظرنا المالكي طويلا لبناء تفاهم، اما الآن فستتجه الامور نحو الكتل الاخرى على نحو سريع". وشكل ائتلاف دولة القانون (89 مقعدا) وائتلاف الوطني (70 مقعدا) التحالف الوطني الكتلة النيابية الكبرى. لكنهما لم يتفقا على مرشح لرئاسة الحكومة على الرغم من مرور نحو خمسة اشهر على الانتخابات النيابية. وفي تصريح لوكالة الانباء الفرنسية قال نصار الربيعي عضو الاتئلاف الوطني ان "الائتلاف الوطني يؤكد انه متمسك بالتحالف الوطني ويطلب من حليفه دولة القانون استبدال مرشحة المالكي بمرشح اخر لرئاسة الوزراء لنتمكن من تشكيل الحكومة".
لكنه قال "اذا تفكك التحالف الوطني ستكون العراقية هي الكتلة الكبرى وستكلف تشكيل الحكومة".
وهذه المرة الاولى التي يلمح فيها الائتلاف الشيعي الى امكانية تمرير حق تشكيل الحكومة الى القائمة العراقية (91 مقعدا) بزعامة اياد علاوي. وفي السياق نفسه قال بهاء الاعرجي النائب عن التيار الصدري انه يستغرب تصريحات المالكي لأنها "تبعث على القلق وليست مطمئنة". وتابع في تصريح لـ"العالم" ان الائتلاف الوطني اخبر دولة القانون بأن المالكي "مرفوض من معظم الاطراف السياسية وأن ترشيحه امر غير عملي، ولم يكن الموقف قائما على خصومة معه".
وبشأن ما قاله المالكي من انه سيقبل مرشح الائتلاف الوطني لو حصل على تأييد 80 نائبا، قال الاعرجي "كان في وسعنا طرح مرشح بديل يحظى بالدعم، لكننا احجمنا عن ذلك كي لا نبدو انتقاميين، وبخلاف ذلك ففي وسعنا الاتفاق على بديل".
الى ذلك قال القيادي في القائمة العراقية جمال البطيخ ان تصريحات المالكي مساء الاثنين "عكست وضعه الصعب" مع باقي الاطراف السياسية.
وبشأن الخطوة التالية التي يتعين على الكتل الفائزة اتخاذها لدفع عجلة المباحثات المتلكئة، قال البطيخ لـ"العالم" ان هناك "مبادرة اميركية تأخذ بعين الاعتبار مصالح واشنطن ويصعب رؤية نتيجتها، كما ان هناك محادثات بين العراقية والائتلاف الوطني تواجه هي الاخرى عددا من الصعوبات".
الى ذلك ذكر عضو إئتلاف الكتل الكردستانية سردار عبدالله، أن اجتماعهم المرتقب مع رؤساء الكتل بمجلس النواب تأجل الى أجل غير مسمى، وذلك لعدم توصل المفاوضات الى نتائج ملموسة حتى الآن.
وقال عبدالله في تصريح نقلته وكالة (أصوات العراق) إنه "كان من المقرر عقد إجتماع بين إئتلاف الكتل الكردستانية ورؤساء الكتل بمجلس النواب خلال الأيام القادمة حيث كان ينتظر أن نقدم اقتراحا من 16 نقطة لحل الخلافات وتوزيع المناصب السيادية الثلاث، ولكن الاجتماع تأجل الى أجل غير مسمى".
وعن سبب التأجيل أوضح عبدالله انه "يعود الى عدم توصل المفاوضات الجارية بين الكتل الى أية نتائج ملموسة حتى الآن بشأن توزيع المناصب السياسية وتشكيل الحكومة".
وفي ما يتعلق باستئناف المفاوضات بين إئتلاف الكتل الكردستانية مع بقية الكتل، قال عبدالله "ليس هناك أية خطة لإستئناف المفاوضات مع بقية الكتل ولكني أعتقد استئناف المفاوضات مع بداية شهر رمضان". وكانت الانتخابات قد افرزت فوز اربع كتل رئيسية هي ائتلاف العراقية بزعامة اياد علاوي (91 مقعدا) وائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي (89 مقعدا) والائتلاف الوطني ( 70 مقعدا) والذي يضم المجلس الأعلى الاسلامي والتيار الصدري وحزب الفضيلة، وائتلاف القوى الكردستانية (57 مقعدا) والذي يضم التحالف الكردستاني وعدة احزاب كردية اخرى، وهو ما يفرض تحالف عدة اطراف لضمان الأغلبية اللازمة، في البرلمان المؤلف من 325 مقعدا، لتشكيل الحكومة.
alalem